الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسئول كردي: علاقتنا بمصر مميزة منذ زمن عبد الناصر ونسعى لعراق قوى وموحد وندعم القضية الفلسطينية وليس لنا علاقات مع إسرائيل

شيركو حبيب السياسي
شيركو حبيب السياسي الكردي يتحدث لـ«صدى البلد»

شيركو حبيب - مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة:
ليس لدينا علاقات مع إسرائيل ونساند القضية الفلسطينية
ندعو تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى الحوار السلمي
الكرد في العالم أكثر من 50 مليون نسمة
دور مصر ريادي في دعم الشعوب وإحلال السلام بالمنطقة
نحن جزء من العراق ونعمل على تقويته واتحاده


في عام 1970 تم الاتفاق بين الحكومة العراقية آنذاك والقيادة الكردية على حصول الأكراد على الحقوق السياسية والثقافية والقومية ضمن الدولة العراقية، وسمي الاتفاق باتفاقية آذار - مارس لأنها وقعت في هذا الشهر، وقد ساهم الأكراد في بناء عراق ديمقراطي مع تأسيس الديمقراطي الكردستاني.

ويعد الأكراد مكونا رئيسيا من الشعب العراقي، ويساهمون بشكل فاعل في النهضة العراقية التي بدأت مع مرحلة «ما بعد داعش»، والدور السياسي للأكراد بدأ منذ عام 1946 مع تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بمبادرة من الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني، من أجل تحقيق أمنيات ومطالب شعب كردستان، وبناء ديمقراطية في العراق، ورفع الحزب حينها شعار «الديمقراطية للعراق»، والآن فإن إقليم كردستان هو إقليم ضمن الدولة العراقية الفدرالية.

الأكراد يبلغ عددهم حول العالم 50 مليون نسمة، ولهم تواجد كبير في 4 دول في المنطقة هم العراق وسوريا وإيران وتركيا، وفق شيركو حبيب، مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، الذي كان لـ«صدى البلد» حوار خاص معه، للتعرف أكثر على الأكراد وقوميتهم وثقافتهم، ودورهم المنتظر في النهضة العراقية في مرحلة «ما بعد داعش».

وتحدث «شيركو حبيب» لـ«صدى البلد» عن العديد من القضايا المثارة حول إقليم كردستان، مثل اتهام الإقليم بإقامة علاقات مع إسرائيل ووجود قاعدة عسكرية في عاصمته «أربيل»، وكذا العلاقات بين أكراد سوريا والعراق وإيران وتركيا، وما الدعم الذي يقدمه أكراد سوريا لأكراد تركيا خصوصا في ظل اضطهاد النظام التركي لهم، وغيرها من القضايا المثارة حول الأكراد وإقليم كردستان..

وإلى نص الحوار.


الاستعمار سبب فرقة الأكراد

قال شيركو حبيب، مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة، إن الأكراد أو الكرد عاشوا في المنطقة التي تعرف اليوم بـ«كردستان»، ونتيجة لمصالح الدول الاستعمارية والكبرى بعد الحرب العالمية الأولى، تم تقسيم كردستان إلى أجزاء، قسم إلى العراق، وقسم إلى إيران، وقسم إلى تركيا، وقسم إلى سوريا، مؤكدا أن الأكراد أيضا موجودون في مناطق أخرى، لكن الأكثرية منهم في هذه المناطق.

وأضاف «حبيب» أن الحزب الديمقراطي الكردستاني تأسس عام 1946، بمبادرة من الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني، من اجل تحقيق أمنيات ومطالب شعب كردستان، وبناء ديمقراطية في العراق، لأن الحزب تأسس في 16 أغسطس، ورفع شعار «الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستاني العراق»، إيمانا بأن لا حقوق تؤخذ في دولة غير ديمقراطية، وقد عقد الحزب حتى الآن 13 مؤتمرا، حيث يتم في تلك المؤتمرات تغيير الصيغ، أو بعض المواد أو فقرات تعديل النظام الداخلي للحزب، وانتخاب هيئة أو قيادة عليا جديدة للحزب.

