الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد فتحي يكتب: أنا زمهلكاوي

صدى البلد

في أحد مشاهد فيلم معبودة الجماهير للراحل عبدالحليم حافظ والسيدة شادية، وأثناء ضيافته لأهل حتته دار نقاش حاد بين أطفال المنطقة حول هل كان ابراهيم "عبدالحليم حافظ" أهلاوي أم زملكاوي !!

فكان رد "ابراهيم": "اقولك بقى يا سيدي .. انا زمهلكـــاوي".

رد "ابراهيم" الدبلوماسي كان لتطييب خاطر اطفال حتته مع احتفاظه بقناعاته وميوله الخاصة حول ناديه المفضل .. فقط اختار جبر الخواطر..

تذكرت ذلك المشهد وانا اشاهد رسائل الدعم الكبير والمباشر وتسابق لاعبي الاهلي والزمالك والاسماعيلي واندية اخرى بالاضافة الى اللاعبين الدوليين ومسئولين باللعبة لمؤازرة ودعم اللاعب في محنته سواءا كان ذلك بالرسائل النصية او بالمداخلات ورسائل الفيديو او حتى بطريقة الاحتفال "على طريقة المؤ" بعد تسجيل الأهداف ..

ليس غريبا أن أرى دعم لاعبي الأهلي لمؤمن زكريا فهو كان ومازال صديقا لهم أحد أفراد الفريق حاليا وله بصمة واضحة في انجازات الفريق سابقا، لكن الجميل في الامر هو تسابق لاعبي الزمالك والاسماعيلي والفرق المنافسة للاهلي ودعمهم للاعب وتخليهم عن مناقرة التشجيع والتعصب الاعمى من اجل منافس الملاعب وخصم الميدان مساندة جعلتهم يرددون بداخلهم عبارة "انا زمهلكاوي" لتطييب خاطر مؤمن ودعمه في محنته بل والرجاء من الله ان يعود سالما معافا افضل من الاول مع انه خصم الملعب .. لكنهم زمهلكاوية .. لأنهم بشر يملؤهم الخير والحب الفطري بعيدا عن عصبيات كرة القدم .. 

لافتة إنسانية متكررة نشاهدها دوما وقت المحن لأي فرد من المنظومة الكروية او الرياضية بشكل عام، نتذكر جيدا دعم لاعبي الزمالك لمصابي احداث بورسعيد وموقف شيكابالا وعمر جابر وغيرهم من الزمهلكاوية وانسحابهم من المباراة مرورا بدعم لاعبي الاهلي لمصابي احداث الدفاع الجوي والغاء وليد سليمان لحفل زفافه وموقف ابو تريكة وبركات وغيرهم من الزمهلكاوية مراعاة للحدث الجلل ثم الدعم المباشر بين اللاعبين وبعضهم جنش والشناوي يدعمون اكرامي اكرامي والشناوي يدعمون جنش اكرامي وجنش يدعمون الشناوي في رسائل واضحة ان الملعب ميدان المنافسة الشريفة التي تنتهي مع نهاية المباراة لكن المشاعر الانسانية هي الباقية.

على صفحات الجماهير الطائشة ان تحكم العقل والمنطق قبل اطلاق صيحات التعصب واثارة الفتن وعلى الجماهير ان تتعلم ثقافة الدعم الإنساني للاعبي الخصوم قبل الحلفاء وعليها ان ترتقي باخلاقها فتمني الشفاء والعافية لاحد افضل الف مرة من تمني المرض والاصابة.

اتمنى ان تنتقل تلك الصفات الحميدة الينا نحن الجماهير وان نتذكر دائما ان خصمك الزملكاوي او الاهلاوي او الاسمعلاوي او البورسعيدي او يا كان هو صديقك وجارك وربما اخوك او ابوك الذي ستنسى التعصب امامه اذا تأزمت الامور .. 
خليكوا زمهلكاوية وقت المحن ...