الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار المعارف تحتضن ندوة تكشف حقيقة ما يحدث فى الصين ومقاطعتها هونج كونج

ندوة دار المعارف
ندوة دار المعارف

احتضنت قاعة "ابن رشد" بدار المعارف – أمس الأربعاء – ندوة حملت عنوان: " دولة واحدة ونظامان ..الصين – هونج كونج آفاق التعايش والتنمية" شارك فيها مساعد وزير الخارجية الأسبق سفير مصر فى الصين لسنوات عديدة نعمان جلال، والكاتب الصحفى كمال جاب الله، وأحد المتخصصين فى شئون الشرق الأقصى بحكم وفادته الطويلة ممثلا لجريدة الأهرام، وأدار الندوة مدحت إمام رئيس تحرير مجلة الصين اليوم.

فى البداية قدم مدير الندوة، عرضا عاما عن دولة الصين وأوضاعها الاقتصادية والسياسية، ومشكلة هونج كونج والاتفاقيات المبرمة بشأنها وكذلك اتفاقية هونج كونج وبريطانيا، والوضع الحالى لهونج كونج الحالى والأحداث الجارية، مؤكدا أن التدخلات الخارجية التى تستهدف الآن هونج كونج لن تؤدى إلى شئ نظرا لمعرفة الصين كيف تتحرك، وأى طريقة تستخدم لتجاوز الأزمات، فالصينيون يمتازون بالنفس الطويل والحكمة فى تناولهم للأمور.

ثم اعطيت الكلمة لرئيس تحرير بوابة "دار المعارف" عاطف عبدالغنى الذى قدم فذلكة تاريخية مختصرة عن الصين وأحدى مقاطعتها الخاصة "هونج كونج" جاء فيها أن الصين تمتلك حضارة كبيرة قاربت على عشرة آلاف سنة قامت على ضفاف النيل الأصفر، متزامنة مع الحضارة المصرية التى قامت على ضفاف النيل.

وأضاف عبد الغنى أن الصين عانت حروب كثيرة، واحتلتها اليابان طيلة أربع سنوات ونالت استقلالها تحت زعامة "ماوتسى تونج "وهو يكاد يكون الاسم المعروف عند المصريين، هو والحكيم الصينى " كونفوشيوس" الذى تشير فلسفته إلى أن الانسان خيّر بطبعه.

وقال عبد الغنى إن الصين منذ السبعينيات تبنت مشروعا اقتصاديا طموحا مثل المشروع الذى تتبناه مصر الآن، والصين دولة اشتراكية لكن اشتراكيتها الحالية بنكهة ليبرالية من حيث التجارة والاستثمارات والانفتاح على العالم، مؤكدا أن الصين أصبحت تتحدى القطب الأمريكى، بعد تفكك الاتحاد السوفيتى، وأن الخبراء يؤكدون أن الصين ستصبح عام 2030 القوة الاقتصادية الاولى فى العالم.

وأضاف رئيس تحرير بوابة "دار المعارف" أن الصين على مستوى الاقتصاد تتقدم بشكل كبير وهى تواجه حرب شرسة جدا بطريقتين الأولى الحرب الإعلامية التى تمارسها ضدها "الميديا الغربية" عن طريق الأخبار التى تصدرها إلى العالم بطريقة مغلوطة، وكذلك "السوشيال ميديا".

والطريقة الثانية تتمثل فى الحروب السياسية التى تنتهجها بعض الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين لعرقلة مسيرتها الاقتصادية، إلا أن الصين بوزنها السياسى، والاقتصادى، العالمى، سوف يمرر هذه الأمور لصالحه.

وتحدث السفير نعمان جلال فقدم فى البداية الشكر لمؤسسة "دار المعارف" العريقة، مضيفا أن الدار سبق لها أن أصدرت له ثلاث كتب، منها كتاب عن الصين، وأنه شرف بنشر مقالات كثيرة له فى مجلة "أكتوبر" التى تصدر عن الدار، قبل أن تحول ظروف سفره طيلة سبعة عشر عاما من الغربة عن مدوامة الكتابة بالمجلة.

وتطرق السفير جلال لموضوع الندوة "دولة واحدة ونظامان الصين هونج كونج..آفاق التعايش والتنمية " من خلال طرحه لسؤال: " لمادا تتم التظاهرات فى هونج كونج هذه الأيام تحديدا؟! مضيفا: "ألم تكن الديمقراطية وحقوق الإنسان معروفة لبريطانيا وأمريكا قبل أن تعود هونج كونج للصين؟!

وأكد سفير مصر السبق فى الصين أن " مسألة دولة واحدة ونظامان كان من العبقرية الصينية التى بموجبه استعادت الصين جميع أراضيها ومنها مقاطعتى "مكاو وهونج كونج."

وفى كلمته التى ألقاها الكاتب الصحفى كمال جاب الله ذكر أن فكرة دولة واحدة ونظامان من الأفكار الصينية العظيمة وقد حضر بنفسه حدث تسليم بريطانيا لجزيرة هونج كونج إلى الصين، هذا الحدث الذى أطلق عليه حدث القرن، وكان ذلك فى عام 1997.
وأضاف جاب الله قائلا: " وقد شاهدت بعينى ماتشاهدونه اليوم، فى هذا الحدث، شاهدت تسليط الإعلام الغربى على بعض المظاهرات قليلة العدد فى هونج كونج، وتجاهله لمظاهر الفرحة الكبيرة"

وكشاهد عيان قال جاب الله: "أنا أؤكد من خلال تواجدى فى هونج كونج أثناء تسليمها إلى الصين أن الشعب فى هونج كونج يعتز بأنه صينى، وقد قمت بنقل ذلك الحدث بأمانة إلى القارئ العربى، واعتقد بأن هناك صيغة مبالغة إعلامية غربية ضد الصين.
وأنهى جاب الله كلمته بالتأكيد على أن ما يحدث الآن فى هونج كونج عبارة عن زوبعة فى فنجان (حسب وصفه).

واتفق المشاركون فى الندوة على أن ثمة مؤامرة يستهدف فيها الغرب الصين ليعرقل مشروعه الاقتصادى الجبار وأظهر تجلياته مبادرة الحزام والطريق، المشهورة فى عالمنا العربى بإحياء طريق الحرير القديم.

اتفق أيضا المشاركون على أن لمصر مصالح عديدة تربطها بالصين، وآفاق للتعاون، وأن كلا البلدين (مصر والصين) متفقتان على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد، والعمل على إعادة بناء الاقتصاد، والنأى عن النزاعات، لتحقيق التنمية المستدامة، وتحقيق طموحات الشعبين المصر والصينى فى غد أفضل.