الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب: شغلتنا الحياة بما لا تهوي أنفسنا

صدى البلد





كلٌّ منّا يمرّ في حياته بمراحل صعبة، وأخرى جميلة، وأخرى تلك التي يحتاج فيها عونًا من صديق، أو يكون هو عونًا لصديقٍ يحتاج مساعدته، فالحياة قائمة على الإنسانية التي يتكافل فيها أفراد المجتمع ويتعاونون فيما بينهم، ففى مجتمعنا البشرى يسعى الناس وراء العديد من الاهداف متخيلين أنهم سيشعرون بالرضى عند تحقيق تلك الاهداف. بعض تلك الاهداف هى النجاح الوظيفى ،النجاح المادي ، تكوين العلاقات الناجحه ، الجنس ، التسليه ، عمل الخير تجاه الأخرين ....الخ. ولقد أعترف بعض الناس أنهم حينما قد حققوا أهدافهم كان هناك صوت بداخلهم وفراغ داخلى لا يمكن ملؤه بأى شىء .

هل سأتمكن من أنجاز شىء ذو معنى في هذه الحياة؟ كثيرين هم الذين لم يتوقفوا عن البحث عن معنى الحياه. وكثيرا من الناس ينظرون الى ظروف حياتهم والى علاقاتهم التى أنتهت وفشلت ويتسألون عن سبب شعورهم بالفراغ بالرغم من وصولهم للأهداف التى وضعوها لحياتهم. أن هنالك العديد من الاهداف التى يثبت أنها عديمة القيمة بعدما يكون الشخص قد بدد سنوات عديده فى محاولة الوصول لتلك الأهداف.

وبالنسبة لتحديات الحياة بالنسبة للإنسان، وأن نبحث عن معنى الابتلاء الذي يجده في هذه الحياة. نجد في كتاب الله الحكيم، قوله تعالى :”الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ “.إذن في قلب كل إنسان، تقبع هذه النفخة الإلهية جنبا إلى جنب مع حب الخير، بدليل قوله تعالى في سورة الحجرات :و”لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ“. إذن في هذا الفضاء الإيماني وفي حالة السلام مع الخالق سبحانه وتعالى، يستشعر المؤمنون هذه النفخة التي يجدون فيها سكينتهم النفسية. يعني أن كل إنسان عندما يقول الحقيقة وعندما يكون صادقا، فهو يكون في حالة سلام مع الذات التي يستشعرها بعمق وبكل هدوء. لقد حبب الله سبحانه وتعالى هذا الإيمان إلى قلب الإنسان، ليكون في حالة انسجام مع ذاته، وروحه، وقلبه، وأعماله،كما خلق الله تعالى في قلب الإنسان هذا التطلع والبحث عن هذا المقام الإيماني كما أوضح ذلك المفسرون.

لاتحزن اذا ضاقت بك الحياة فربما اشتاق الله لسماع صوتك وانت تدعوه.

سقوط الانسان ليس فشلا انما الفشل ان يبقي الانسان حيث يسقط .

وبالمقابل، يعتبر الذنب عنصرا مشوشا للبلوغ إلى مقام السلام مع الذات. لقد جاء في حديث نبوي شريف أن رجل جاء يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن معنى الذنب، فقال صلى الله عليه وسلم : “الذنب ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع الناس عليه”. رواه مسلم. فكل إنسان له أسرار لا يستطيع البوح بها، فيخفيها لأنها تحرجه حتى في خصوصيته. فهو يعلم بوعي أو بدون وعي أن ما يفعله لا يتوافق مع ما تمليه عليه فطرته. فيدخل في تناقض مع ضميره وفطرته.

في لحظة من لحظات حياتنا، نتمنى، نحلم بأن أحقق مشروع أو حلم داخل ذاتي أو إن أحقق ذاتي نفسها، ولكن فجأة وبدون مُقدمات، نفقده ويضيع! فنتألم ونحزن، ونشعر بإحباط ويأس قاتلين ووحدة مع الذات. كيف إن حلم حياتي لم يتحقق؟! كيف إن الذي رسمتهُ وخططتهُ ذهب مع مهب الريح؟!

نعم، تشعر بإحباط وخوف من الفشل في تكرار المُحاولة، والاصطدام بواقع يمكن إن يسبب صدمة لك. ولكن أنت على خطأ إذا فكرت بسلبية قبل بدء رحلتك إلى هدفك ثانية، وتدرك الأخطاء التي كانت السبب في فشلك الأول، وتحاول إن تتجنبها في مُحاولتك الثانية. فالإنسان يملك عقل، وقدرات وطاقات كبيرة وقوى خفية، ولكنهُ بحاجة إلى إن يزيل عنها غبار الكسل والإحباط. فأنت أقدر وأقوى مما تتصور في اجتياز المحنة والصعاب، لأن الإنسان بنفسهُ هو من يخلق الصعاب وبإرادته يستطيع إن يجتازها ويتخطاها إلى نجاح آخر في مجال آخر.

فكل الأشياء التي من حولنا ليست سيئة وليست جيدة، وليست إيجابية ولا سلبية، لكن نحن الذين نصبغها بهذه الصبغة، ونشكل لون حياتنا وطعمها بحلوها ومرها، فلا تلقي اللوم على الحياة فيما تشكو منهُ. وإذا كان الأمس قد ضاع من بين يديك، فلكَ اليوم، وإذا كان اليوم سيجمع أوراقهُ ونسماتهِ ويرحل، فلديك الغد! فلا تحزن على أمس ذهب لأنهُ لن يعود، ولا تتأسف على اليوم لأنهُ راحل، ولكن أحلم وأسعد بنور مُشرق في غدٍ بهي وجميل. وكن مُتفائلا، ولا تستسلم مهما كانت مُحاولاتك فاشلة للوصول إلى هدفك وآمالك، الذي تجلب لك الآلام قبل الفرح كجزء من مُتطلبات الحياة.

:بإختصار

"هناك من يعيش و هو يعتقد أنّه لايوجد معجزات في هذا الزّمان و هناك من يعتقد أنّ كل ما حوله هو معجزة "