حقوق الأكراد في العراق

وتابع أنه في عام 1970، اعترفت الحكومة المركزية ونتيجة لثورة أيلول بالحقوق الشعبية والقومية للشعب الكردي ضمن الدولة العراقية.

التنسيق بين أكراد تركيا وسوريا والعراق وإيران

وعن وجود تنسيق بين أكراد الدول الأربع فيما بينهم كقومية واحدة، قال مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، إن أكراد العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني يعيش ضمن حدود الدولة العراقية، «فنحن عراقيون»، لافتا إلى ان هناك اتصالات وتنسيقات بين الأكراد في مختلف الدول، ولكن الكل له الاستقلالية والحرية ما يرجوه للعيش ضمن دولته، فأكراد تركيا على سبيل المثال أحرار في كيفية تحقيق التعايش داخل الدولة التركية، ومثلهم أكراد سوريا وأكراد إيران، مؤكدا «نحن أكراد العراق لا نتدخل في الشئون الداخلية للدول، ولكن مع متطلبات الأكراد وحقوقهم الثقافية والسياسية والقومية».

داعش في العراق

وأوضح أن وجود داعش لمدة 4 سنوات في العراق، كان كارثة ليس للعراق فقط بل للمنطقة كلها، «ونحن كشعب كردستاني وقوات بشمركة كردستان (القوات العسكرية الرئيسية للكرد) دافعنا ببسالة عن العالم في صد الإرهاب الداعش، وكان هناك تنسيق وتعاون لأول مرة في تاريخنا مع قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادثة والحشد الشعبي، وفي كثير من الأوقات كان هناك تعاون وثيق بين الطرفين، وعلى سبيل المثال فلولا التعاون بين البشمركة والجيش العارقي والحشد والشرطة الاتحادية لما تحررت الموصل.

وأكد السياسي الكردي أن الأوضاع في العراق وقت وجود داعش كانت مضطربة وغير مستقرة سواء من الناحية العسكرية أو الناحية الاقتصادية، وأدى ذلك إلى مشكلات كثيرة في كردستان مثل إيقاف الخدمات وإيقاف المشاريع العمرانية والخدمية بسبب المصروفات التي كانت موجهة للحرب ضد الإرهاب.

داعش دمر العراق

وعن نسبة الدمار التي خلفها تنظيم داعش الإرهابي في العراق، قال شيركو حبيب إن نسبة الدمار كانت كبير في كثير من المناطق العراقية، فمدينة مثل مدينة الموصل كانت كبيرة، ومناطق الرمادي، وتدمير المناطق الأثرية ونهب الآثار العراقية التي ترجع إلى آلاف السنوات قبل العراق، ومدينة سنجار تم تدميرها، وإبادة الآلاف من الإيزيديين.

وأكد السياسي الكردي أنه خلال التواجد الداعشي في العراق، فقد كان هناك تعاون وثيق بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية في بغداد من أجل التصدي للإرهاب، سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية الاستخباراتية أو الأمنية، والآن مرحلة ما بعد داعشوبعد تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد العام، فإن الأمور تسير نحو الأفضل لحل الخلافات وإقرار الدستور العراقي، ونحن كأكراد يهمنا أن يكون العراق عراقا قويا اتحاديا فيدراليا، وأن يشارك جميع مكونات الشعب العراقي في تشكيل الحكومة، وان يكون الدستور هو السند الأساسي للحكم في العراق حسب التوافق والتوازن.

نحن مع العراق القوي

وفيما يتعلق بتوجه الإقليم خلال المرحلة المقبلة بعد انتخاب نيجرفاني بارزاني، رئيسا للإقليم، وتشكيل الحكومة الكردية الجديدة برئاسة مسرور بارزاني، اكد مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، ان الحكومة الكردية الحالية والسابقة كانت تؤيد الحوار وحل الخلافات ونبذ العنف، ورئيس الحكومة أكد في أول حديث له بعد اداء اليمين أمام البرنامج أن أول اهتماماته هي حل الخلافات مع حكومة بغداد حسب الدستور العراقي.

