الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع بداية الدراسة.. احترس من لعبة بـ 2 جنيه تقتل طفلك.. صور

لعبة السلايم
لعبة السلايم

مادة أكثر لزوجة من الصلصال، يحبها الأطفال والكبار ومع دخول الأطفال المدارس يزداد الإقبال على شرائها نظرا لأنها لعبة صغيرة الحجم ورخيصة أيضا، ولكن لها مخاطر لا تعد خاصة الأنواع محلية الصنع غير المرخصة.


انتشرت لعبة «السلايم» في مصر بعدما حقق المنتج الأصلي نجاحا حول العالم حيث استخدمه آلاف الأطفال ورغم توضيح الشركة المصنعة بأنه آمن للأطفال أكبر من 3 سنوات إلا أنه تم تسجيل حالات تسمم بسبب ابتلاع أجزاء منه أو دمجه بالطعام ثم تناوله، ويباع المنتج الأصلي بمتاجر الألعاب المشهورة في أماكن محددة، أما المناطق الشعبية فلا يوجد بها إلا «السلايم» محلي الصنع.


جنيهان هو ثمن علبة «السلايم» محلية الصنع، ترى عشرات العلب الصغيرة متراصة في كل محل، لتصبح هي أول ما يجتذب الأطفال لشرائها بألوانها الجذابة، الفضي اللامع، والأصفر والأزرق، والأخضر، جنيهان هو ثمن تدمير صحتهم وإصابتهم بالعديد من الأمراض الذي قد يكون منها ما هو مميت.


"العيال مش بيشتروا حلويات.. ليل نهار سلايم بس" بهذه الجملة عبرت أم عبدالله تمتلك محل بقالة في منطقة شبرا الخيمة عن زيادة إقبال الأطفال على شراء «السلايم»، وأوضحت لـ«صدى البلد» أن العلبة الصغيرة ثمنها جنيهان، والكرتونة بها 12 علبة وتبيع منها في اليوم الواحد أكثر من خمسة علب، ولكن عند فتحها تكون لزجة جدا شبيهة بالسائلة فتضطر لوضعها بمنطقة باردة.


لجأت بعض السيدات لتصنيع «السلايم» بالمنزل، ومنهن نورا أحمد (35 عاما) التي قررت تصنيعه بالمنزل لابنتها جنا صاحبة الست أعوام بعدما لاحظت إقبالها على شرائه عدة مرات يوميا، فاستعانت بالإنترنت لمعرفة الطريقة، وتقول نورا لـ«صدى البلد» طريقة تصنيعه: "له طريقتين أول واحدة بخلط نشا مع صابون سايل للصحون وبتبقى العجينة زي الجاهزة".

أما الطريقة الثانية فهي باستخدام الغراء أو الصمغ، وماء، وبوراكس ويمكن إضافة الألوان إليه خلال الدمج، على حد وصفها، وتتخذ نورا بعض الاحتياطات بعد إعداده لابنتها الصغيرة أهمها أنها لا تسمح باللعب به إلا أمامها "عشان متاكلوش ويتعبها.. هو كله مواد صناعية".


لبعض الأمهات تجارب قاسية مع «السلايم» ومنهن بسمة محمد (41 عاما)، فدائما ما تلبي رغبة ابنائها الثلاث في شراء كل الألعاب، وكان منها «السلايم» ولكنها اتخذت احتياطاتها بتحذيرهم من تناوله أو وضع يدهم في الفم خلال اللعب، وخلال إحدى المرات كان يلعب به عبدالرحمن (7 أعوام) وخلال اللعب لامست يده عينه وبدء بالحكة واستمرت الحكة بعض دقائق انتهت بتحول عينيه إلى الاحمرار الشديد وأصبحت منتفخة، وتقول بسمة لـ«صدى البلد»: "روحنا للدكتور وقال إن عنده التهاب في عينه بسبب السلايم ومنعته يلعب بيه من وقتها".


«مفيش بديل» بهذه الجملة فسر د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة سبب تفضيل الكثير من الأطفال للعبة «السلايم»، واستكمل حديثه بأن الألعاب اليدوية بشكل عام تعمل على تقليل التوتر للكبار كـ السلايم، والبندول، والمكعبات، والكوتشينة، والأوراق المتشابهة، أما للأطفال فهي تساعد على تقوية الذاكرة وتنشيط خلايا المخ، والتفكير بحكمة، ولكن «السلايم» الشعبي قد يكون ضارا للأطفال.


وأضاف فرويز لـ «صدى البلد» أن الآباء والأمهات يقع على عاتقهم سبب لعب الأطفال بـ«السلايم» والذي قد يصيبهم بأمراض معوية والتهابات، ولكن في الوقت نفسه لا يوجد بديل فالذهاب لنادي مثلا أو ممارسة الطفل لرياضة قد يكلفهم مال ووقت وهذا غير متاح في كل الأسر.


أما عن الأضرار الجسدية الذي قد يصاب بها الطفل بسبب «السلايم»، فقال الدكتور وليد عبده المتخصص في أمراض الباطنة والكبد أن «السلايم» يعد اللعبة الأكثر خطورة على الأطفال، حيث لا يقل ضررا عن الالعاب صغيرة الحجم الذي يسهل بلعها، مضيفا أن طبيعته كـ لعبة لزجة تثير فضول الأطفال لتذوقها.


وأوضح عبده لـ«صدى البلد» أضرار «السلايم» ففي البداية يؤثر على الجهاز التنفسي بسبب استنشاق رائحته فقد يكون مضافا إليه عطور ولكن هذا لا يمنع استنشاق الانبعاثات الكيميائية الناتجة عن تصنيعه، ويمتنع الأطفال المصابين بالحساسية او أمراض الجهاز التنفسي عن استخدامه.


بعدها عند ملامسة يد الطفل لـ«السلايم» خاصة النوع الشعبي الرخيص فإنه يلتصق به وفي بعض الحالات قد لا يتم تنظيف اليد جيدا بسببه وتظل أجزاءا صغيرة عالقة بيد الطفل وتنتقل لجهازه الهضمي خلال تناول الطعام، وتابع طبيب أمراض الباطنة أنه فحص الكثير من الأطفال ابتلعوا السلايم، ويعد أول الأعراض الظاهرة مغص وقئ وإسهال وهذه الأعراض ناتجة عن إصابته بالتسمم، وقد يصل الامر في بعض الحالات إلى انسداد بالأمعاء وآلام بالمرارة.


لا تقتصر أضرار «السلايم» على البلع فقط فقد تلامس يد الطفل وبها المادة اللزجة عينه وتصيبه بالتهابات بها، فضلا عن التصاقه بملابسه وقد يتسبب في إصابته بحساسية أو أمراض جلدية لاحتوائه على مواد كيميائية كالصابون والكلور، كما أوضح عبده لـ«صدى البلد».


ويذكر أن تم إنتاج السلايم لأول مرة في عام 1976، كلعبة أكثر لزوجة من الصلصال ومكونها الأساسي هو الغراء، وكانت باللون الأخضر بشكل الاساسي، وبعد انتشارها بدأت الشركة في تطوير الفكرة من خلال إضافة حشرات أو ديدان بلاستيكية بداخلها.