EN 
شهد الشهر الحالي، العديد من جرائم الدجالين تجاه بعض المواطنين؛ حيث سعوا لإقناع الضحايا بقدرتهم على حل مشاكلهم وقدراتهم الخرافية، وتخصصوا فى تصدير أوهام جلب الحبيب وموافقة الأهل على الخطيب ورد الغائب وتزويج العانس وفك السحر والمس والعين، وجلب الرزق.
خداع الأهالي
وكان آخرها قيام دجال عاطل، بمنطقة الجيزة، بخداع أهالى المنطقة بأنه قادر على حل مشكلاتهم وإعادة المطلقة لزوجها وشفاء المريض مقابل مبالغ رمزية، وكانت النتيجة قيام الأهالي بالتردد عليه وبالأخص من السيدات.
ابتزاز سيدة في الجيزة
حيث طالبهن بشراء متطلبات الجن من زيوت وأعشاب، وتصوير أنفسهن عاريات وإرسال الصور له، ولكن قامت إحداهن بالابلاغ عنه، بعدما طالبها بمبالغ مالية، وهو ما دفع السيدة لسرعة الإبلاغ، خشية نشر صورها الشخصية.
قتل سيدتين بالأقصر
وشهدت محافظة الأقصر جريمة قتل لربة منزل ونجلتها في الأقصر، داخل مسكنهما بناحية العوامية، وتوصلت جهود الشرطة أن وراء ارتكاب الواقعة "نجار" ، واستعان المجني عليهما به منذ خمسة أشهر في أعمال الدجل، ولكنه عقد العزم علي الاستيلاء على مصوغاتهم الذهبية.
وتوجه إليهم وأقنعهما بضرورة إيثاق كلٍّ منهما بغرفة مستقلة بمفردها لضمان نجاحها، وعقب ذلك قام بكتم أنفاسهما باستخدام قطعة قماش مبللة فأودى بحياتهما واستولى على القِرطين وهاتف محمول خاص بالأولى وفر هاربًا.
اغتصاب سيدة
وبمنطقة الوادي الجديد، قام مزارع ونجله بقتل دجال، وكشف رجال الأمن وجود جثة متفحمة، داخل حفرة بالقرب من قرية الشركة 8 التابعة لمركز الخارجة، بعد أن استخرجتها الكلاب ونهشت أجزاء منها، وتبين أنها لدجال من محافظة سوهاج ويدعى "فرج.س"، 45 سنة، يمارس الدجل والشعوذة، وقام بالتعدى على زوجة الأول أثناء علاجها، وتم تحرير المحضر رقم 1905 إدارى الخارجة لسنة 2019م.
وكانت زوجته تعانى من حالة اكتئاب فاستعان بالمجنى عليه ليساعد فى علاجها، وبالفعل حضر إليهم ومكث لديهم فترة طويلة حتى علم من زوجته أن القتيل قام بالاعتداء عليها بحجة علاجها وإخراج الجن من جسدها فأخبر نجله واتفقا على التخلص منه انتقاما لزوجته، قاموا بالتعدى عليه بعدة ضربات "فأس" هشمت رأسه وقتلته فى الحال وقاما بإشعال النيران فيها ونقل بقايا الجثة ودفنها فى حفرة عميقة.
العام الماضي
وشهد العام الماضي، قيام دجال بالاعتداء على سيدة، بمساعدة صديقتها، التي أقنعتها أن حل مشاكل مع زوجها عن طريق السحر بجلب الحبيب، وبالفعل توجهتا سويًا لمحل عطارة وقامتا بشراء "كيس" بداخله مادة لمسحوق بيج اللون يطلق عليه "الترياق"، وعقب عودتهما لمنزل المجنى عليها مرة أخرى، أعدت المتهمة عصير برتقال لهما وغافلت الضحية، ووضعت كامل محتويات الكيس في كوب عصير المجنى عليها، وعقب شربها العصير شعرت بحالة إعياء فكتمت أنفاسها ما أودى بحياتها واستولت على هاتفها المحمول ومصوغاتها الذهبية.
وبمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، قتل دجال سيدة بالسم بدعوى أنه كان يعالجها لحل مشاكلها مع زوجها، واستولى على 100 ألف جنيه وحلي ذهبية كانت بحوزتها.
جرائم سابقة
وسبتمبر 2016 ألقت مباحث الآداب القبض على أحمد التيجاني المغربي، بتهمة النصب على ضحاياه من المواطنين، وقيامه بتصوير بعض السيدات عرايا، وكان يقوم بنشر إعلانات على بعض وسائل الإعلام، يدعي فيها قدرته على جلب الحبيب ورده، أو تسهيل أمور الزواج، وزيادة المحبة والمودة بين المتخاصمين وفك الربط، وجلب قلوب وعقول الناس إليك وجلب الحظ والقبول، وإرجاع المطلقة ورد الغائب وزواج العانس.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على دجال، بالزاوية الحمراء، أبريل 2012، كان يقوم بإيقاع النساء عن طريق تبخير الحجرة بمخدر البانجو ليفقدهن تركيزهن، ويحاول اغتصابهن بعد إيهامهن بأنها أوامر من الجن، واستطاعت الشرطة القبض على الدجال خلال محاولته اغتصاب سيدة أثناء مزاولته السحر والشعوذة.
دراسة مهمة
وحسب دراسة حديثة لمركز الدراسات الاقتصادية المصرى، تؤكد أن الإنفاق على أعمال السحر والشعوذة فى مصر يمثل المرتبة الخامسة فى حياة المواطن، فالإنفاق على تعليم الأبناء يمثل 45% من إجمالى دخل الأسرة، و12% على المحمول و15% على الغذاء، وباقى النسبة يتم إنفاقها على السحر والشعوذة والدجل.
حجم الإنفاق
وحسب تصريحات الدكتور عادل عامر، ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، أن إعلانات الشيوخ الوهميين تحولت إلى طوق نجاة مزيف لكل من لديه مشكلة نفسية أو مالية أو أسرية، وينفقون حوالى 15 مليارات جنيه سنويًا على أعمال الدجل والشعوذة.
سبل الترويج
"القنوات روجت بالفعل لـ274 خرافة تسيطر على سلوك أهل المدن والريف، وهناك قرابة 350 ألف شخص يزعمون قدرتهم على علاج الأمراض عن طريق تحضير الأرواح، و300 ألف آخرين يزعمون علاج الأمراض والمس من الجان بالقرآن والإنجيل، وحوالي مليون مصرى على الأقل يعتقدون أنهم ممسوسون بالجن".. حسب عامر.
دجال لـ240 مواطنا
وكشف الخبير الاقتصادي "أن هناك دجالًا واحدًا تقريبًا لكل 240 مواطنًا مصريًا و50 %من النساء المصريات يعتقدن بقدرة الدجالين على حل مشاكلهن وأنهن الأكثر إقبالًا من الرجال، وأن 39% من المصريين يؤمنون بالخرافات والخزعبلات، ويمثل الفنانون والسياسيون والمثقفون والرياضيون منهم نسبة تصل إلى 11%".
