الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة قوية لـ أردوغان.. رئيس الوزراء الأسبق يستقيل من حزب العدالة والتنمية.. داوود أوغلو هدد بكشف ملفات دعم أنقرة للإرهاب.. وانشقاقات كبرى تصدع معسكر النظام التركي

رجب طيب أردوغان وأحمد
رجب طيب أردوغان وأحمد داوود أوغلو

داود أوغلو اعترض على سياسة أردوغان التعسفية مع معارضيه
رفيق أردوغان السابق استبق خطوة فصله من الحزب بالاستقالة
أصوات النقد لأردوغان تتعالى داخل الحزب الحاكم
مشاورات بين كبار المنشقين عن العدالة والتنمية لتأسيس حركة معارضة

نقلت قناة "روسيا اليوم" عن رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، إعلانه اليوم الجمعة استقالته من حزب "العدالة والتنمية الحاكم" بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضافت القناة أن إعلان داوود أوغلو يأتي بعد أيام من إحالته على المجلس التأديبي مع طلب فصله.

وكان مسؤول تركي أفاد في وقت سابق بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يريد طرد داوود أوغلو، و3 نواب في البرلمان من الحزب.

وقال المسؤول إن اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية طالبت خلال اجتماع لها، بطرد كل من داوود أوغلو والنواب أيهان سفر أوستون وسلجوق أوزداغ وعبد الله باشجي.

ويأتي ذلك على خلفية تقارير حول نية عدد من الأعضاء في الحزب الانشقاق عنه وتأسيس حزب منافس، عقب خسارة "العدالة والتنمية" لانتخابات البلدية في اسطنبول في يونيو الماضي.

وتحدث داوود أوغلو عن وجود "يأس واسع" داخل الحزب إزاء سياسات أردوغان، وتوعد بالكشف عن "أسرار ستسود وجوه الكثيرين".

ويعد أحمد داوود أوغلو، أحد أبرز المسؤولين في الدولة سابقا، حيث كان وزيرا للخارجية في 2009-2014 ورئيسا للوزراء في الفترة 2014-2016، وحليفا سابقا لأردوغان، وكان قد وجه انتقادات إلى سياسات الحزب الحاكم وأداء الحكومة في ما يخص الاقتصاد، والرئيس رجب طيب أردوغان شخصيا.

كما انتقد أيضا إصرار حزب أردوغان على إعادة الانتخابات على منصب رئيس بلدية اسطنبول، في يونيو الماضي، بعد أن خسرها أمام المعارضة في مارس، علما بأن المعارضة فازت أيضا في جولة الإعادة.

كما رفض داوود أوغلو أيضا قرار أردوغان إقالة ثلاثة رؤساء بلديات في شرق تركيا، بسبب مزاعم متعلقة بالإرهاب.

وتأتي استقالة داوود أوغلو في وقت تعالت فيه أصوات هامة بانتقاد أردوغان ومنهم الرئيس التركي السابق ومؤسس حزب العدالة والتنمية عبدالله جول، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.

واستقال باباجان من الحزب الذي شارك في تأسيسه في يوليو الماضي بسبب "خلافات عميقة" بشأن السياسة وقال إن تركيا في حاجة إلى "رؤية جديدة".

ومن المتوقع أن يطلق باباجان وجول حركة منافسة هذا العام، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، في تحد لسيطرة أردوغان على الساحة السياسية.

وقد تردد أن داوود أوغلو يدرس الانضمام إلى حزب باباجان وجول الانفصالي. لكن مصدرا مقربا منه قال إنه لم ينضم إليهم في الوقت الحالي، رغم أنه كان يسعى إلى "خطوة جديدة".

وتمثل استقالة داوود أوغلو من حزب العدالة والتنمية نقطة اللاعودة بينه وبين ورفيقه السابق أردوغان، بعدما وصلت العلاقة بين حليفي الأمس إلى أزمة غير مسبوقة، عمقها تبادل الاتهامات والشتائم.

وفي أغسطس الماضي، هدد القيادي السابق في الحزب أردوغان بما سماه "دفاتر الإرهاب"، وقال في تصريحات صحفية: "إن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس"، وأضاف أن الفترة من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015، تعد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا.

وجاء حديث داوود أوغلو، بعدما اتهمه أردوغان صراحة بـ"الخيانة"، والعمل مع قوى خارجية لإسقاطه.

وقال الكاتب والباحث السياسي التركي إسلام أوزكان إن حديث داوود أوغلو عن الإرهاب فُسر داخل حزب العدالة والتنمية على أنه تهديد جدي، لذلك بدأ بالتحرك ضده.

وأضاف أوزكان: "داوود أوغلو التزم الصمت طيلة 3 سنوات، لكن هذه الفترة تراكمت المشكلات بين الطرفين، مثل انتهاكات حقوق الإنسان والفساد والتراجع الاقتصادي وغيرها".

ومؤخرا، بدأت التبريرات تظهر داخل حزب العدالة والتنمية تمهيدا لخطوة عزل الرئيس الأسبق له، مثل أن هذا القيادي يحتفظ بعضوية الحزب ويخطط في الوقت عينه لإنشاء حزب آخر، فلماذا يبقى؟

وتقول تقارير إعلامية في تركيا إن القياديين السابقين في العدالة والتنمية عبد الله جول وعلي باباجان، يسيعان هما أيضا لتشكيل حزب سياسي آخر، فيما أضاف قار أن "تشكيل هذه الأحزاب سيهز حزب أردوغان هزة كبيرة، لذلك أقام الأخير مهرجانات في مناطق عديدة من أجل ترتيب أوضاع الحزب".

وبدأ العمل على إنشاء ما يعرف باسم "مجالس الوفاء"، لجمع المتذمرين داخل الحزب، في محاولة لمنع مزيد من التصدعات والانشقاقات، وفق قار، حيث قدم عدد آخر من قادة حزب العدالة والتنمية استقالتهم قبل عدة أيام.

ورأى قار أن الأمر يظهر حالة الاحتقان الكبيرة داخل الحزب الحاكم الذي يمنع الانتقادات، متوقعا أن يحدث انفجار داخل الحزب، الذي لا يسمح رئيسه أردوغان بأي اعتراض، وهو أمر لا يمكن أن يستمر.

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية سمير صالحة إن مسألة فصل قيادي كبير في حزب حاكم لا تحدث كثيرا في التاريخ السياسي التركي، مشيرا إلى أن الأمر يعكس أزمة داخلية في "العدالة والتنمية".

وأشار إلى أن المسألة لا تتوقف عن أحمد داوود أوغلو، بل في الحزب نفسه الذي لا يتحمل النقد والمراجعة الذاتية.

وقال صالحة إن حزب العدالة والتنمية يعاني تراجع الأصوات والشعبية، وفي حال أعلن داوود أوغلو تأسيس حزبه فيسكون منافسا قويا لحزب أردوغان.