الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى 11 سبتمبر.. سر نجاة البنتاجون من هجوم تنظيم القاعدة

هجمات 11 سبتمبر-
هجمات 11 سبتمبر- البنتاجون

قبل 18 عاما وتحديدا في صباح 11 سبتمبر 2001 استهدفت 4 طائرات أهدافا في الولايات المتحدة، حيث نفذ 19 فردا على صلة بتنظيم القاعدة هجوما بطائرات مدنية اختطفوها، اصطدمت إحداها بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك وبعدها بدقائق اصطدمت أخرى بمبنى البرج الجنوبي، أما الثالثة فاستهدفت مبنى البنتاجون، بينما تحطمت الرابعة قبل وصولها إلى البيت الأبيض.

انهيار برجي مركز التجارة العالمي أصاب الأمريكيين بصدمة حيث كان له الصدى الأكبر ونصيب الأسد في التغطية الإعلامية وعدد الضحايا أيضا، لكن المفاجأة كانت تحليق طائرة الخطوط الجوية الأمريكية على مستوى منخفض جدا وبسرعة عالية من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حيث حطمت الطائرة أعمدة الإنارة قبل اصطدامها بالطابق الأول من مبنى البنتاجون مسببة دمارا هائلا إذ أسفر الانفجار الضخم عن مقتل 189 شخصا منهم 125 داخل المبنى إضافة إلى جميع ركاب الطائرة المختطفة وعلى متنها 5 من إرهابيي القاعدة.

خسائر انفجار مبنى البنتاجون كانت مدمرة إلا أن الهجوم كان ينذر بكارثة أسوأ من ذلك بكثير وتوقع الجميع سقوط آلاف الضحايا مثلما حدث في انفجار مركز التجارة العامي، وبينما تتساءل التقارير الإعلامية عن سبب نجاة مئات المتواجدين سواء في المبنى أو خارجه، تشير وثائق البنتاجون إلى أن تصميم المبنى وبنائه الذي اعتبر "أكبر مبنى مكتبي منخفض الارتفاع في العالم" وهو المبنى الذي بدأ تشييده في عام 1941 بشكل مثير للسخرية، واكتمل في وقت قياسي قبل بداية الحرب العالمية الثانية.

وبعد الحرب ظن الجميع أن المبنى الخرساني سيتحول إلى مستودع تخزين ضخم، ولم يدرك أحدا أن الصرح الذي بناه روزفلت بشكل مثير للسخرية سيصبح نصبا تذكاريا مميرزا للقوات العسكرية الأمريكية.

يقول دونالد دوسنيبري وهو مهندس إنشاء شارك في إعداد تقارير حول الأضرار التي لحقت بالبنتاجون في 11 سبتمبر إن المفاجأة التي اكتشفها هو وزملائه إنه رغم الدمار الهائل الذي لحق بالطابق الأول فإن الطوابق العليا للبنتاجون لم تنهار على الفور لكنها استمرت نحو 30 دقيقة كاملة قبل انهيار جزء منها مبائرة مما أتاح وقت كاف لهروب عدد أكبر من المتواجدين، بعكس ما حدث في برجي مركز التجارة بنيويورك.

ويضيف أنه زهل عندما تأكد بشأن عدم سقوط عامل واحد في البنتاجون أثناء الانهيار الجزئي للطابق الثاني، موضحا أنه في وقت الهجوم كان هناك 800 شخص على الأقل يعملون في المبنى ولحسن الحظ هو أقل بكثير من المعتاد.

وأكد دوسنيبري أن وزن الطائرة والسرعة التي اصطدمت بها بالمبنى كان سيسبب دمار لا يمكن تخيله، لكن الصدفة جعلت من المبنى الذي كان سيتحول إلى مخزن للعتاد وما شابه ذلك منقذا لمئات الأرواح، حيث انحسرت قوة الطائرة في الطابق الأول وتسببت خزانات الوقود الثقيلة التي كانت ممتلئة شبه كاملة بالخسائر التي وقعت، إلا أن أجنحة الطائرة وباقي المقاطع الخالية من الوقود انحرفت فورا بعد الصدمة.

وأوضح أن فريق الخبراء في تقاريره أكد أن الطوابق العلوية استغرقت وقتا طويلا حتى بداية الانهيار الجزئي ونجا كل من فيها تقريبا، مشيرا إلى أن التصميم الخرساني للمبنى كان له الدور الأكبر في ذلك إذ أن المبنى الخرساني القوي الذي تم تشييده قبل 60 عاما بشكل أفقي له جوانب خرسانية ذات تصميم معماري قديم كان لها الفضل في نجاة كثير من الأرواح وتحوله إلى رمزا للولايات المتحدة.

وأكد التقرير أنه وقت اتخاذ روزفلت لقرار البناء أو حتى بعدها لم يتوقع أحدا هجمات إرهابية تصيب هذا المبنى المعماري الغريب، فكانت المفاجئة للعسكريين والمدنيين بالبنتاجون انفجار الطائرة وقبلها بدقائق سقوط آلاف الضحايا بعد انهيار برجي مركز التجارة.