الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب: الإسكندرية لا تنام

صدى البلد

حقا، لا أحد ينام في الإسكندرية ، ليس بسبب الرطوبة الخانقة ، ولا الزحام " السرديني " ، ولكن بسبب الأحداث المتلاحقة خلال الأيام الفائتة ، والتي أصبحت محل "تحفيل السوشيال ميديا" ، ولعل أهم هذه الأحداث ، الحوار القصير الذي دار بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحافظ الإسكندرية عبد العزيز قنصوة ، والذي لخص الأزمة التي تمر بها بلادنا ، وتتمثل في المسئول المهزوز ، الذي لا يملك قرارا ، الذي يعيش بنظرية ، ما لا ينجز اليوم ينجز غدا أو بعد شهر ، أو العام المقبل .. ما دامت "السبوبة ماشية " ..

محور المحمودية ، هذا المشروع الحيوي الذي سينقل المدينة الي عالم آخر من السيولة المرورية ، ويرعاه الرئيس بنفسه ، متوقف منذ أشهر بسبب وجود مسجد داخله مقام لأحد الأولياء ، إضافة الي وجود "سوق الحضرة" القديم للخضر والفاكهة على حرم الطريق ، سأل الرئيس السيد المحافظ ماذا فعلت والإفتتاح قريب ، كانت المفاجأة في الرد " سندرس وسنخبرك " ، هل لاحظتم فرق السرعة ، لدينا رئيس راكب "رهوان" ، يسابق الزمن من أحل تنمية الوطن ، ولدينا مسئول راكب " توك توك " ، وكانت ردة فعل الرئيس على الإجابة هل مثار الجدل بين أهل المدينة حينما أبدى إندهاشه من الرد الغريب .. "لسه ها تدرس " .. !

نعم المحافظ لسه هايدرس ، ويتعمق ، ثم يخطط ، ثم يفكر ، ثم يعيد التفكير والدراسة ، وهكذا لدينا نوعية هؤلاء المسئولين ، الذين لا يعون الظرف التاريخي الذي نعيش فيه ، هم يتكلمون فقط ، ُينظرون فقط ، ولكن على مستوى الإنجاز "صفر كبير" ، ثم في النهاية يقولون أن المنصب لا يعنيهم ، ومع ذلك فهم ملتصقون بالكرسي حتى الموت .. وإذا خرجوا تحدثوا عن بطولات زائفة ..

أتذكر أن مشكلة المسجد ، كانت مثارة منذ عدة أشهر ، وتناولتها فضائيات الإخوان بشكل زائف ، وبعض المخلصين أشاروا على السيد المحافظ سرعة إصدار بيان بأن مصر لا تهدم المساجد ، ولكنه آثر الصمت على أساس أن المشروع يخص القوات المسلحة ، والمحافظة لا دخل لها ، وكانه مشروع في وطن غريب لقوات مسلحة أجنبية ...

هل رأيتم عقلية المسئول وكيف يفكر ؟؟
التحفيل الثاني على الشوشيال ميديا ، كان لمشكلة السيدة السكندرية المسنة مع المطعم السوري ، تلك السيدة التي ظلت تستغيث أسابيع كاملة بلا جدوى ، حتى تدخل وزير التنمية المحلية ، والذي أمر بفحص المطعم وكانت الكارثة ، جملة من المخالفات أنتهت بإغلاقه ..

أين محافظة الإسكندرية من الموضوع ..لا حس ولا خبر .. فقط بعد إسبوع كامل من حل المشكلة تذكرت وأصدرت بيانا بأن الأزمة تم حلها ، وكله تمام يا أسطى .. !

قد يعتقد المسئول أنه أفضل شخص في العالم ، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، وقد يكون متحدثا بارعا ، ولكن التعامل مع الأزمات هو الذي يكشف العاطل والباطل ، وهذا ما حدث في الإسكندرية ، الأزمات تحتاج الي شخص منجز ، صاحب قرار ، صاحب كلمة ، صاحب قلب جرئ ، وعقل مستنير ، شخص يستمع لنصائح المخلصين ، وليس المنتفعين ..

للأسف ، الإسكندرية ستظل تعاني ، وشعب الإسكندرية سيظل يبحث عن " محبوب جديد ".