الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثلاثاء الحاسم.. بريطانيا نحو المصير المجهول.. انقسام بين النواب بشأن خطة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.. جونسون بين أزمتي الخروج دون اتفاق أو الانتخابات المبكرة

انقسام في بريطانيا
انقسام في بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الاوروبي

  • نواب في البرلمان البريطاني يسعون لعرقلة بريكست دون اتفاق
  • انتخابات مبكرة حال تمكن حزب العمال من سحب الثقة من حكومة جونسون
  • إصرار جونسون على الانفصال دون اتفاق وتعليق البرلمان يعمق الأزمة

تشهد بريطانيا انقساما وأزمة سياسية حول خطة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في الموعد المقرر له 31 أكتوبر المقبل، ففي الوقت الذي يسعى فيه النواب المعارضون للانفصال لتأجيل "بريكست"، حث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نواب البرلمان على عدم التصويت لمصلحة "أي تأخير لا طائل منه" للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويرفض رئيس الوزراء البريطاني إجراء انتخابات عامة مبكرة حال إصرار أعضاء البرلمان الحيلولة دون الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، وهزيمة الحكومة هذا الأسبوع، مؤكدا في كلمة أمام مقر مجلس الوزراء وسط لندن أنه لن يدعو لانتخابات مبكرة، مشيرا إلى أن "مثل هذه الخطوة من شأنها أن تجعل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن صفقة جديدة "مستحيلة".

بينما يحشد الوزراء السابقون في حزب المحافظين الحاكم قواهم مع حزب العمال المعارض، من أجل وقف عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.

وتواجه بريطانيا أكثر من خيار بينها "الانفصال باتفاق"، فمن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، سواء توصلت إلى اتفاق بشأن الانفصال أم لا، بينما يقول جونسون، الذي تولى منصبه في يوليو خلفا لتيريزا ماي إنه يرغب باتفاق يجعل انسحاب بريطانيا من التكتل الذي انخرطت فيه 46 عامًا عملية سلسة.

لكن جونسون يريد تغيير الشروط التي اتفقت عليها رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي والتي رفضها البرلمان البريطاني 3 مرات، ويبني جونسون اعتراضه الأساسي على المقترح بإبقاء الحدود مفتوحة بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي.

إلا أن الاتحاد الأوروبي يصر على ضرورة الإبقاء على الخطة التي أطلق عليها "شبكة الأمان" ويشير إلى أنه لا يزال على لندن تقديم خطة بديلة يمكن الوثوق بها.

ويتوقع أن يقدم النواب المعارضون مشروع تشريع الثلاثاء لوقف الخروج بلا اتفاق، بناء على بعض القواعد البرلمانية المتبعة في بحث الأمور المهمة والمستعجلة، بينما حذر حزب المحافظين المتمردين من أعضائه، الذين يدعمون تلك الخطوة، بالطرد من الحزب وعدم اختيارهم للترشح في أي انتخابات مقبلة.

 الانفصال دون اتفاق
يصر جونسون على أنه لا يمكن تأجيل بريكست مجددًا، بعد 3 سنوات من تصويت البريطانيين على مغادرة الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، ورغم رغبته التوصل إلى اتفاق، كثّف رئيس الحكومة البريطانية استعداداته لاحتمال الانسحاب بدون اتفاق في 31 أكتوبر.

ويخشى المعارضون من أن يتسبب هذا الخيار في اضطرابات اقتصادية على جانبي بحر المانش، من خلال انقطاع العلاقات بين بريطانيا وأبرز شريك تجاري لها بين ليلة وضحاها، كما أن توابعه على الاقتصاد البريطاني وأسعار المواد الغذائية خطيرة.

بينما ترغب بريطانيا بأن تحافظ على علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست وسيكون عليها بالتالي إبرام اتفاق ما مع بروكسل.

تأجيل بريكست
من المتوقع أن يقدم حزب العمال المعارض هذا الثلاثاء تشريعًا يسعى لتأجيل بريكست لتجنب سيناريو الخروج بدون اتفاق.

وقد يدعم عدة أعضاء من الحزب المحافظ الحاكم الذي ينتمي إليه جونسون الخطة، رغم أنه هدد بطردهم من الحزب في حال قاموا بذلك، لكن لدى هؤلاء عدة أيام فقط لتمرير مشروع القانون في مجلسي العموم واللوردات.

وفي خطوة مثيرة للجدل، يستعد جونسون لتعليق أعمال البرلمان اعتبارًا من الأسبوع المقبل وحتى 14 أكتوبر - قبل أسبوعين فقط من موعد دخول بريكست حيّز التنفيذ .

انتخابات مبكرة
يمكن لحزب العمال القيام بمحاولة للإطاحة بحكومة جونسون عبر تصويت لسحب الثقة في البرلمان، ما من شأنه أن يفضي لانتخابات عامة مبكرة.

وتبدو الحكومة في خطر إذ أنها تحظى بغالبية نائب واحد فقط في مجلس العموم الذي يضم 650 مقعدًا، لكن لا شيء يمنع رئيس الوزراء من تحديد موعد الانتخابات بعد مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

كما أن بإمكانه أن يدعو إلى انتخابات مبكرة، لكنه يحتاج إلى دعم ثلثي النواب.

وتتزايد احتمالات هذا الافتراض، خصوصا مع اجتماع جونسون بمجلس وزرائه وجميع نواب الحزب المحافظ في مقر رئاسة الوزراء مساء الاثنين، ما قد يحرم النواب من منع انسحاب لندن من التكتل بدون اتفاق.

من جانبه أكد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين اليوم الاثنين أن حزبه سيفعل كل شيء ممكن لمنع خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وذلك بعد أن يعود البرلمان للعمل غدا الثلاثاء.