وأوضح أن حكومة بغداد برئاسة عادل عبدالمهدي خطت بعض الخطوات لتحسين العلاقات مع الإقليم، مثل إيصال جزء من الميزانية وإيصال وفود من بغداد إلى أربيل، ومن أربيل إلى بغداد لحلحلة المشاكل وضع النقاط على الحروف وحل الخلافات.

أبرز الخلافات مع حكومة بغداد

وعن أبرز الخلافات بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق في بغداد، قال «شيركو حبيب» إن هذه الخلافات تتمثل في المناطق المتنازع عليها، مثل منطقة كركوك، وغيرها من المناطق، وذلك حسب المادة 140 من دستور العراق، وهناك أيضا الخلاف على قانون الغاز، فالأكراد مع إصدار قانون للنفط والغاز، وهذا القانون يحدد كيفية إخراج وتصدير النفط في جميع مناطق العراق وليس فقط في كردستان، وأيضا الخلافات حول الميزانية، وكذا الخلافات على نسبة الكرد في العراق، فالأكراد حولي 25-30%، لكن الحكومة المركزية حسبت الأكراد 17% حسب الميزانية، وكذلك رواتب البيشمركة، فهم قوة نظامية ضمن منظومة الدفاع العراقية.

وأوضح الأكراد ممثلون بصورة كبيرة في مؤسسات الدولة، فهناك نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادي ووزير المالية كردي، ووزير الأعمال والأشغال كردي، وهناك العديد من السفراء وعديد من وكلاء الوزارات أكراد أيضا، وأيضا هناك تمثيل كردي كبير في البرلمان العراقي، فنائب رئيس البرلمان العراقي كردي، مع تقريبا 60 عضوا برلمانيا كرديا، والحزب الديمقراطي الكردستاني له الأكثرية في البرلمان العراقي، إذ يمثل أكبر كتلة حزبية في البرلمان العراقي، بـ25 مقعدا.

وأكد ان إقليم كردستان جزء من العراق الفيدرالي وغير منفصل عن الدولة العراقية.

دولة كردية

وقال شيركو حبيب، مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة، إن الشعب الكردي كبقية شعوب العالم، له الحق في إقامة دولة مستقلة، مضيفا أن عدد الأكراد أو الكرد في العالم أكثر من 50-60 مليون نسمة، ومن الطبيعي أن يكون لهم الحق في إقامة دولة مستقلة سواء في شمال سوريا أو تركيا أو العراق أو كردستان واحد.

وأوضح أن أكراد العراق يتمنون للشعب السوري السلام والاستقرار في بلادهم، قائلا: «نؤيد الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا».

حرب تركيا على الأكراد

كما علَّق شيركو حبيب، مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة، على الحرب الضروس التي تشنها السلطات التركية ضد الأكراد سواء في تركيا أو سوريا، مؤكدا أن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني هو «نحن مع حل الخلافات في أي بقعة من العالم بالطرق السلمية والديمقراطية».

وأضاف «حبيب» أن السلطات الكردستانية طالبت السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني بحل الخلافات ضمن الحوار، لأن العنف والقتال لا يؤدي إلى نتيجة، فسنين من الحوار أفضل من لحظات من القتال، لأن نتيجته تكون بالضرر بكلا الطرفين.

وأوضح أنه السلطات الكردستانية طالبت الطرفين بعدم تصفية حساباتهم على أرض كردستان العراق، لأن قصف الطائرات التركية والقوات التركية أدى إلى أضرار كبير بالمدنيين الأبرياء في أروحاهم وممتلكاتهم.

الأكراد مع السلام وضد الحرب

وأكد مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني أنه لابد أن يجلس الطرفان (السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني)، إلى الحوار والمفاوضات، وكذلك الأطراف في سوريا، فنحن مع الحقوق القومية للشعب السوري بما هم يتمنون دون تدخل منا أو فرض أي آراء عليهم، فهم أحرار في تقرير مصيرهم، ولكن لأي مكون من مكونات شعب ما أن يضمن حقوقه القومية والثقافية والسياسية.

