الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير مؤسسة وطنى الإمارات لـ صدى البلد: دولتنا سبقت العالم فى تمكين الشباب.. الإمارات الوجهة المفضلة للشباب العربي لهذه الأسباب.. المشروعات العمرانية الجديدة فى مصر فرصة ذهبية لأبنائها

الأستاذ ضرار الفلاسي
الأستاذ ضرار الفلاسي المدير التنفيذى لمؤسسة وطنى الإماراتية

  • الإمارات مكنت الشباب منذ 48 عاما
  • الحكومة الإماراتية تضم أصغر وزيرة فى العالم
  • الإمارات الوجهة المفضلة للعيش لدى الشباب العربي وفق هذه الأسباب
  • أتمنى أن يعمل الجميع فى مصر بروح الرئيس السيسي
  • الإمارات أثبتت للعرب وللعالم أن المشكلة ليست في شبابنا وإنما في توفير البيئة المناسبة للإبداع والتطوير
  • نجاح تجربة شركات كريم وسوق انطلق من دبي بعدما بيعت لشركات عالمية بمبالغ خيالية

تولى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة اهتماما كبيرا بالشباب إيمانا منها بقدرتهم وإمكانياتهم  فى مسيرة التنمية.

وألهمت دولة الإمارات العربية المتحدة العالم فى تجربة تمكين الشباب، حيث سبقت العالم  منذ عقود مضت  من خلال دمج الشباب فى مجتمعهم ومنحهم حق الطموح المشروع للإنجاز والعطاء فمنهم من تقلد المناصب الحكومية وغيرها من المناصب الرفيعة.

وتحتفى دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم الشباب فى 12 أغسطس من كل عام تكريما وتكليلا لجهودهم ومسيرتهم البناءة.


إزاء ذلك الاهتمام الذى توليه دولة الإمارات تجاه شبابها وأصبح نهجا تسير عليه دول أخرى، تحدث المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات ضرار الفلاسي لـ"صدى البلد"، عن تجربة تمكين الشباب والأسباب التى جعلت من الإمارات الوجهة المفضلة للعيش لدى الشباب العربي بحسب نتائج استطلاع أجري مؤخرا.


كيف ألهمت دولة الإمارات العربية المتحدة العالم في تمكين الشباب؟

الإمارات وضعت ثقتها منذ البداية في الشباب وأثبتت التجربة صحة ذلك القرار، فنحن عندما ننظر لأول حكومة اتحادية عام 1971 نجد أن الغالبية العظمى من الوزراء كانوا من الشباب وعدد منهم كانوا في العشرينيات من عمرهم، وهذا بحد ذاته أعطى رسائل قوية في كل الاتجاهات، فأولا لم يعد هناك من يشكك في إمكانيات الشباب، وثانياً، أعطى شباب الإمارات الثقة في دولتهم وإمكانياتهم ومنحهم حق الطموح المشروع للإنجاز والعطاء.

وهذا المسار لا يزال موجودا في الدولة اليوم ونحن على مشارف الخمسين من عمر دولتنا المديد، فحكومتنا الحالية تضم عددا غير قليل من الوزراء الشباب من ضمنهم أصغر وزيرة في العالم، كما أن تأسيس مجالس للشباب في كل دائرة حكومية ساعد في توفير قناة أساسية يشارك الشباب من خلالها في صياغة سياسات واستراتيجيات دوائرهم ووزاراتهم وبالتالي دولتهم.

أمثلة على تمكين الشباب في المناصب التنفيذية والتشريعية وغيرها.

حاليا لدينا عدد من وزراء الحكومة الاتحادية من الشباب، وآخرون تولوا المنصب في سن الشباب، واللافت أنهم يتولون حقائب العصر الجديد مثل الذكاء الاصطناعي والمهارات التقدمة والعلوم المتقدمة والأمن الغذائي والسعادة وجودة الحياة، فوق ذلك يضم المجلس الوطني الاتحادي عددا معتبرا من الشباب الذي فازوا بالانتخاب أو تم تعيينهم، وقد أثبتوا نجاحهم في كثير من الملفات التي تعاملوا معها.

وينطبق الكلام نفسه على الحكومات المحلية (على مستوى الإمارة)، لكن هذا ليس كل شيء فلدينا أيضا برامج متنوعة على مستوى الدولة لتدريب الشباب وتأهيلهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، ونحن في مؤسسة وطني الإمارات بدأنا برنامجا خاصا لطلاب الثانوية والجامعات لتأهيلهم للمستقبل ونأخذهم لزيارة دول أجنبية للتعلم من تجارب الآخرين، كما توجد برامج وطنية خاصة للعناية بالمبتعثين حيث نقوم بزيارتهم في بلدان الابتعاث لتعريفهم بالهوية الوطنية وقيمها ومعايير المواطَنة الصالحة.

وفقا لنتيجة استطلاع لرأي الشباب العربي 2018، تُعَد الإمارات الوجهة المفضلة للعيش لدى الشباب العربي.. فما المقومات والعوامل التي ساهمت في ذلك؟

أدرك أن كثيرين يعتقدون أن السبب المباشر هو العامل المادي والمرتبات، لكن هذا جزء من الصورة ليس إلا، فالإمارات توفر للشباب العربي الفرصة المثالية لكي يثبتوا أنفسهم ويطوروا قدراتهم ومهاراتهم بعيدا عن التعقيدات البيروقراطية والإحباطات التي تمارس عليهم في أماكن أخرى.

