الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: رياضة وطنية تزرع الهزيمة !‎

صدى البلد


لا يختلف إثنان على أن الرياضة المغربية بحاجة إلى تغيير جذري داخل مؤسساتها اﻻدارية، تغيير بات ضروري ومهم، ﻹصلاح الرياضة المغربية من تدهور مستمر يحصل لها مع فشل يندى له الجبين، إصلاح لن يتم إلا بمعالجة شاملة ونهضة مستمرة، على الأقل وفي أسوأ اﻹحتمالات لهذا التغيير الذي إذا تحقق وتم استبدال اﻷشخاص الطالحون الذين عفا عنهم الزمن وارتبطت أسماءهم بفشل وتلطيخ سمعة الرياضة المغربية، واستبدالها بأطر رياضية من أبناء اللعبة، والمشهود لهم بالكفاءة كل حسب تخصصه، حينها سنكون أمام ثورة حقيقية، وتحقيق طموح الرياضة الوطنية، بعيدا عن المصالح وتصفية الحسابات الشخصية.
لا أدري كيف يفكر مسؤولي الجامعات الرياضية؟ وماهي الطريقة التي يعملون بها من أجل تطوير مختلف الرياضات الوطنية ورقيها؟ ولا أدري حتى اللحظة إلى متى يظل هكذا حال دون أن نجد أدنى نية حقيقية وصادقة في تجاوز أزمة العشوائية اللامتناهية، والتي أمست هي الواضحة في ظل إدارة رياضات باتت خارج السرب دوليا، ولا ردة فعل اتجاه ما يحدث من هذا التسيب اللامتناهي بعد كل مشاركة أولمبية كانت أم قارية، والذي قد زاد عن حده في وضع تواصل مع لا مبالاة برياضات لا زالات تغرد خارج السرب ولا كأن الأمر لا يهم الساهرين على شؤونها.
مهما اختلفت الآراء حول مسببات تدهور ﺃﺣﻮﺍﻝ العديد من الرياضات المغربية كانت حتى أمس قريب، شعلة الرياضة على الصعيد الدولي، يمكن اﻹجماع على أن ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻋﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ يبقى إداريا، ما يعني ﺃﻥ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ مساويء ﻛﺎﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ الوطنية، ﻓﻐﻴﺎﺏ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻛﻌﻠﻢ ﻭﻓﻦ ﻭﻧﻬﺞ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﻋﻦ بعض المتحكمين في دواليب تسيير ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺃﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ.
مشاركات ألعابنا الرياضية في مجملها إلا فيما ندر (والنادر لا حكم له) كما يقال أصبحت مجرد تكملة عدد وتواجد هامشي في البطولات العربية والقارية والدولية، وذلك بسبب ابتعاد الجهات المسؤولة عن الرياضة عن انتهاج نهج التخطيط والبرمجة، وإتباع عوضا عن ذلك لأساليب العشوائية والمزاجية، ليأتي الإعداد واﻹستعداد للألعاب المشاركة في أدنى مستوياته، ولا يمكن تحقيق المرجو منه، لأن هذا الإعداد عادة ما يكون فاقدا للقدرة على تقديم الأفضل، ويتم على طريقة سلق البيض، وفاقد الشيء لا يعطيه، وهكذا يتواصل مسلسل الإخفاق الرياضي الأقرب إلى المسلسلات المكسيكية البالغة الطول والشديدة الملل.
اﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻪ ﻭﺍﻷﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ البعض من مسؤولي الرياضات ﺃﻓﺴﺪوا ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺎ يخدم وﻳﻌﺰﺯ تقدم الرياضة الوطنية، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ بعد عديد المشاركات الكارثية ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﻭﺗﺮﺷﻴﺢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻹﺩﺍﺭﺓ شؤوﻧﻬﺎ.
الرياضة الوطنية بحاجة إلى مشروع ﺇﻧﻘﺎﺫ، تتكلف ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ لبنات أسسه ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻭﻟﻰ اﻷﻧﺪﻳﺔ الوطنية ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ، ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻘﻞ مسؤوﻟﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ الجامعات الوصية ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻹﻧﺠﺎﺣﻪ ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻣﻬﺎﻡ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ ﻭﻧﺸﺮ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻔﻮﺍﺋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻛﺎﻓﺔ،
ويبقى السؤال عن تقلد شخصيات غير رياضية لم يكن لها يوما حضور على الساحة الرياضية لا من قريب ولا من بعيد، ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻗﻠﻤﺎ ﻳﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ، ﻭﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺿﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﺘﻌﻴﻴﻚ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ عنها، ﺳﺆﺍﻝ ﺑﺢ ﺻﻮﺕ الشارع الرياضي، ﻭهو يبحث ﻟﻪ ﻋﻦ ﺇﺟﺎبة، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻗﻌﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻓﻼ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺝ ﺍلرياضة المغربية ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻬﺎ.