الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة العرس.. توقيع اتفاق تاريخي لوحدة السودان.. خارطة طريق من 39 شهرا.. حل المجلس العسكري وتشكيل حكومة مدنية بداية الطريق.. والأفراح تعم الشوارع

صدى البلد

* مدبولي: 
مصر كانت وستظل سندا لأشقائها
* الحرية والتغيير: 
الشعب السوداني يستحق أن يحتقل لأنه لم يستسلم
* البرهان: 
القوات المسلحة شريك الشعب في الإصلاح والتغيير

وسط احتفالات شعبية عارمة، واحتفاء عربي ودولي، جرى اليوم السبت الموافق 17 أغسطس، توقيع اتفاق المرحلة الانتقالية بين المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير، الاتفاق الذي يصبح به السودان على أول طريق الحكم المدني، وبداية المرحلة الانتقالية التي تستمر 39 شهرا.

تحت عنوان "فرح السودان"، انطلقت فعاليات توقيع الاتفاق التاريخي بين المجلس العسكري المؤقت وقوى الحرية والتغيير في السودان بحضور عدد من رؤساء وممثلي الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والبعثات الدبلوماسية وقادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والطوائف الدينية الإسلامية والمسيحية بالبلاد.

ووصل عدد من الرؤساء وكبار مسئولي العديد من الدول لحضور مراسم توقيع الاتفاق التاريخي بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى الحرية والتغيير.

ومن بين المسئولين البارزين الذين حضروا مراسم التوقيع النهائي على الإعلان الدستوري، رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ورئيس جمهورية الجارة جنوب السودان، سلفا كير، ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير.

وصل قطار عطبرة، قطار الثورة إلى الخرطوم، ووقع الاتفاق محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، نيابة عن المجلس، وأحمد ربيع نيابة عن وى إعلان الحرية والتغيير.

وكشف القيادي بقوى الحرية والتغيير، منذر أبو المعالي عن معالم وثيقتي المرحلة الانتقالية ، في تصريحات لقناة "الغد"، إن ترتيبات حل المجلس العسكري الانتقالي سبتدأ غدا الأحد، بينما تكتمل الحكومة بكافة هيئاتها في أول سبتمبر.

وأضاف أن تسليم القائمة النهائية لمجلس السيادة مساء اليوم، على أن تعلن الأسماء 18 أغسطس، ويؤدي الأعضاء القسم في اليوم التالي.

توقيع الاتفاق جاء تتويجا لـ 8، أشهر من الشد والجذب والجهود الإقليمية والدوليةـ منذ سقوط نظام البشير في 11 أبريل الماضي، حيث بدأ فجر الحل السياسي بين المجلس وقوى الحرية والتغيير عندما وقع الطرفان بالأحرف الأولى في 4 أغسطس الجاري على الإعلان الدستوري، الذي بدا في كثير من الأوقات أنه حلم بعيد المنال.

يؤكد المشهد الراقص في شوارع السودان مدى أهمية وتاريخية الحدث، وأن السودانيين قد آن لهم ان يحلموا بوطن أفضل يحكمه نظام مدني.

بعد توقيع الاتفاق جاءت ردود فعل الحضور من كبار المسئولين الدوليين متفائلة مستبشرة، حيث قال رئيس الوساطة الإفريقية محمد الحسن لبات إن ما شهدته التجربة السودانية يؤكد أن إفريقيا قادرة على حل مشاكلها بمبادرات داخلية. بحسب "سكاي نيوز".

فيما أكد رئيس الوزراء المصري أن القاهرة كانت وستظل دائما سندا لأشقائها.

وأضاف أن مصر حرصت دائما على تأكيد ملكية الشعب السوداني للرؤية التي يتطلع لتحقيقها بعيدا عن أي تدخلات أو إملاءات.

وتابع:"نأمل أن يتم التركيز خلال المرحلة القادمة على العمل الدؤوب لدفع عجلة الاقتصاد السوداني، وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن، لما يحقق وأحلامه التي بناء عليه قامت هذه الثورة”.

وقال موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إن القادة العسكريين والمدنيين بذلوا جهدا كبيرا للوصول إلى اتفاق المرحلة الانتقالية في السودان، وأن الاتحاد الإفريقي أدرك التحديات فاتخذ قرارات للمساعدة في الوصول إلى اتفاق في السودان، مشددا على أن مستقبل السودان مرهون بمشاركة الجميع.

فيما قال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي أن اليوم هو يوم عبور السودان إلى الحكم المدني.

وأشار المهدي إلى أن السلام وإجراء انتخابات ديمقراطية من أولويات المرحلة المقبلة، وأن المرحلة الانتقالية تستوعب الجميع ولا إقصاء لأحد فيها.

وأعرب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن سعادته بإبرام الاتفاق، وقال إن هذا اليوم التاريخي بداية مرحلة جديدة في السودان، "دعمنا الانتقال السلمي للسلطة في السودان والرحلة للوصول إلى اتفاق اليوم لم تكن سهلة، لكن الطريق إلى الديمقراطية في السودان بدأ اليوم، وأوصي الشعب السوداني أن يكون حريصا على السلام.

وقال عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي إن القوات المسلحة السودانية شريك الشعب في الإصلاح والتغيير، وأنه يجب أن "نجعل من هذا اليوم محطة للبناء والتغيير".

فيما قالت قوى الحرية والتغيير إن الشعب السوداني يستحق أن يحتقل لأنه لم يستسلم.

وأعلنت قوى الحرية أنها تقف على مقربة من الجماعات المسلحة وتتطلع للعمل معا للوصول إلى سلام شامل، وأن المساءلة القضائية للنظام السابق بكل رموزه من أهم واجبات الحكومة المقبلة، مؤكدة على التمسك بالتحقيق في كل الانتهاكات التي رافقت الثورة.

وأضافت:"على الحكومة المقبلة أن تعمل جاهدة على إعلاء النسيج الاجتماعي السوداني، ونتطلع إلى كفالة حقوق المرأة قانونا وممارسة وتخصيص 40% من المجلس التشريعي لها".

فيما اعتبر عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية أن اتفاق السودان هو اللبنة الأولى التي تسهم في بناء دولة تحقق تطلعات الشعب السوداني، وأن المملكة كانت ولا تزال مع كل ما يضمن للسودان أمنه واستقراره وساهمت في التوصل لاتفاق الشراكة بين الفرقاء السودانيين، مشيرا إلى أن استقرار السودان جزء مهم من استقرار المنطقة ويسهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وتتطلع الرياض أن يعمل السودانيون على تحصين اتفاق الشراكة بما يكفي البلاد شرّ التدخلات الخارجية.

وأعرب رئيس جنوب السودان سلفا كير عن دعم بلاده للشعب السوداني في المرحلة الحالية وأنه يجب تعزيز السلام عبر تقوية الوضع الاقتصادي، قائلا:"تربطنا علاقات وروابط تاريخية مع السودان".

وفي ختام مراسم التوقيع منح السفير الإثيوبي في السودان ومدير مكتب الاتحاد الإفريقي وسام النيلين تقديرا لجهودهما إبان الفترة الماضية، كما منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى لمبعوث مفوضية الاتحاد الإفريقي ومبعوث إثيوبيا.

وتجدر الإشارة إلى أن المجلس العسكري الانتقالي كان قد أعلن اختيار الفريق أول جمال عمر ليكون وزيرا للدفاع خلال الفترة المقبلة.