الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وصمة عار.. نظرة المجتمع للمريض النفسي في الأقصر قاصرة

أحد المرضى
أحد المرضى

يعد الوقت الذى حقق فيه المجتمع تطورا ملحوظا فى كثيرا من القضايا الشائكة مثل المراة والثأر وغيرها من القضايا، ولكن مازال التعامل مع المريض النفسي وكأنه مجرم يستحق العقاب او تتطلب الستر وعدم الإفصاح عنه .

ففى شوارع الأقصر..يتجولون على غير هدى، ويملأون الميادين والأرصفة ومحطات القطارات وأسفل الكباري ويتحولون وقتها الى وصمة عار أمام ذويهم .

يقول الدكتور طلال أحمد محمد مدرس استشاري الطب النفسي بجامعة جنوب الوادي :" وجود المرضى النفسيين في الشوارع أصبح ظاهرة منتشرة، بسبب إنعدام الوعي لدى أهاليهم، ونظرتهم لهم على أنهم وصمة عار، وأشخاص غير مرغوب في وجودهم معهم".

مشيرا إلى أن أغلب هؤلاء المرضى يعانون الانفصام، وهو مرض عقلي يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية مثل الهلوسة والاضطراب في التفكير ، وتؤدي إن لم تعالج في بدايتها إلى اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك أو مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، الذي يصيب المزاج أو الوجدان، ويؤدي إلى الإصابة بنوبات من الاكتئاب والهوس.

وأضاف أنه لا يوجد أى دور رعاية للمرضى النفسيين بالصعيد، غير دار واحدة فى أسيوط، ومن المفروض وجود دار اخرى مثلا فى أسوان بسبب وجود مستشفى نفسية هناك، لتخدم الاقصر وقنا واسوان، محذرا من خطورة هؤلاء المرضى على المجتمع لأنهم غير مدركين لأى فعل يقومون به،خاصة وأن المريض النفسي يكون لديه عادة طاقة كبيرة، ويمكن أن يتعدى على أى مواطن، وخصوصا في حالة استفزازه من قبل المارة، وبعض الأطفال الذين يقذفونهم بالطوب والزلط.

وطالب الدكتور وسائل الإعلام بالقيام بدورها فى توعية الناس ، وتغيير المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع والنظرة للمرضى النفسيين، وإقناع أهالي المرضى بأن لهم دورا كبيرا في علاج هؤلاء، وتوعيتهم بطرق التعامل معهم.

من جانبه، قال الشيخ أحمد الأمير:" هذه الظاهرة انتشرت بشكل ملفت خلال الفترة الأخيرة، لافتا إلى تخلي العديد من المؤسسات عن هؤلاء المرضى، نظرا لعدم وجود الدعم المادي الكافي لإيوائهم ، وأن غياب الوازع الديني للمحيطين والمتعاملين مع هؤلاء المرضى من الأسباب الرئيسية لتأخر حالاتهم.

لأنهم يجهلون ما أمرنا به ديننا الحنيف من كيفية معاملة هؤلاء المرضى، ويعاملونهم عادة بشكل غير آدمي، وهذا خطأ وذنب يقترفونه في حق المرضى، مشيرا إلى أن بعض الأهالي يحرصون على علاج ذويهم من المرضى النفسيين، فيما يقوم آخرون بحبسهم في البيوت أو إطلاقهم في الشوارع، تجنبا للمشاكل.