الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وصف عرضه بالسخيف.. قصة جزيرة جرينلاند التي أهين ترامب بسببها

جزيرة جرينلاند الدنماركية
جزيرة جرينلاند الدنماركية

أزمة جديدة في طريقها للتفاقم، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء زيارته إلى الدنمارك، ردًا على رفض الحكومة الدنماركية التنازل عن جزيرة جرينلاند أو بيعها للولايات المتحدة الأمريكية، بعد الطلب الأمريكي شراء تلك الأرض مهما كلف خزينة الولايات المتحدة من أموال.

الدنمارك التي كانت تستعد لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الثاني من سبتمبر المقبل، بدعوة رسمية من الملكة مارجريت الثانية ملكة الدنمارك، لم تعد تلك الزيارة على جدول أعمال الملكة بعد إعلان الرئيس الأمريكي إلغائه لتلك الزيارة، في خطوة متوقعة حال استمرار الرفض الدنماركي لبيع جزيرة جرينلاند أكبر الجزر على مستوى العالم وتعد إقيما دنمركيا مستقلا.

وخلال مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي الأحد الماضي، والذي تطرق فيه الحديث عن زيارته المقبلة للدنمارك، أكد فيه ترامب استمرار رغبته في شراء الجزيرة الدنماركية، حتى أنه رحب بفكرة مبادلة الجزيرة الدنماركية بأراضي أمريكية باعتبارها أشبه لصفقات العقارات التي أشتهر بها الرئيس الأمريكي قبل توليه حكم الولايات المتحدة، قائلا: إنها في الأساس صفقة عقارية كبيرة".

الحكومة الدنماركية لم تبد أي ترحيب برغبة الرئيس الأمريكي في شراء تلك جزيرة جرينلاد الدنماركية، بقدر ما أبدته الحكومة استياء من عرض ترامب على لسان رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، واصفة ما قاله بـالـ "سخيف"، قائلة : "كلام سخيف ونأمل ألا يكون الرئيس الأمريكي جاد فيما يقوله"، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي لانتهاز تصريحات رئيسة وزراء الدنمارك لإلغاء زيارته بعد تأكده من فشل صفقته، حتى غرد قائلا: "الدنمارك بلد مميز للغاية وشعبه رائع، لكن استنادا لتعليقات رئيسية الوزراء ميت فريدريكسن فإنها لم تهتم بمناقشة شراء جرينلاند لذلك سوف نؤجل اجتماعنا المخطط له خلال أسبوعين إلى وقت آخر".

جزيرة جرينلاند التي تعد أكبر جزيرة في العالم من حيث المساحة التي تبلغ 2 مليون كيلومتر مربع، وتقع في شمال المحيط الأطلسي والمحيط القطبي الشمالي، تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الدنماركية، علقت حكومتها على رغبة الرئيس الأمريكي في شرائها، علقت على لسان رئيس حكومتها كيم كيلسن، قائلا: " جرينلاند ليست للبيع لكنها مفتوحة للتجارة والتعاون مع الدول الاخرى بما في ذلك الولايات المتحدة".

ورغم كبر مساحة جزيرة جرينلاند إلا أنها يسكنه 56 ألف شخص فقط يرتكزون حول سواحل الجزيرة، التي تغطي الثلوج أكثر من 80 % من مساحتها وهو ما يسبب مخاوف من ذوبان الغطاء الجليدي بسبب الاحتباس الحراري، لكنه في نفس الوقت بمثابة آمل جديد يساعد على الوصول إلى الموارد المعدنية للجزيرة، خاصة لما تشتهر به من موراد طبيعية من فحم وزنك ونحاس وخارم الحديد، حتى أنها تمثل ثلثي ميزانية الدنمارك من موارد تلك الجزيرة.

محاولة الرئيس الأمريكي لشراء تلك الجزيرة ليست وليدة اليوم، كلنها وفقا لتقارير عن وزارة الخارجية الأمريكية، بدات تلك رغبة استحواذ الولايات المتحدة على جزيرة جرينلاد منذ عام 1867، إلا أنه لم يحدث أي تحرك رسمي حتى عام 1946 عندما عرض الرئيس الامريكي هاري ترومان على الدنمارك 100 مليون دولار مقابل شراء تلك الجزيرة وهو ما رفضته الدنمارك، ليعرض بعدها استبدال أراضي من الجزيرة بأراضي أخرى في منطقة ألاسكا الأمريكية، ولم تنجح الولايات المتحدة في أيا من محاولاتها إلا بإنشاء قاعدة عسكرية في تلك الجزيرة خلال فترة الحرب الباردة.