الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد يومين من انطلاق الدوريات في المنطقة الآمنة.. أنقرة تتهم واشنطن بتعطيل الاتفاق.. الخارجية التركية: خطوات أمريكا تجميلية.. ومراقبون: الخطة الأمريكية لا تتضمن سيطرة أي طرف منفرد على المنطقة الآمنة

أنقرة تتهم واشنطن
أنقرة تتهم واشنطن بتعطيل اتفاق المنطقة الآمنة

  • قلق تركي إزاء مواقف واشنطن في المنطقة الآمنة
  • أردوغان: أنقرة وواشنطن بحاجة إلى إقامة المنطقة الآمنة في أقرب وقت ممكن
  • الدفاع التركية: الأنشطة المشتركة مع الولايات المتحدة لتأسيس المنطقة آمنة متواصلة جوا وبرا
  • مراقبون: الخطة الأمريكية لا تتضمن سيطرة أي طرف منفرد على المنطقة الآمنة

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، الثلاثاء، أن تركيا لن تستطيع تحمل موجة أخرى من اللاجئين السوريين؛ مشددا على أن أنقرة وواشنطن بحاجة إلى إقامة المنطقة الآمنة في أقرب وقت ممكن.

وجاء تصريح أردوغان في أعقاب اتهام وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الولايات المتحدة بأنها تحاول تعطيل تنفيذ اتفاق لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، ولم تتخذ إلى الآن سوى إجراءات شكلية.

وقلل جاويش أوغلو، اليوم، الثلاثاء، من جدية الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا.

وقال، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية جمهورية الجبل الأسود، في أنقرة، إن "الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة تجميلية، وهي تقوم بتعزيز تعاونها مع وحدات حماية الشعب في الوقت التي تخذ فيه تلك الخطوات".

وأضاف أوغلو: "نحن نرى أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة تعطيل...وتحاول حمل تركيا على الاعتياد على عملية التعطيل هذه".

وأكد أن "الولايات المتحدة لا تتصرف بمعزل عن التنظيم الإرهابي"، مشيرا إلى أنها عززت في تلك المنطقة من تعاونها مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية، والتي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا.

وقال وزير الخارجية التركي: "أعددنا كل تحضيراتنا ونستطيع تطهير المنطقة"، محذرا من أن أي تنازل من تركيا قد يخلق مخاطر كبيرة.

من جانبها، كشفت مصادر تركية عن شعور أنقرة بالقلق من توجهات الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة المقترحة في شمال شرقي سوريا.

وقالت المصادر إن تركيا تعمل بشكل دقيق على منع تكرار سيناريو اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقّع مع أمريكا في يونيو 2018 وتجنب أي مماطلة في تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة على غرار اتفاق منبج.

وأكدت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" استمرار الخلافات والتباين في مواقف أنقرة وواشنطن فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة من حيث عمقها ومساحتها، وكذلك فيما يتعلق بوجود الوحدات الكردية، العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في شرق الفرات واستمرار الدعم الأمريكي لها.

وأشارت المصادر إلى أردوغان سيناقش الأمر وسيعيد طرح وجهة نظر تركيا التي تتمسك بمنطقة بعمق أكثر من 30 كيلومترًا وبالسيطرة المنفردة على المنطقة الآمنة، على الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، في لقاء محتمل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أواخر سبتمبر الجاري.

وعلى الرغم من بدء تسيير دوريات عسكرية تركية أمريكية مشتركة في شرق الفرات، أمس الأول، الأحد، أكد أردوغان أن أنقرة وواشنطن على خلاف مستمر بشأن إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، وذلك بعد ساعات فقط من تسيير الدورية الأولى.

وقال: "نتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة لكننا نرى في كل خطوة أن ما نريده وما يفكرون فيه ليس هو نفس الشيء، يبدو أن حليفتنا تبحث عن منطقة آمنة للمنظمة الإرهابية (الوحدات الكردية) وليس لنا. نرفض مثل هذا الموقف".

وأبدى الرئيس التركي انزعاجه من إرسال الولايات المتحدة أكثر من 30 ألف شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى «قسد»، متسائلًا: «ضد مَن سيقاتل هؤلاء؟ هناك بلد وحيد هو تركيا، ونحن لن نتهاون معهم».

وأضاف أردوغان أنه ينبغي جعل المنطقة برمتها آمنة بشكل فعلي، بمدنها وريفها، حتى يتسنى إسكان مليون شخص في هذه المنطقة، قائلا: «إذا لم نبدأ بتشكيل منطقة آمنة مع جنودنا في شرق الفرات قبل نهاية سبتمبر الحالي، فلن يكون لدينا خيار سوى تنفيذ خططنا الخاصة».

في الوقت ذاته، أكدت وزارة الدفاع التركية أن الأنشطة المشتركة مع الولايات المتحدة لتأسيس منطقة آمنة بسوريا، متواصلة. ولفتت، في بيان، إلى أن الدوريات المشتركة ستتواصل جوا وبرا، في الأيام المقبلة، بغية المضي قدما في تأسيس المنطقة الآمنة وفق الجدول الزمني المحدد.

وأوضح البيان أن الهدف من الدوريات هو مراقبة أنشطة تأسيس المنطقة الآمنة بكل دقة وعناية، ورؤية تنفيذها على الأرض، كما هو مخطط، مشيرا إلى أن الأنشطة المشتركة مع الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتدمير التحصينات والمخابئ والملاجئ العائدة للإرهابيين وسحب الأسلحة الثقيلة منهم، وانسحابهم من المنطقة، تمهيدا لتهيئة الظروف اللازمة لعودة الأشقاء السوريين إلى منازلهم، متواصلة دون إتاحة المجال للتأخر.

وأوضحت وزارة الدفاع التركية أن مسئولين عسكريين أميركيين اثنين وصلا إلى أنقرة لإجراء محادثات بشأن "المنطقة الآمنة" المزعم إقامتها شمالي سوريا.

وأضافت الوزارة في بيان أن اللفتنانت جنرال ستيفن تويتي، نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا، واللفتنانت جنرال توماس بيرجيسون، نائب قائد القيادة المركزية الأميركية سيلتقيان مسؤولين عسكريين أتراك، الثلاثاء.

وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من قيام القوات التركية والأميركية بدوريتهم البرية المشتركة الأولى في المنطقة الآمنة، التي تضغط أنقرة لإقامتها في المنطقة التي يديرها الأكراد، كما تأمل تركيا أن تبعد هذه المنطقة المقاتلين الأكراد السوريين عن حدودها.

ويقول مراقبون إن الخطة الأمريكية بالنسبة للمنطقة الآمنة لا تتضمن سيطرة أي طرف منفرد على المنطقة الآمنة، وإن الهدف من الجهود الحالية هو منع تركيا من القيام بعملية عسكرية ضد الحليف الكردي لأميركا في شرق الفرات.

وأضافوا أن واشنطن لن تقبل بسيطرة منفردة لتركيا في المنطقة الآمنة، وإنما ستعمل على إزالة المخاوف الأمنية لها من خلال الطلعات الجوية والدوريات المشتركة في المنطقة، وهي أمور لا تضمن وجودًا مستمرًا للجيش التركي في المنطقة الآمنة المفترضة.