الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو زيد الأمير يخطب الجمعة من عمرو بن العاص.. الصحبة وردت في القرآن الكريم أكثر من 130 مرة..هذا جزاء الصحبة الصالحة بالإسلام... وصديق السوء شيطان من الإنس وأخطر من الجن

الجمعة من عمرو بن
الجمعة من عمرو بن العاص

الدكتور محمد أبو زيد الأمير يخطب الجمعة فى عمرو بن العاص
-الصحبة وردت في القرآن الكريم أكثر من 130 مرة
-صديق السوء شيطان من الإنس وأخطر من الجن
-هذه الآية نزلت في صديقين سوء أفسدا بعضهما
-هذا جزاء الصحبة الصالحة في الإسلام

أدى الدكتور الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، خطبة الجمعة، من مسجد عمرو بن العاص، وتحدث عن الصحبة الصالحة في الإسلام.

وقال الأمير، إن الصحبة الصالحة لها أثر بين في بناء شخصية المسلم منوها أن لها مكانة ومنزلة كبيرة في الإسلام، مضيفا أن مادة الصحبة وردت في القرآن الكريم أكثر من 130 مرة، بعبارات مختلفة، لافتا أن الصحبة قد تكون للأخيار وقد تكون للأشرار ووجد في كتاب الله وسنة رسوله ما يبين لنا مكانة صحبة الأخيار وما تؤول إليه صحبة الأشرار.

وأشار إلى أنه إذا أردنا أن نتحدث عن الصحبة فلنا في الأنبياء وصحابة رسول الله وأولى العزم من الرسل قدوة حسنة في اختيارهم لأصحابهم وصحبتهم الصالحة، حيث كان من أجل أصحاب رسول الله سيدنا أبو بكر الصديق.

واستشهد الأمير، في الخطبة، بقوله تعالى "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا".

وقال نائب رئيس جامعة الأزهر، إن صديق السوء هو شيطان الإنس وهو أخطر من شيطان الجن، منوها إلى أن الذي شجع غيره على المعصية يتبرأ من صاحبه يوم القيامة، مضيفا أن شيطان الجن إذا استعاذ المسلم بالله منه بقوله "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فإن الله يعيذه منه، أما شيطان الإنس يجر المسلم الصالح إلى المعاصي جرا.

واستشهد الأمير بقوله تعالى "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا"، وكذلك قوله تعالى "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم". 

وقال خطيب عمرو بن العاص، إن قوله تعالى "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا" نزل في صديقين من أصدقاء السوء.

وأضاف الأمير، أن الله تعالى نكر الظالم في الآية ولم يذكره باسمه حتى نعلم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب أو خاصة بمن نزلت فيهم هذه الآية.

وأشار إلى أن الآية نزلت في عقبة بن أبى معيط وأمية بن خلف، فكان عقبة ينفق من ماله ويستضيف الناس وفى يوم من الأيام أحب عقبة أن يأكل رسول الله من طعامه فدعاه إلى الأكل بشرط أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأكل النبي من الطعام، ولما علم أمية بن خلف زعيم المنافقين، وعاتبه على إسلامه وفسخ صداقتهما حتى يرجع عما فعله، فذهب عقبة لإيذاء رسول الله، وهنا أراد الله أن يبين لنا عاقبة صداقة السوء ونزلت هذه الآية.

وقال الأمير، إن جزاء الصحبة الصالحة ورد في الحديث الشريف الذي ذكر فيه النبي سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم رجلا تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.

وأضاف، أن صحبة الأخيار الأبرار لها مكانة كبيرة في الإسلام أما صحبة السوء ففيها صديق السوء يجر صاحبه إلى المعاصي والفساد فيقول الله تعالى "الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ".

وأشار إلى أن النبي بين أن الإنسان بنيان الرب في الحديث الشريف "الإنسان بنيان الرب ملعون من هدمه" فمن اتبع طريق السوء وهدد غيره بالقتل والأذي فهو ملعون، وفي الحديث "من أعان على قتل نفس ولو بشطر كلمة لقى الله يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله".

وأوضح، أن الإنسان عليه أن يحسن اختيار الصحبة الصالحة والإبتعاد عن أصدقاء السوء سواء في الصغر أو في الكبر.