الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسام عيسى يكتب.. منهجية الخداع في السياسة الأمريكية

صدى البلد

استخدم النظام السياسي الأمريكي كافة الوسائل من أجل تنفيذ خطة السيطرة الاقتصادية على الدول العربية التى أطلقتها وزيرة خارجية أمريكا عام 2005 فى إحدى الجامعات فيما يُسمى ب"إعادة تقسيم الدول العربية" للسيطرة على البترول والغاز فى المنطقة العربية، وكذلك طرق تجارته العالمية، بالإضافة إلى إحكام السيطرة الاقتصادية على الاتحاد الأوروبي؛ حتى تعزز موقفها للهيمنة العالمية ضد التنين الصيني.

لقد ارتكز النظام الأمريكي على وسيلتين فى غاية الأهمية للسياسة الخارجية، فلم يعتمد على القوة العسكرية وإنما اعتمد على ضعف الدول العربية فى نظامها السياسي و المجتمعي، ويتضح ذلك من خلال: أولًا- الإعلام: استخدمت أمريكا الماكينة الإعلامية المُوجَهة لتغيير المفاهيم والثقافة الفكرية لدى المجتمعات العربية ببعض الشعارات الرنانة كالديمقراطية، الحرية، والعدالة الاجتماعية، مستغلة ضعف الأنظمة السياسية والاجتماعية من جهل، عدم وعى، واعتماد النظام السياسي على شرعية أمريكا له، وكذلك اعتماد النظام الاجتماعي على النظام السياسي فى كل شيء دون أن يفعل أي شيء .

من هنا نقول :-
• لم تكن هناك حرية فى الإعلام، وإنما كان إعلامًا مُسيسًا، فلا يوجد مُثل عليا أخلاقية تريد أمريكا أن تحققها إنما كانت تنفذ سياسة استعمارية.
• لم يكن النظام السياسى وحده هو الظالم بينما النظام الاجتماعي أيضًا كان ظالمًا لنفسه.
أما ثانيًا- التجانس المجتمعى: والمقصود به ترابط جميع أطياف المجتمع، لقد سلط النظام الأمريكي جميع أجهزته الإعلامية والأجهزة الحليفة (الإنجليزية) للعمل على تفرقة وحدات المجتمع عن طريق تمييز فصيل عن الجميع، فاستخدم الجماعات الإرهابية فى مصر، الأكراد فى العراق، القبائل فى ليبيا، السنة فى سوريا، والشيعة فى فلسطين، مُستغلًا جهل المجتمعات، عدم وعيهم، وبُعدهم عن أنظمتهم السياسية وتجزئة الدولة إلى فصائل وفرق لتفقد الدولة سبب قوتها.
من هنا نقول : -
• أن قوة النظام السياسي تعتمد على تلبية متطلبات نظامه الاجتماعي.
• أن قوة الدولة تعتمد على مدى ترابط وحدات المجتمع.
• أن قوة الدولة تعتمد على مدى تلاحم النظام السياسي مع النظام الاجتماعي و ثقة كلًا منهم فى الأخر.
إن تفتيت الدول العربية والسيطرة على مواردها الطبيعية، بالإضافة إلى طرق تجارة البترول والغاز بشكل خاص له تأثير سلبي على الاتحاد الأوروبي؛ لأنه يعتمد على بترول المنطقة العربية التي تعد معبرًا لأكثر من ثلثي تجارة الاتحاد، فمن يسيطر على المنطقة العربية يحاصر بل يسيطر على الاتحاد الأوروبي.
الخلاصة : -
• إن المنطقة العربية تمثل شريان حياة للموارد الطبيعية ومعبرًا للتجارة العالمية من وإلى الاتحاد الأوروبي، فمن يسيطر على هذا الشريان يسيطر على الاتحاد الأوروبي.
• تسعى أمريكا أن تكون المنطقة العربية هي المورد والمعبر الرئيسي لغاز الاتحاد الأوروبى عن طريق تجميع الغاز من إيران، قطر، ومصر، وتصديره إلى الاتحاد الأوروبي بدلًا من روسيا، وبذلك يفقد الروس موردًا اقتصاديًا هام لهم ووفقدان هذا المورد يخرج دولتهم من القوة العالمية.
• تسعى أمريكا لإضعاف الاتحاد الأوروبي اقتصاديًا، فهي تضغط على إنجلترا للخروج من الاتحاد الأوروبى حتى تكون سهلة السيطرة عليها اقتصاديًا وتستنفذ مواردها الاقتصادية كما تفعل فى المنطقة العربية.
• يعبر من خلال المنطقة العربية بخاصةٍ عن طريق البحرين: الأحمر والمتوسط أكثر من ثلث تجارة الصين العالمية، فمن يسيطر على هذه المعابر يتحكم فى تجارة الصين العالمية، وهذا ما تخطط له أمريكا.
من خلال ما سبق، يمكننا طرح مقولة جيوبوليتيكية، وهي:
- من يستخرج الموارد الطبيعية بالمنطقة العربية . . يتحكم ويسيطر على المنطقة العربية.
- من يتحكم ويسيطر على المنطقة العربية . . يتحكم ويسيطر على ثلث تجارة العالم.
- من يتحكم ويسيطر على ثلث تجارة العالم . . يتحكم ويسيطر على أوروبا والصين.