الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يعقد بأنقرة اليوم.. الاجتماع الخامس لـ أردوغان وبوتين وروحاني.. يبحث أستانا وقضية إدلب وإطلاق لجنة دستورية

بوتين وأردوغان وروحاني
بوتين وأردوغان وروحاني

- اجتماع ثلاثي هو الخامس حول سوريا منذ 2017
- القمة ستبحث الوضع الإنساني ومساعدة اللاجئين، وإعادة الإعمار وإزالة الألغام
-"صيغة اسطنبول".. أهم ما تعول عليه موسكو مع أنقرة وباريس وبرلين
- يكون أو لا يكون.. اجتماع اليوم قد يبني معالم للأزمة السورية

يعقد زعماء روسيا وإيران وتركيا لقاء قمة في أنقرة اليوم الاثنين، لبحث أهم ملفات الأزمة السورية وسبل تسويتها، بما فيها الوضع في إدلب وشرق الفرات وإطلاق اللجنة الدستورية، هذا في وقت تتأزم فيه الأمور أكثر في المنطقة، في ظل حدوث تصاعد للتوتر بعد الهجوم على مصفاتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية، وفق ما ذكرت صحف دولية.

وسيكون هذا الاجتماع الثلاثي هو الخامس لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا، بعد أن استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني للمرة الأولى بسوتشي في نوفمبر 2017.

في ذلك اللقاء أكد الزعماء الثلاثة أن إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا يجب ألا يقوض وحدة أراضي ذلك البلد أو ينتهك سيادته، كما دعوا الحكومة السورية والمعارضة إلى المشاركة في مؤتمر للحوار الوطني السوري.

تلت ذلك لقاءات قمة ثلاثية في أنقرة (في أبريل 2018)، وطهران (في سبتمبر 2018) وسوتشي مجددا (في فبراير 2019).

وتعقيبا على القمة المرتقبة، قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الزعماء الثلاثة سيبحثون في أنقرة القضايا المتعلقة بدفع العملية السياسية التي يديرها السوريون بمساعدة الأمم المتحدة"، مضيفا أن الانتهاء من "عملية تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق أعمالها سيكون خطوة هامة" في طريق تسوية الأزمة السورية.

وذكر أوشاكوف أن القمة ستبحث أيضا الوضع الإنساني، وقضايا مساعدة اللاجئين، وإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية في سوريا، إضافة إلى استمرار إزالة الألغام للأغراض الإنسانية.

ومن المتوقع أن يصدر عن القمة بيان مشترك، وأن يتحدث بوتين وروحاني وأردوغان لممثلي وسائل الإعلام في ختام لقائهم.

وعبرت موسكو عن أملها في أن تمهد قمة اليوم لعقد اجتماع قمة بـ"صيغة اسطنبول" التي تضم روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا.

وستركز قمة أنقرة على محافظة إدلب آخر معقل متبق في أيدي قوات المعارضة السورية الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

ويؤيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني الأسد في وجه المعارضة بينما يدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية فصائل معارضة مختلفة.

واستردت قوات الجيش السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، معظم الأراضي التي فقدتها في الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام.

وفي الشهور الأخيرة، هاجمت قوات الجيش السوري محافظة إدلب حيث يتحصن مقاتلون سوريون ومتشددون أجانب بجانب فصائل أخرى أكثر اعتدالا.

وفي إطار اتفاق مع موسكو وطهران قبل عامين، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا بهدف الحد من القتال بين الجيش السوري وقوات المعارضة.

وتعرضت النقاط العسكرية التركية لإطلاق نار مؤخرا نتيجة الهجوم السوري في المنطقة.

وفي مقابلة مع رويترز مؤخرًا، حذر أردوغان من أن أي هجوم لقوات الحكومة السورية على نقاط المراقبة التركية سيستدعي ردا من القوات التركية الأمر الذي يهدد بمواجهة مباشرة بين أنقرة ودمشق، وهو التهديد الذي سبق وأن أطلقته حكومته ولم تقم بعده بشئ.

وكان أردوغان وبوتين اتفقا في محادثات بموسكو في أغسطس على "تطبيع" الموقف في المنطقة بعدما طوقت القوات السورية معارضين وموقعا تركيا في خطوة قالت أنقرة إنها هددت أمنها القومي.

وأثارت الهجمات الأخيرة للقوات السورية توترا في العلاقات بين أنقرة وموسكو.

وأثار القتال في شمال غرب سوريا أيضا مخاطر تدفق موجة جديدة من المهاجرين إلى تركيا التي تستضيف حاليا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري.

وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على نصف مليون شخص نزحوا منذ أواخر أبريل وإن معظمهم توغل إلى مسافة أعمق داخل معقل المعارضة وقرب الحدود.

وقال أردوغان إنه ليس بوسع بلاده التعامل مع مثل هذا التدفق للمهاجرين، وكان قد هدد "بفتح الأبواب" أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل أنقرة على مزيد من الدعم الدولي، وهو ما يعد إشارة تهديد وابتزاز من أردوغان لأوروبا، من خلال اللاجئين.

وكرر أردوغان هذا التهديد وقال إن قمة اليوم الاثنين تستهدف وقف تدفق المهاجرين من إدلب وتثبيت وقف لإطلاق النار لمنع سقوط مزيد من الضحايا من المدنيين.

وأضاف "لا يمكن أن تستقبل تركيا، التي تستضيف حاليا 3.6 مليون لاجئ، ملايين (أخرى) من الناس الذين سيصلون من هناك... لا نستطيع تحمل ذلك".

ومُني حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان بخسائر مفاجئة في انتخابات محلية هذا العام، وقال أردوغان أن مليون لاجئ يمكن أن يعودوا إلى "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا تسعى تركيا إلى إقامتها بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وقال موظفو إغاثة وسكان إن القوات السورية قصفت ريف إدلب الجنوبي أمس الأحد حيث أوقفت هدنة هجوما عنيفا للجيش قبل أسبوعين.

وتأتي القمة كذلك بعدما شنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات بطائرات مسيرة على منشأتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية للنفط يوم السبت. واتهمت واشنطن لاحقا إيران بالمسؤولية عن هذا الهجوم بينما نفت طهران ذلك قائلة إنها اتهامات "فارغة".

ومن المتوقع أن يعقد أردوغان وبوتين وروحاني محادثات ثنائية اليوم الاثنين قبل إجراء محادثات ثلاثية بشأن التطورات في إدلب. وسيعقد الزعماء الثلاثة بعدها مؤتمرا صحفيا مشتركا.