الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هشام فهمي يكتب: نظم الانتخاب "الفردي والقائمة"

صدى البلد

لا يمكن للمرء أن ينسى أقوال الفقهاء وبخاصة ما اتفقوا عليه من أنه إذا لم يوجد نظام انتخاب سليم فلا وجود للديمقراطية ..

الانتخابات في أي دولة إنما تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص – ومن ثم فلابد أن تقوم على نظام  انتخابي يلائم ظروفها الحالية ويلبي متطلبات الحال السياسي الذي تمر به الدولة ، ومن هنا ندرك أن ملاءمة أي نظام انتخابي لبلد ما إنما يختلف حسب ظروف تلك البلد من وقت لأخر، فلا يوجد نظام واحد مثالي علي الإطلاق يصلح لجميع الازمان والأوضاع ؛ ذلك ان لكل نظام مزاياه وعيوبه، وعلينا ان نحدد ما يصلح من تلك الأنظمة للوقت الحالي – في الظروف الراهنة – حيث الشغل الشاغل علي الساحة السياسية الآن هو اختيار النظام الانتخابي الذي تجرى على أساسه الانتخابات المقبلة سواء كانت الخاصة بمجلس الشيوخ او المتعلقة بمجلس النواب بعد تعديل الدستور في ابريل الماضي وتخصيص نسبة 25% من المقاعد للمرأة .

ولهذا يجب علينا أن نتأمل كل نظام علي حدة وندرس بعمق مدى ملاءمته وتوافقه مع الواقع المصري الحالي والظروف المحيطة بنا - وبذلك نستطيع اختيار النظام الأفضل لنا في هذه المرحلة وهى ولا شك مرحلة فارقة في تاريخ مصر من اجل استكمال البناء ، نطمح ونرجو من ورائها ارساء قيم العدل..

ومن هنا فإن علينا أن نظل مدركين أهمية هذه الانتخابات خاصة أنها هى التي ستستكمل ما بدأه البرلمان الحالي من تأسيس للبنية التشريعية كان لزامًا علينا التأني في اختيار أفضل النظم التي تلائم مصرنا بظروفها وأوضاعها الراهنة في هذه الفترة .

إذن دعنا نلقي نظرة علي النظم الانتخابية المختلفة ونتعمق مزايا وعيوب كل منها ونتناقش في أيها يصلح لظروفنا ويتفق مع أحوالنا السياسية وعلى ذلك نبدأ بدراسة النظم المختلفة في هذا الصدد وحريصون على أن نوضح ما لكل منها من مزايا وما قد يكون من عيوب – ثم نعرض للتجربة المصرية .. لنخلص الى الرأى الذى نراه أكثر موافقة وصلاحًا لمصرنا الحبيبة ، وحتي لا اطيل عليكم في هذا المقال سوف اذكر تعريف كل نظام تاركا للمقال القادم توضيح المزايا والعيوب.

يقوم نظام الانتخاب الفردي – بصفة أساسية - علي الأشخاص، ولا يعبأ بالأحزاب أو البرامج ، وتقوم فكرته علي تقسيم الدولة الي دوائر انتخابية صغيرة تماثل في عدد نوابها عدد المقاعد البرلمانية ، وتقوم كل دائرة بانتخاب نائب أو نائبين لتمثيلها في البرلمان.

وتقوم القوائم – في أساسها - علي الأحزاب وبرامجها دون التركيز علي الأشخاص ، حيث تقسم الدولة إلي دوائر انتخابية كبيرة فيقل عدد الدوائر مقارنة بعددها في النظام الفردي وتتسع مساحتها ويقوم كل حزب أو مجموعة من المستقلين بتقديم قائمة تضم مرشحى الحزب أو مجموعة المستقلين عن الدائرة وبالتالي يصوت الناخب لصالح قائمة معينة وفق الترتيب الوارد بها دون أي تعديلات علي الأشخاص أو ترتيبها داخل القائمة حتي وإن حوت القائمة شخصا أو أكثر لا يفضله الناخب وهو ما يعرف باسم القوائم المغلقة ومن هنا يكون التنافس بين البرامج التي تقدمها كل قائمة وخططها السياسية دون النظر إلي العلاقات الشخصية..

للمقال بقية.... حمي الله مصر وحفظ شعبها وجيشها