الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البسطاء يكتفون بالفُرجة.. أسعار حقائب المدرسة تضاهي الحد الأدنى للأجور والحل في العتبة

أسعار شنط المدرسة
أسعار شنط المدرسة

بكل شغف وأعين يملؤها الحماس، وقفت الطفلة، دارين، ذات الستة أعوام داخل أحد المتاجر، تجوب بعينيها بين مجموعة الحقائب المدرسية في ترقب لشراء أحدهم استعدادا لعامها الدراسي الأول، تقف في حيرة بين الحقائب التي جذبت أعينها فلم تستطع الحراك ولا الإنصات لوالدها الذي استمر في النداء عليها، حتى قاطعته في حديثه بغير انتباه، تلوح بيدها تجاه إحدى الحقائب وتمسك بها لشرائها، لتتبدل ملامح الأب من الابتسامة إلى تكشيرة وعبس أخاف طفلته، حتى جذبها من يدها ليكملا طريقهما.



لم يكن انطفاء ابتسامة الأب بلا جدوى، فبمجرد لمحه سعر الحقيبة تغيرت ملامحه، فبلغ سعر التي تريدها ابنته 1040 جنيها، بعد الخصم، فكانت قبل ذلك بـ 1299 جنيها، تجول الأب بين الحقائب التي كتب فوقها بالخط العريض "تخفيضات"، إلا أن الأسعار لم تدل على أي تخفيض، فتباينت الأسعار مابين 999 و 1199 و 1040 جنيها، لتصبح أسعار الحقائب المدرسية كابوسا وشر لابد منه لأولياء الأمور، وتساوت أسعار الحقائب المدرسية بالحد الأدنى للأجور 1200 جنيه.



ومع اقتراب العودة للمدارس، وبدء العام الدراسي الجديد، اتجه الأهالي إلى شراء احتياجات أطفالهم المدرسية، والتي تأتي الحقيبة المدرسية على رأس الطلبات، وما بين " شنطة ظهر وأخرى تروللي" ، اختلفت الأذواق واشتعلت الأسعار لتلهب حريقا داخل نفوس المصريين الذين شعروا بالعجز أمام تلك الأسعار التي فاقت قدرات الكثيرين في شراء حقيبة بذلك السعر.

ومع تلك الأسعار التي وصفها البعض بالفلكية، اتجهت الأنظار إلى البديل الأمثل والملاذ الذي يلجأون إليه عند الحاجة، لتبقى العتبة مقصد البسطاء والحل الفوري الأمن الذي يرضي جميع أذواق الأطفال ويريح جيوب الآباء ويهدئ من روعهم من شبح ارتفاع الأسعار، وحتى إن ارتفعت قليلا عن كل عام، إلا أنها لا تكاد تصل لتلك الأسعار التي وصلت لألاف الجنيهات.



وأثارت أسعار الحقائب المدرسية هذا العام، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استعادوا ذكرياتهم مع حقائبهم المدرسية التي بالكاد وصلت إلى 100 جنيه في حالة البذخ ورفاهية امتلاك حقيبة مدرسية فاخرة، وأعربت الأمهات عبر مجموعات المدارس المغلقة، عن استيائهم من تلك الأسعار ورفعوا شعار إحياء وتجديد الحقائب القديمة وإعادة استخدامها بدلا من شراء أخرى جديدة، تكلف أموالا باهظة ولا يتوقف الأمر عند تلك التكلفة فقط، فبجانبها يظل هناك تكلفة الكراسات ومستلزمات الدراسة الأخرى.