الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: لتقل خيرا او لتصمت

صدى البلد

من اجمل الاحاديث التى تحث على قول الخير الحديث التالي عن أبي هريره رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". 

فهذا الحديث يدعو لقول كل ما هو جميل وإيجابي والبعد عن كل ما هو سلبي فكلنا نلاحظ هذه الأيام تصرفات البعض السيئة من محاولات التشويه واصطياد الأخطاء للغير او ظاهرة التنمر الشرس التى انتشرت بقوة هذه الأيام وأدت الى التمييز بين فئات المجتمع المختلفه وأيضا ظاهرة السباب وقول الألفاظ البذيئه.

واذا تأملنا جمال هذا الحديث الشريف وقمنا بتحليل مضمونه لوجدنا أن هدفه هو قول كل ما يحتوى على مفاهيم الحب والخير والنقاء والصمت عن كل ما يحتوى على جرح أو اهانه للغير فرسولنا الصادق الأمين عليه افضل الصلاه والسلام كان لا ينطق الا بكل ما هو جميل ويبتعد عن قول كل ما هو مؤذ لمشاعر غيره.

ولكن الأن للأسف لا نسمع الا كل ماهو سيئ من ألفاظ وشتائم واهانات للغير نرى البعض يرتدى ثوب الإيمان والفضيلة وهو ينطق بأسوأ العبارات ولا يراعي مشاعر الآخرين على الرغم من أن مضمون أي دين سواء اسلامي أو مسيحي أو يهودي المحبه والسلام وقول كل ما هو جميل والإبتعاد عن غير ذلك.

أصبح بعض شبابنا يفتخر بنطق الألفاظ النابيه البذيئه والمصطلحات الوضيعه وللأسف ده بيحصل حتى بين الطبقات الإجتماعيه الراقيه فنرى مثل هذه التصرفات تحدث فى أرقى الأنديه و الجامعات والمدارس الدوليه.

ولو بحثنا فى الأسباب لوجدناها كالتالي:


أولا: غياب دور الأسرة تماما وانشغال الأب والأم عن متابعة وتربية أولادهم.

ثانيا: تقصير بعض مؤسسات التربية والتعليم فى الإهتمام بالجزء التربوي فكما نرى التربية تسبق التعليم ولكن للأسف انحصر دور مؤسسات التعليم على ملء عقول الطلبه بالمناهج الدراسيه فقط وعدم الإهتمام بتعليم الطلبه المبادئ التربويه الصحيحه عن طريق الإهتمام بالانشطه الفنيه والرياضيه والترفيهيه مثل اقامة رحلات سياحيه للطلبه كل فتره لكي يتعرفون على إنجازات أجدادهم ويدركون قيمة تاريخهم مثلا.

ثالثا : تقصير بعض وسائل الإعلام فى تقديم البرامج التوعويه الهادفه للشباب بل بالعكس ساهمت فى الأزمه بعض القنوات من الدرجه الثالثه والتى تقوم ببيع ساعات الهواء لمن يملك المال لكي يطل على الشاشه ويقول ما يشاء ويقدم برامج تافهه تسيء للذوق العام وللمنظومه الإعلاميه ككل.

رابعا: تقصير بعض النقابات الفنيه فى وضع قوانين صارمه تمنع تقديم كل ما يساهم فى تدمير شبابنا وانهيار القيم والمبادئ مثل اغاني المهرجانات والأعمال الفنيه السيئه.

واعتقد ان الحلول تكمن فى التالي:


اولا تفعيل دور الأسرة ( الأب والأم) يجب ان يتفرغا لمتابعة اولادهما والإهتمام بهم ولو ساعه يوميا ونُفعل ظاهرة تناول الغداء او العشاء على مائدة واحده ومناقشة كل المشاكل الأسرية.

تفعيل دور التربية والتعليم فى الإهتمام بالإنشطه الفنيه التى تهذب سلوك الطلبه وتنمى فيهم الذوق والرقي
تفعيل دور الفن والإعلام فى إنتقاء النماذج التى تستطيع أن تقدم برامج هادفه واعمال فنيه راقيه تفيد الشباب وتهذب روحهم
تفعيل دور النقابات الفنيه فى حجب ووقف كل ما يسيء للذوق العام. تفعيل دور وزارة السياحه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضه بعمل رحلات للأماكن السياحيه والأثريه للطلبه بأسعار زهيده

واتمنى ان نتذكر دائما ان الكلمه ممكن ان تبنى وأيضا ممكن ان تهدم وفى النهايه اتمنى من الجميع ان يَتبع حديث رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ويقل خيرا او ليصمت للأبد.