لذلك لو درسنا الأرقام بعناية سنجد أن نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب عندما يأتون للإمارات يتجهون لتأسيس مشاريعهم الخاصة لكي يتمكنوا من الإبداع والتطوير.

الإمارات أثبتت للعرب وللعالم أن المشكلة ليست في شبابنا وإنما في توفير البيئة المناسبة للإبداع والتطوير، وأعتقد أن نجاح تجربة شركات مكتوب وكريم وسوق التي بيعت لشركات عالمية بمبالغ خيالية بعد أن نجحت انطلاقا من دبي يمثل دليلا واضحا على ما نقول.

متى بدأت التجربة الإماراتية في تمكين الشباب. وهل تأخرت الدول العربية الأخرى؟

الواقع أن هذه التجربة سبقت قيام الاتحاد وتعود لبدايات تشكيل الحكومات الحديثة في كل إمارة على حدة، حيث تم تأهيل وتدريب الشباب المواطن لتسلم دوائر هذه الحكومات، وهنالك بعثات لشبابنا بدأت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ولعلنا نذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "رعاه الله" تسلم أول منصب له قبل 50 عاما بسن العشرين وكان رئيس الشرطة والأمن العام في دبي.

 بالنسبة للدول العربية الأخرى، أعتقد أنها تراجعت، فلو درسنا بدايات تشكيل الحكومات الوطنية في تلك الدول بعد الاستقلال نجد أنها كانت تضم شبابا بنسب مختلفة، ثم تراجعت النسب بعد ذلك وصولا للوضع الحالي الذي يستغرب فيه وصول شباب لمواقع المسئولية.

ونصيحتي لصناع القرار والمخططين الاستراتيجيين في الدول العربية أن يستفيدوا من تجربتنا في الإمارات في تمكين الشباب، فمجتمعاتنا مجتمعات شابة ونحن في عصر أصبحت غالبية مكونات الاقتصاد تعنى بالشباب، ولا يستقيم أن نخطط للمستقبل بمنطق الماضي.

ما تقييمكم للتجربة المصرية في تمكين الشباب وماذا ينقصنا؟

أنا واثق أن  الرئيس السيسي يدرك أهمية تمكين الشباب وأتمنى له التوفيق في المبادرات العظيمة التي يقوم بها ومؤتمرات الشباب التي يقودها، وأتمنى أن يعمل الجميع بنفس روحية  الرئيس في تمكين الشباب والثقة بهم وإتاحة الفرصة لهم لإثبات قدراتهم سواء في الابتكار أو التخطيط أو القيادات الشابة.

وإذا جاز لي هنا أن اقترح فأنا أتمنى أن أرى كوتا للشباب في البرلمان، وأن أرى حصة ثابتة للشباب في مقاعد نواب الوزراء ونواب المحافظين، كجزء من برنامج وطني مصري لتأهيل قيادات الصف الثاني، وبما أن الرئيس السيسي بدأ مشروعات وطنية للعمران والمدن الجديدة وهذه تمثل فرصة ذهبية للشباب لتكوين أنفسهم، فإنني أتمنى أن نرى مبادرات من القطاع الخاص المصري تلاقي مبادرات الرئيس في منتصف الطريق لتيسير الأمور على هؤلاء الشباب سواء لـتأسيس مشروعاتهم أو لبناء أسرهم الجديدة.

الاهتمام بالشباب من أولويات حكومة الإمارات، فما المبادرات التي قادتها والمؤسسات المعنية بذلك؟

أهم المبادرات هي وزارة الدولة للشباب والمؤسسة العامة لرعاية الشباب، وهما منفصلتان عن الرياضة حتى لا نحصر الأمور في الجانب الرياضي، وإنما نريد العمل على مختلف جوانب شخصية الشباب وتوفير الفرص لهم، ونتج عن تأسيس الوزارة تشكيل مجالس للشباب في كل وزارة وإدارة حكومية تقريبا، للمشاركة في وضع السياسات، وكلها تجتمع في مجلس الإمارات للشباب الذي يقدم المشورة لمجلس الوزراء في المسائل المتعلقة بالشباب.

وفوق ذلك لدينا مجموعة من المبادرات الهيكلية التي تعنى بالشباب بعد التخرج مثل صناديق الزواج ومشروعات الإسكان وبرامج التوظيف في القطاعين العام والخاص، والتدريب والتعليم المستمر والابتعاث، بالإضافة إلى الخدمة الوطنية التي سمحت للشباب بإعادة تأهيل شخصياتهم ضمن منظور الكفاءة العسكرية التي تمنحهم مهارات ممتازة يستفيدون منها في حياتهم العملية كالانضباط والإنتاجية وتحمل المسئولية.

جدير بالذكر أن مؤسسة وطنى الإمارات معنية بالتعزيز والحفاظ على الهوية الوطنية الإماراتية وترسيخ دعائم الرؤية الموحدة لها بين شرائح المجتمع المختلفة ونشر المفاهيم والأسس الداعمة لممارسات الانتماء والولاء الوطني، وقيم المواطنة الصالحة، كما تعنى بتعزيز القيم والمسئولية المجتمعية والتكاتف الاجتماعي ودعم الكفاءات الوطنية وتكوين قاعدة معرفية وعلمية للكيان الاجتماعي الإماراتي.