الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمامة ومخدرات وصدأ.. كوبري محمد على بالقناطر تحفة فنية يقتلها الإهمال.. فيديو

صدى البلد

أعجوبة فنية سياحية وأثرية وواحدة من أروع المدن المصرية، هي القناطر الخيرية التي حباها الله بروعة جمالها الخاص الذي يميزها عن باقي المدن، وسحرها الذي يأخذك إلى عالم آخر وكأنها جنة الله على الأرض.

بمجرد أن تدب قدماك هذه البلدة العتيقة التي شيدها محمد علي عام 1847 وتتجول في شوارعها التي تعتبر حدائق مفتوحة تحوي أقدم الأشجار وأكثرها ندرة، فتأخذك إلى عالم الأبيض والأسود والأفلام المصرية القديمة التي كان يغلب عليها طابع الرقي والهدوء، ونتذكر المشهد الأكثر بهجة في تاريخ الدراما المصرية في مسلسل "غدا تتفتح الزهور" حينما أخذ الفنان محمود ياسين تلاميذه في رحله مبهجة وهم يغنون "إلى القناطر".

القناطر الخيرية التي كانت تعد المكان الترفيهي الأول في القرن العشرين ورغم ما حباها الله به من آثار خلابة وجمال ساحر، إلا أن يد التخريب والإهمال طالت كل شيء هناك والإخفاق في الحفاظ عليها أفقدها رونقها بسبب الإهمال، ومن ضمن الآثار المهملة بالقناطر الخيرية كوبري محمد علي والمعروف باسم كوبري المناشي، حيث يصل بين مدينة القناطر الخيرية التابعة لمحافظة القليوبية وقرية المناشي التابعة لمحافظة الجيزة، والذي أنشأه محمد علي عام 1843.

ويعاني كوبري محمد علي من الإهمال الشديد رغم أنه قطعة أثرية معمارية لا يوجد لها نظير، حيث أكل الصدأ أساس الكوبري وتهالكت البوابات المقامة عليه وتهدمت وتكسرت أجزاء منه بسبب توقف أعمال ترميم الكوبري وضياع تبعية الأثر بين وزارة الآثار والجهة المسئولة عن الترميم ووزراة الموارد المائية والري.

ولذلك رصدت عدسة "صدى البلد" الحالة التي وصل إليها كوبري محمد علي ومعرفة رأي سكان مدينة القناطر الخيرية في ذلك.

في البداية، قال ناصر زلط، أحد سكان القناطر الخيرية، إن الكوبري عبارة عن مسافات مبوبة يربط بين قرية المناشي ومدينة القناطر الخيرية، ولكنه يعاني من الإهمال الشديد في الوصلات والأرصفة التى تدمرت نهائيا، خاصة بعد أن تعرض للقنابل اليدوية من قبل الإرهابيين في ثورة 30 يونيو، مما تسبب في كسر أربع بالكونات على الكوبري ولم يتم إصلاحها وترميمها حتى الآن.

وأضاف أن منسوب النيل قل لدرجة ظهور الأرض بسبب دورة الري نفسها، مطالبا المسئولين بالاهتمام بالكوبري وإعادة ترميمه وتطهير النيل من فترة لأخرى، والاهتمام بالنظافة ولابد من بذل الجهد فيها أكثر من ذلك لأنها تؤدي إلى انتشار الأمراض.

وأكد محمد سامي، من منشية القناطر، أن الكوبري لا يتواجد عليه رقابة أمنية، قائلا: "إحنا بنخاف نخرج بولادنا".

وأضاف أن ذلك بسبب الشباب الذين يقومون بتعاطي المخدرات داخل البوابات المشيدة على الكوبري معلقا على ذلك "أين رئيس مجلس المدينة"، لافتا إلى أن الكوبري كان يهتم بترميمه من قبل وزارة الري، ولكن بعد أصبح تابع لوزارة الآثار تحول لمقلب قمامة، وكان مسبقا يتم تنظيف النيل بالمعدات والحفارات، ولكن ذلك لا يحدث الآن لذلك ظهرت الأرض وقل منسوب مياه نهر النيل وأصبحت ملوثة.

وقال محمد فتحي، أحد سكان مدينة القناطر الخيرية، إن هذا الكوبري يربط بين محافظة القليوبية والجيزة، فهو مكان أثري يتعرض للإهمال التام من دمار البلكونات والأرصفة والنظافة، مضيفا أنه بالفعل تم ترميم الوجهة للكوبري وحدث من قبل حملة لتطهير مياه نهر النيل ولكن لا يوجد استمرارية على تلك الأشياء وتوقفت نهائيا.

واختتم حديثه بمناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة توجيه الجهات المعنية بالاهتمام بالقناطر، خاصة كوبري محمد علي والحدائق للأجيال القادمة، لأن ذلك منتزه "فخر لمصر كلها" يمكنه جلب العديد من السياح لمصر من جميع أنحاء العالم.