الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: هيئات براءات الاختراع إلى أين؟

صدى البلد

ما زالت أزمة البحث العلمي في مصر والعالم العربي مستمرة، ولا تزال مؤسساتنا البحثية تعيش حالة من الغيبوبة العلمية في وقت سبقنا فيه القاصي والداني في إنهاض بحثه.

وماليزيا خير دليل، وكوريا الجنوبية خير شاهد ناهيك عن الصين واخواتها .

رغم أن مصر بها 130 ألف حاصل على الدكتوراه، بنسبة أكبر من الموجودة في الولايات المتحدة ، دلالة على أن هذه الشهادات والدرجات العلمية - في أغلب الأحيان – ما هي غير درجات وظيفية شكلية، فارغة، مفرغة من المضمون والتطبيق.

الفكر و بكل بساطة يعني الوسيلة التي يستخدمها الإنسان في المجالات العلميّة والأدبيّة المختلفة، وعن طريق الفكر يتحقّق الإبداع والتطوّر والتنمية.

ولولا الفكر الإنساني وما نتج عنه من الحصيلة المعرفية المتراكمة عبر القرون الطويلة الماضية، لما وصلت البشريّة إلى ما وصلت إليه الآن في زماننا من تقدّم وتطوّر.

ففي زماننا قد تنامي الفكر وثارت المعرفة بشكل كبير، وبخاصة المعرفة التكنولوجية، حتى ظهر ما يعرف بـ (اقتصاد المعرفة)حيث أصبح رأس المال الفكري من العناصر الأساسية في الإنتاج، وأصبح يزاحم عناصر الإنتاج الأخرى الماديّة.

ومن هنا جاءت أهميّة المحافظة على حقوق الملكيّة الفكريّة، وحماية أصحابها من السّرقة والتعدي والتطاول.

فقد شرعت الكثير من الدّول بتبني العديد من الإجراءات، وقامت بإصدار العديد من القوانين للمحافظة على تلك الحقوق.

فحفظ هذه الحقوق أمر مهم جدًا؛ لما فيه من تحفيز لأصحاب الفكر والباحثين على التفكير والبحث والدراسة وهم مطمئنون على إنتاجهم الفكري، فلا يخشون من التعدي عليه، فيكونون أكثر إبداعًا.

فالبحث العلمي أو الاختراع يبدأ بفكرة معينة ثم تطور رويدا رويدا وفق رؤية بحثية ثاقبة..

فما احوجنا لتطوير مراكزنا البحثية ومكلياتنا الفكرية وتحويل هيئات براءات الاختراع إلى مراكز بحثية تطوف على المدارس والجامعات لاستخراج واكتشاف كل جديد فلا تكتفى بكونها مكاتب روتينية للتوثيق وحسب.

ولا شك في أن معيار تحضر الأمم يُقاس بمدى اهتمامها بالبحث العلمي، وما يتم إنفاقه من ماديات في سبيل إقامة دولة العلم، 

وفي هذا المضمار تشير الدراسات إلى أن تقدم الدول يتناسب طرديًا مع تطور بحوثها العلمية ومدى الاهتمام به من جانب المسؤولين.

إلا أن الروتين يقتل البحث العلمى فى مصر ويسرّع من هجرة العقول المصرية إلى الخارج.

وعانى الكثير من الباحثين من تلك المشكلات، التى كانت الطعنة الغادرة فى عقولهم، وكانت السبب الرئيسي لهجرتهم إلى الخارج.

سافروا بعقولهم وظلت أرواحهم فى أرض أوطانهم ، وهذا هو حال الباحثين المصريين فى الخارج، مشتتين ما بين العقل والروح.. الوطن والعلم ..التطور والإمضاءات والأختام.

فهل عقمت أرحام أكاديميات البحث العلمي في مصر أن تنجب أمثال الدكتور يحيى المشد أو دكتور أحمد زويل أم أن هذا طموح بعيد المنال ؟