الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد ٣٨ سنة من الإهمال .. استراحة الزعيم السادات بوادي الراحة تعود للحياة كمزار سياحي

الرئيس السادات داخل
الرئيس السادات داخل الاستراحة

بعد أن مضي ٣٨ سنة على إهمالها تعود استراحة الزعيم الراحل محمد انور السادات بوادي الراحة للحياة وسط وادي الراحة تحمل مقتنيات وجزء من ملابس وذكريات الزعيم الذي عشق سيناء بطل الحرب والسلام.

الاستراحة تم تطويرها وصيانتها لتفتح أبوابها خلال ملتقى الاديان التسامح الدينى ذلك الزعيم الذي انتصر فى الحرب ورفع رايات السلام في كل مكان وحصل على جائزة نوبل للسلام.

فلم تكن استراحة الزعيم السادات مجرد مكان للإقامة أو الاستجمام والتعبد والاعتكاف في شهر رمضان، ولكنها تروى تاريخ زعيم حقيقي وبطل للحرب والسلام قاد فترة عصيبة من تاريخ الوطن واستطاع بهمته وإصراره على النجاح أن يحرر سيناء من الاحتلال الإسرائيلي ليكتب بحروف من نور شهادة تقدير لرجال القوات المسلحة الذين كافحوا فكتب لهم النصر واستشهد بعضهم دفاعا عن تراب هذا الوطن.

أحمد أبو راشد الجبالي شيخ قبيلة الجبالية بسانت كاترين البالغ من العمر 46 عامًا يروى شهادته للتاريخ أنه كان يشاهد طائرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وهى تهبط في منطقة وادى الراحة بسانت كاترين المواجهة لمنطقة الوادي وكان عمره في ذلك الوقت 7 سنوات ولم تستطع الأيام أن تنسيه تلك الفترة.

وقال الجبالي، كنت أرى رجال القوات المسلحة وقوات الحرس الجمهوري تقوم بتأمين زيارة الرئيس الراحل للمنطقة حيث كانت أول زيارة له في 25 نوفمبر من عام 1979 بعد عودة سيناء إلي أحضان الوطن من المحتل الإسرائيلي وكان أول من استلم سانت كاترين من الجانب الآخر وحرص الرئيس الراحل علي مشاركته استلام المدينة مشايخ القبائل البدوية قاطني جنوب سيناء لترسيخ مبدأ الانتماء الوطني.

ويضيف، أن الرئيس الراحل حرص علي الإقامة داخل منطقة أطلق عليها في السابق مجمع الأديان حيث أقيم له استراحة من الأخشاب تبلغ مساحتها نحو 150مترا مربعا 10أمتار طول x 15 متر عرض، وتضم غرفة نوم، ومطبخ، وحمام، ومكتب، وقاعة طعام لكنه كان يحرص علي الجلوس علي الأرض كالمقعد البدوي ليشعر بأنه في بلدته التي نشأ فيها ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية.

وأضاف، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يأتي لزيارة سانت كاترين في العشرة الأواخر من شهر رمضان للاعتكاف بها، ويرتدى جلبابا ويحرص علي تلاوة القرآن الكريم كاملًا خلال العشر الأواخر من رمضان ويتعبد ويزور الدير والأماكن المقدسة وكانت رؤيته المستقبلية لمدينة سانت كاترين هي تحويلها إلي مركز عالمي للديانات السماوية الثلاث وتنافس القدس المحتلة من حيث اعتراف العالم بالديانات السماوية التي نزلت من عند الله.

وتقابل الرئيس الراحل محمد أنور السادات داخل استراحته الخاصة بمجمع الأديان أو المعروفة حاليًا بوادي الراحة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي خلال العشر الأواخر من شهر رمضان وكان يحرص علي الالتقاء بمشايخ القبائل البدوية وعواقل البدو، ومن أبرزهم المرحوم محمد أبو الهيم شيخ قبيلة الجبالية وأحد مجاهدي سيناء ذو التاريخ الكبير في النضال الوطني.

وكان يتقابل الرئيس الراحل مع بدو سيناء للتحدث معهم عن تنمية سيناء بصفة عامة وأولويات العمل الوطني لكن جميع اللقاءات كانت تتم بشكل مغلق باعتباره رئيس الدولة وهناك بعض الإجراءات الأمنية التي يجب أن يلتزم بها الجميع، وكان يحرص مشايخ القبائل علي عدم الحديث لدى أبنائهم بشكل صريح عن لقائهم بالرئيس الراحل وكل المشايخ التي التقت السادات انتقلت إلي رحمة الله لتنطوي صفحة مهمة من صفحات التاريخ الوطني فلم يكن في جنوب سيناء وقتها مراسلو صحف أو مؤرخون لتأريخ تلك اللقاءات.

ويوضح شيخ قبيلة الجبالية أن الاستراحة تعرضت للاهمال علي مدار سنوات طويلة وأصبحت في وضع سيئ حيث أتت العوامل الجوية علي معظم أركانها كونها من الأخشاب والقي سريره النحاسي في المخزن التابع للقرية السياحية ولم تهتم بها الأنظمة السابقة حيث أهملتها وتم إغلاق المزار أو المكتب الصغير الموجود حاليًا تمامًا ولا أحد يستطيع زيارته إلا بعد الحصول علي تصريح من مدير قرية وأدى الراحة.

وعقب وفاة الرئيس في السادس من أكتوبر عام 1981 تم تحويل الاستراحة إلي مزار سياحي ثم تحولت إلي مكتبة صغيرة الحجم تضم مقتنيات الرئيس الراحل وهى عبارة عن صور التقطت له في سانت كاترين وسجادة الصلاة والتليفون الذي كان يباشر من خلاله أعماله من سانت كاترين ومكتب صغير ومقعد عريض و"البايب" والكتب الخاصة به التي بلغ عددها 23 كتابًا أشهرها كتاب "البحث عن الذات" الذي قام بتأليفه .

واضاف الشيخ موسى ابو الهيم من مشايخ قبيلة الجباليه أن بدو جنوب سيناء كان يحبون الزعيم السادات ويقدرونه وكان يجلس معهم وسط وادى الراحة قام البدو باهداء الرئيس السادات بعض الاوانى والهدايا البدوية تقديرا له .
وكان اللواء خالد فودة طالب لتطوير استراحة الرئيس السادات وقامت وزارة الثقافة بتطويرها وسوف تفتح أبوابها. وتعود لها الحياة مرة أخرى خلال ملتقي الأديان القادم الذى يعقد ١٠ اكتوبر,