قاعدة إسرائيلية في كردستان

وحول وجود قاعدة عسكرية إسرائيلية في كردستان، قال شيركو حبيب، مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة: "إن مثل هذه الأخبار الكاذبة لا يتم التعليق عليها إلا بعبارة «شر البلية ما يُضحك»، مؤكدا أن «البعض يحاولون تغطية أعمالهم بثوب (العلاقات الإسرائيلية الكردية)، نحن لا يخصنا أن نتحدث عن وجود علاقات بين بعض الدول العربية مع إسرائيل، فكل دولة لها حريتها في تعاملها مع الآخرين، ونحن نتعاون مع أي دولة أو حزب أو أي جهة، على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين الجانبين».

وأكد مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة أن حكومة إقليم كردستان ليس لها أي علاقات مع إسرائيل، قائلا: «نحن لا مصالح لنا مع إسرائيل، ونحن مع القضية الفلسطينية، ونحن لا نتاجر بالقضية الفلسطينية كما يفعل البعض، فنحن مع القضية الفلسطينية ومع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

استمرار الخلاف بين الإقليم والعراق

وعن سبب نشر مثل هذه الشائعات، أكد مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، أن بعض الجهات يهمها تعطيل أي تفاهمات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية المركزية؛ لذا فإنها تسعى جاهدة لعرقلة جهود الحكومتين لحل الخلافات من خلال تلك الأخبار.

دور مصر في المنطقة العربية

كما قال شيركو حبيب، مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة، إن مصر لها دور أساسي ومهم في المنطقة، ودور ريادي في دعم جميع الشعوب وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن مصر بالنسبة للعراق كانت دائما الداعم والمؤيد للاستقرار في العراق، والحقوق القومية لجميع مكونات الشعب العراقي، وعلى سبيل المثال دعمها الحقوق القومية والدستورية للشعب الكردي، منذ زمن الرئيس جمال عبد الناصر، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضا.

وأوضح أن هناك تعاونا وثيقا بين الجانبين المصري والعراقي في ملف مكافحة الإرهاب، لأن الشعب العراقي بصورة عامة والشعب الكردستاني بصور خاصة وقفوا جنبا إلى جنب مع الشعب المصري في مواجهة الإرهاب.

مصر أول داعم للأكراد

وأضاف أنه في الستينيات كان للأكراد ممثلا لثورة أيلول في القاهرة، وكذلك كان لمصر السبق في استقبال الزعيم الكردي مصطفى البارزاني بعد عودته من الاتحاد السوفيتي، حيث كان الرئيس جمال عبدالناصر أول زعيم عربي يستقبل زعيما كرديا.

وأكد مسئول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة أن مصر في الوقت الحاضر تدعم كل جهود السلام والتعاون والاستقرار في المنطقة، والعراق، ومصر كانت أول دولة عربية تفتح قنصلية لها في أربيل عاصمة إقليم كردستان.

مرحلة ما بعد داعش

وفيما يتعلق باحتياجات العراق في مرحلة ما بعد داعش من الدول العربية، قال «شيركو حبيب» إن على الدول العربية الآن أن تدعم العراق وإعمار العراق وكسب العراقيين، لأنه للأسف بعض الدول العربية بعد عام 2003 ظنوا أن العراق هو صدام حسين وصدام حسين هو العراق، إن العراق ليس ملكا لأي رئيس أو أي شخص، العراق ملك للجميع.

وأشار إلى أنه منذ ذلك التاريخ، فقد تم إبعاد العراق عن كثير من الدول العربية، حتى في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية لم يعد هناك إشراك العراق فيها، ولكن بعد جهود بعض الدول العربية تمت إعادة العراق إلى جامعة الدول العربية، ونأمل أن يكون هناك دعم أكثر للعراق خلال المرحلة المقبلة.