الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة غريبة.. إسلام شاب ياباني على يد عالم مصري بطوكيو.. فيديو

إسلام شاب ياباني
إسلام شاب ياباني

اعتنق أحد الشباب اليابانيين، الإسلام، على يد العالم الشيخ الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، أثناء ملتقى شباب العالم الإسلامي الذي أقيم بطوكيو منذ يومين.

ويروي الدكتور محمد داود لـ«صدى البلد»، تفاصيل إسلام الشاب الياباني، قائلًا: «إنه في أقصي الشرق من الكوكب الأرضي باليابان بطوكيو، حيث الحياة وكأنها لوحة إلكترونية على الأرض شديدة الانضباط بالغة الحسن تتناغم التكنولوجيا الحديثة مع الناس، وكأننا في كوكب آخر، تسير بنا السيارة نحو المعهد العربي الإفريقي السعودي وكان اللقاء مثمرًا ببدايات تنسيق للتعاون مع معهد المعرفة بمصر، ثم مضي بنا الركب إلى أكبر وأعرق المساجد في طوكيو باليابان.

وأضاف: في أثناء العودة إلى إقامتنا بالفندق والتعب قد بلغ منتهاه، بعد أن انتهينا من فعاليات الملتقى السنوي لشباب العالم الإسلامي باليابان، وجميع من في الركب أبدي الذهاب مباشرة إلى الفندق ونصلي هناك العشاء، ثم نخلد إلى الراحة وما أحلاها بعد التعب، ويسهو قائد السيارة ولا يمضي بنا إلى الفندق بل أصبح هكذا من حيث لا نشعر أمام المسجد، فقلنا إذًا نصلي العشاء هنا، صعدنا فوجدنا شابًا يابانيًا يجلس بناحية من المسجد، لم نكترث له، صلينا ثم سلمنا عليه فقال أريد التعرف على الإسلام، تحدثنا وشرحنا وكل أدلي بدلوه، وأحسست أننا ندور في حلقة مفرغة، والشاب يلح في طلب الهداية، حتى ملأني إحساس أن أقول له.. إن الهداية ملك للهادي الخالق فاسأل الخالق أن يمن عليك بها، قال: وما السبيل؟.

وتابع: قلت له السبيل كلام الله تعالى قرآنه الكريم، كل كلمة فيه محملة بالهداية الربانية، ررد الشباب وراءنا بعض الآيات من أول سورة البقرة حتى وصل إلى قوله تعالى: «أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (الآية: 5)، وقمنا إلى الباب لنعود إلى إقامتنا، وإذ بالشاب الياباني ينادي ويلمس كتفي ويسأل... كيف أدخل الإسلام؟، شرحنا له بيسر وسهولة، وشرحنا له معنى الشهادتين، فطلب النطق بالشهادتين، وكانت لحظة ميلاد إسلامه جليلة عظيمة تغمرها السكينة ويحيط بها.

وأردف: بدأ الشاب الياباني يسأل عن الحرام، وأنه في اليابان صعب عليه أن يجد «طعام حلال» فأجبته: هذه فكرة غير صحيحة، كل شيء حلال ماعدا أشياء قليلة جدًا تعد على الأصابع والتحليل للطيب النافع لصحتك والتحريم لأشياء قليلة جدًا لحمايتك من الأضرار المختلفة، فالتحريم للحماية وليس للحرمان، وقد أعجبته هذه العبارة وتوقف عندها، وقال الإله يحبني ويحافظ على صحتي ثم قال الخمر تعود الناس عليها وهي مفيدة للصحة إذا شربت بقدر ضئيل، ولم أشأ أن أجادله في هذه النقطة فقلت له، لكنها تذهب العقل ويرتكب الإنسان أشياء مخالفة دون وعي فاقتنع بذلك».

وواصل: وبعد أن أعلن الشاب الياباني إسلامه دارت برأسي أسئلة: إلى أين كنا؟، وما القدر السعيد الذي حولنا إلى المسجد؟، إنها هداية الله، لما جاء الشاب طالبًا الهَدي، حولنا الله إليه ويسر له الهداية، «ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ».

وأعرب العالم المصري، عن سعادته بتقدم اليابان في التكنولوجيا، قائلًا: إن تقديم الإسلام على وجهه العظيم يساعد على نشر تعاليمه السمحة، فالإسلام يحتفي بالحضارة اليابانية وبكل تقدم وازدهار، لقد جعل الإسلام صناعة الحضارة على الأرض تكليفًا قرآنيًا، قال تعالى: «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (سورة هود: 61).

وأكمل: تحدث مع الشاب الياباني عن سماحة الدين، وأكدت له أن الإسلام أمر بالعلم من أول آية نزلت «اقْرَأْ»، منوهًا بأن الإسلام جعل القراءة مُطلقة لتعم كل علم نافع في الزمان عبر الزمان، وجعل العلم سببًا للرفعة، قال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» (سورة المجادلة: 11).

وأشار الدكتور محمد داود، إلى أن الإسلام يقدر العقل والتفكير، ولقد اشتمل القرآن الكريم على ألف ومئتين وستين سؤالًا لتحفيز العقل على التفكير، فالتفكير فريضة قرآنية، وجعل السؤال طريقًا للإيمان الصادق.

وواصل: أن الإسلام يرقي بالإنسانية السمحة التي تعني التعاطف والتراحم والتعاون بين البشر جميعًا، والقرآن يدعم فكرة المشترك الإنساني، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» (سورة الحجرات: 13)، وقال تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا» (سورة البقرة: 148).

ونوه بأن الإسلام دين رحمة ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- أُرسل للعالمين رحمة، قال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (سورة الأنبياء: 107)، مضيفًا: أن تحية الإسلام السلام واسم الإله الخالق، السلام، واسم الجنة دار السلام، ونختم الصلاة بالسلام، فالإسلام دين التسامح، قال تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (سورة الأعراف: 199)، وقال تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (سورة النور: 22).