الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يعتلي عرش صانع الملوك في إسرائيل.. مواجهة حاسمة بين نتنياهو وليبرمان.. حارس الملهى الليلي السابق يزلزل الأرض تحت أقدام الساحر بيبي.. وصعود صاروخي لجنرال الجيش جانتس

أفيجدور ليبرمان وبنيامين
أفيجدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو وبيني جانتس

نتنياهو يفشل للمرة الثانية منذ انتخابات أبريل في تحقيق نصر حاسم
النتائج الأولية تكشف زيادة مقاعد حزب ليبرمان في الكنيست
ليبرمان يطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية موسعة
جانتس منفتح على التعاون مع الليكود لكن ليس بقيادة نتنياهو

قبل حوالي نصف عام، اعتلى رجل بمفرده دون منازع قمة المشهد السياسي الإسرائيلي هو اليميني المخضرم بنيامين نتنياهو الذي يشتهر باسم "الملك بيبي" بين أتباعه المخلصين.

لكن يوم الثلاثاء فشل نتنياهو، للمرة الثانية منذ أبريل، في تحقيق نصر واضح في الانتخابات البرلمانية. والآن تتجه الأنظار إلى مساعد سابق لنتنياهو تحدى رئيسه السابق قبل خمسة أشهر وقد يقرر الآن ما إذا كان عهد نتنياهو سيستمر أم أنه بلغ خط النهاية.

وصانع الملوك الجديد المحتمل هو أفيجدور ليبرمان، وهو مهاجر يميني متطرف من مولدوفا يعيش في مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وعمل مساعدا لنتنياهو في التسعينيات.

ولا يحظى ليبرمان (61 عاما) بمكانة نتنياهو الدولية، لكنه أقدم على مغامرة كبيرة برفضه الانضمام إلى حكومة نتنياهو الائتلافية بعد الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي.

وإذا ثبتت صحة استطلاعات الرأي والنتائج المبكرة فقد جنى ليبرمان ثمار مغامرته بزيادة عدد مقاعد حزبه في الانتخابات التي جرت يوم 17 سبتمبر.

وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في عنوان رئيسي بعد انتخابات أمس الثلاثاء "ليبرمان سيرجح كفة الميزان مرة أخرى".

وأظهرت نتائج جزئية اليوم الأربعاء تقاربا شديدا بين نتنياهو المحافظ وخصمه الرئيسي قائد الجيش السابق بيني جانتس الذي ينتمي لتيار الوسط. ولا يملك أي منهما دعما من الأحزاب المتقاربة معه في طريقة تفكيرها بما يكفي لتشكيل تحالف بأغلبية برلمانية واضحة. ويترك ذلك مصير الرجلين في يد ليبرمان.

وقال ليبرمان للصحفيين أمس الأربعاء "النتيجة واضحة.. كل ما قلناه خلال الحملة الانتخابية أصبح حقيقة واقعة... هناك خيار واحد فقط.. حكومة وحدة وطنية، حكومة ليبرالية موسعة، وسوف نقولها ثانية لن ننضم إلى أي خيار آخر".

وأوضح ليبرمان، وزير الدفاع السابق في عهد نتنياهو، موقفه من الانقسامات القائمة منذ فترة طويلة داخل إسرائيل بين مجتمعاتها العلمانية والدينية المتطرفة.

فقد رفض العمل إلى جانب الأحزاب اليهودية المتطرفة التي انضمت دوما إلى الائتلافات الحاكمة بقيادة نتنياهو، والتي كان لها تأثير على الحياة اليومية في إسرائيل، بما في ذلك الزواج والطلاق.

ونال موقف ليبرمان العلماني الواضح دعما من علمانيين آخرين بينهم مهاجرون مثله من الاتحاد السوفيتي السابق لا يعتبر كثيرون منهم يهودا وفقا لأحكام الشريعة المتشددة.

كان ليبرمان ينتمي في البداية لحزب ليكود بزعامة نتنياهو، قبل أن يستقيل ويشكل حزبه اليميني المتطرف (إسرائيل بيتنا) عام 1999 ليتودد للإسرائيليين الذين يتحدثون الروسية بأجندته العلمانية ولهجته المتشددة ضد الفلسطينيين.

ويطالب ليبرمان الآن بحكومة "وحدة وطنية" تضم حزبه الذي من المتوقع أن يشغل تسعة من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120، إلى جانب حزب ليكود وحزب أزرق أبيض الذي يتزعمه جانتس، ويتوقع أن يحصل كل منهما على 32 مقعدا تقريبا. وقد لا تعلن النتائج النهائية قبل عدة أيام.

ولا يستطيع أحد أن يتكهن بمكان نتنياهو في الصورة الجديدة. وقال جانتس، وهو جنرال سابق في الجيش ينتمي للوسط، إنه منفتح على التعاون مع ليكود لكن ليس تحت قيادة نتنياهو.

وخلال حملات انتخابية استمرت شهورا أهال جانتس الانتقادات على نتنياهو بسبب مزاعم فساد طويلة الأمد.

ومن المقرر عقد جلسة تمهيدية لمحاكمة نتنياهو، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، الشهر المقبل. ومن المتوقع أن يطالب بإسقاط التهم من أجل المصلحة الوطنية، ويعتقد منتقدوه أن هذا هو الدافع الرئيسي وراء سعيه الدؤوب للاستمرار في رئاسة الوزراء لفترة خامسة وهو انجاز لم يسبقه إليه أحد.

خدم ليبرمان في عدة حكومات إسرائيلية، آخرها وزيرا للدفاع في عهد نتنياهو. لكنه استقال من هذا المنصب العام الماضي محتجا على ما اعتبره ضعفا من جانب الحكومة في مواجهة الهجمات الصاروخية التي يشنها فلسطينيون في غزة.

وأدى هذا الانسحاب إلى زعزعة استقرار ائتلاف نتنياهو وأسفر في النهاية عن إجراء انتخابات أبريل، التي فاز فيها ليبرمان بخمسة مقاعد في البرلمان.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يعيد نتنياهو، صاحب الباع الطويل في تشكيل الائتلافات، نجاحاته السابقة في تشكيل الحكومات. لكنه أصيب بالصدمة عندما رفض ليبرمان مساندته، مشيرا إلى استيائه من منح العديد من المتطرفين إعفاء من الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

حسّنت هذه المناورة موقف ليبرمان ولمعت صورته ومن المحتمل أن تضاعف عدد مقاعد حزبه في الكنيست، كما تشير الدلائل الأولية إلى زيادة شعبيته خارج قاعدته الأصلية من مهاجري الاتحاد السوفيتي السابق.

وبلوحات دعائية تقول "اجعلوا إسرائيل طبيعية مرة أخرى"، تضمن برنامج ليبرمان القومي العلماني دعم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات غير قانونية، وهي وجهة نظر تعارضها إسرائيل.

وبدا ليبرمان، الذي عمل في شبابه حارسا في أحد الملاهي الليلية، مرتاحا خلال الدعاية الانتخابية. وخرج نتنياهو، الذي كثف ظهوره في الإذاعة والتلفزيون وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، من الحملة منهكا ومبحوح الصوت وأدلى بخطاب متشائم بعد الانتخابات ولم يعلن النصر ولا الهزيمة.

وقال ليبرمان إنه لا يستبعد نتنياهو كحليف سياسي أو يقلل من شأن زعيم ما زال مؤيدوه يعتبرونه "ساحرا".

وأضاف في إشارة إلى أحكام الشريعة اليهودية ومشاركة الأحزاب الدينية المتطرفة في حكومة ائتلافية "لكنني لن أذهب إلى حكومة هالاخاه".