سفينة أردوغان تغرق.. انشقاقات بالجملة عن حزب العدالة والتنمية تقترب من حاجز المليون.. آخرهم رئيس الوزراء الأسبق.. ومعارضة جديدة تتشكل لتحدي النظام
حليف أردوغان السابق أحمد داوود أوغلو يستقيل من حزب العدالة والتنمية
خسارة الانتخابات المحلية في إسطنبول أشعلت حركة انشقاقات محمومة
شعور متنام في العدالة والتنمية بأن أردوغان بات عبئًا على الحزب والدولة
المعارضة التركية تراهن على التحولات داخل حزب العدالة والتنمية
بعد إعلان رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داوود أوغلو استقالته اليوم من حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عادت إلى الواجهة مجددًا ظاهرة الانشقاقات عن الحزب الحاكم، سواء من أعضاء من المؤسسين وذوي الوزن الثقيل أم من المنتسبين العاديين.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن عدد المنشقين من أعضاء حزب العدالة والتنمية ارتفع إلى نحو مليون عضو تقريبًا، حيث تراجع أعضاء الحزب إلى 9 ملايين و931 ألفًا و103 أعضاء، بعدما كان يبلغ 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوًا، الذي تم إعلانه في المؤتمر العام السادس للحزب في أغسطس 2018، وذلك بحسب ما أظهرت آخر بيانات أعضاء الحزب في يوليو الماضي.
وكان مسؤول تركي أفاد في وقت سابق بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يريد طرد داوود أوغلو، و3 نواب في البرلمان من الحزب.
وقال المسؤول إن اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية طالبت خلال اجتماع لها، بطرد كل من داوود أوغلو والنواب أيهان سفر أوستون وسلجوق أوزداغ وعبد الله باشجي.
ويأتي ذلك على خلفية تقارير حول نية عدد من الأعضاء في الحزب الانشقاق عنه وتأسيس حزب منافس، عقب خسارة "العدالة والتنمية" لانتخابات البلدية في إسطنبول في يونيو الماضي.
وتحدث داوود أوغلو عن وجود "يأس واسع" داخل الحزب إزاء سياسات أردوغان، وتوعد بالكشف عن "أسرار ستسود وجوه الكثيرين".
وتأتي استقالة داوود أوغلو في وقت تعالت فيه أصوات هامة بانتقاد أردوغان ومنهم الرئيس التركي السابق ومؤسس حزب العدالة والتنمية عبدالله جول، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.
ومن المتوقع أن يطلق باباجان وجول حركة منافسة هذا العام، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، في تحد لسيطرة أردوغان على الساحة السياسية.
وقد تردد أن داوود أوغلو يدرس الانضمام إلى حزب باباجان وجول الانفصالي. لكن مصدرا مقربا منه قال إنه لم ينضم إليهم في الوقت الحالي، رغم أنه كان يسعى إلى "خطوة جديدة".
وقال أوغلو إن "انحراف الحزب عن قيمه الأساسية يثير استياء عميقا بدءا من صفوفه السفلى ووصولا إلى نخبته الأعلى".
وتابع "خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لاحظت أن هذه قيم الحزب الأساسية التي احترمناها على مدار كل حياتنا، لقيت تجاهلا"، معتبرا أن المؤسسات التركية تزداد ضعفا.
كما اعتبر أن الانتقال إلى النظام الرئاسي بالصيغة التي دفع نحوها أردوغان بشدّة أي جمع كل الصلاحيات بين يديه "أضر بالهياكل الأساسية" لتركيا.
وقال موقع "ميدل إيست أونلاين" في تقرير له إن المشهد التركي بتجلياته الراهنة يشير بوضوح إلى أن أعمدة العدالة والتنمية بدأت تتداعى شيئا فشيئا مع اتساع الشروخ والانشقاقات وتنامي الشعور بأن أردوغان بات عبئا على الحزب وعلى تركيا عموما.
والانشقاقات في العدالة والتنمية تعتبر فرصة للمعارضة لإعادة ترتيب صفوفها وتقوية حضورها في مواجهة التسلط الذي يبديه أردوغان في مواجهة الحزب المهيمن على السلطة منذ 2002 والذي يبدو اليوم في أسوا حالاته، بحسب شهادة علي باباجان وداود أوغلو.
وقد ينفتح حزب أردوغان في قادم الأيام على المزيد من الانشقاقات وسط خلافات حادة لطالما حاول الرئيس التعتيم عليها.
وقد توعد في تصريحات سابقة المنشقين الذين وصفهم بـ'الخونة' بدفع ثمن باهظ، وهو تهديد يكشف بوضوح ما آل إليه الحزب الإسلامي الحاكم.
وثمة فرضيات أخرى تشير إلى داود أغلو قد يقود حركة تصحيحية لتيار الإسلام السياسي في تركيا بعد انشقاقه وانضمامه المحتمل لجبهة علي باباجان.
واعتبر الخبير في الشؤون التركية، خورشيد دلي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك مجموعة من المؤشرات التي تشير بوضوح إلى قرب نهاية أردوغان السياسية.
وقال دلي موضحا: "أول هذه المؤشرات هو خسارة حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان البلديات الكبرى في تركيا، لا سيما في جولة الإعادة في إسطنبول".
وتابع: "أما المؤشر الثاني فهو أن معظم مؤسسي حزب العدالة والتنمية لم يعودوا في صف أردوغان، فحديثهم يشير إلى أنهم يعتبرون أنه خطف الحزب، وأن الفرصة المتاحة للعودة إلى الحياة السياسية بقوة ستكون من بوابة حزب جديد".
وبحسب موقع "أحوال" التركي، تراهن المعارضة التركية على التحوّلات الداخلية في حزب العدالة والتنمية لإضعاف سلطة الرئيس رجب أردوغان خاصة مع توسع الرهان على المنشقين عن الحزب الحاكم والدور الذي يمكن أن يلعبوه من خارجه لإعادة تركيا إلى مسار النأي بالنفس عن الأزمات التي ورطها فيها الرئيس الحالي.