الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدم السوري رخيص.. كيف استهدفت 3 دول سوريا للانتقام من طهران

استهداف إسرائيل لمناطق
استهداف إسرائيل لمناطق في سوريا - صورة أرشيفية

في أحد المشاهد السينمائية للفنان أحمد آدم، في فيلم "معلش احنا بنتبهدل" والذي تم إنتاجه في عام 2005، وجه رسالة للرئيس الأمريكي، قال فيها: «أنا بقولك يا عم عم بوش انت لو أثبت إن كوريا الشمالية عندها نووي والمصحف لتسيبها وتضرب سوريا»، لكن مع مرور الأيام لم يعد الأمر قاصرا على كونه مشهدا سينمائيا، لكنه بات حقيقة ملموسة وأمرا واقعا تعانيه سوريا.

سوريا التي كتب عليها أن تعيش سنوات عجافا يبدو أن موقعها الجغرافي، والتدخلات الإيرانية المستمرة في شئونها، والعلاقات الوثيقة التي تجمع نظامها الحاكم بنظام الملالي في طهران، كتبت على هذا الشعب أن يعيش حزينا، وأن يتلقى الطعنات من كل من تسول له نفسه الثأر من جرائم النظام الإيراني، ومليشياته المختلفة في الدول العربية.

لم يمض كثير على الهجوم الذي وقع السبت الماضي، بتفجيرين استهدفا معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية، وحقل خريص الذي يقع على بُعد 150 كيلو مترا جنوب شرق الرياض ، والذي أثبت التحقيقات السعودية تورط إيران في هذا الهجوم، واستخدام طائرات ميسرة وصواريخ "كروز" دقيقة من طراز (يا علي) والتي تمتلكها طهران، جاء الرد السعودي.

رد المملكة العربية السعودية، جاء سريعا، باستهداف مقاتلات سعودية مواقع لمليشيات إيرانية في منطقة البوكمال السورية، وفقا لما نقلته صحيفة "اندبندنت عربية" البريطانية، والتي أكدت أن المقاتلات السعودية يساعدها مقاتلات أخرى شنت هجوما على منطقة البوكمال خاصة فيلق القدس التابع للحرس الثوري ومناطق أخرى من الحدود العراقية السورية.


الرد السعودي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير مستودعات أسلحة وبطاريات صواريخ ومنصات إطلاق صواريخ وقاعدة طائرات من دون طيار، يعتقد أن إيران كانت على وشك استخدامها في توجيه ضربة جديدة للمملكة العربية السعودية بعد هجوم أرامكو، الذي يبدو أن أشعل فتيل الحرب ودق طبولها في المنطقة العربية.

لم يكن استهداف المملكة العربية السعودية لمناطق في سوريا بسبب الجرائم الإيرانية، هى المرة الاولى التي تدفع فيها سوريا ضريبة ما تفعله طهران، خاصة وأنه لم يمضى أكثر من شهر على استهداف الطيران الإسرائيلي لمناطق في سوريا، اتخذتها القوات الإيرانية قواعد لها، وتستخدمها في إطلاق طائرات وفقا لما تحدده طهران.

الهجوم الإسرائيلي، الذي وقع في قبل نهاية الشهر الماضي، وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بأنه ردا على وجود قوات إيرانية في تلك المنطقة السورية تخطط على تخطط لإطلاق طائرات مسيرة نحو أهداف في إسرائيل، والتي استهدفت فيها المقاتلات الإسرائيلية، قوة فيلق القدس وميليشيات شيعية تخطط لتعزيز خطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا.

وقبل إسرائيل كانت أمريكا ولا زالت، تتخذ من الأراضي السورية مسرحا لتنفيذ تهديداتها للنظام الإيراني، وكلما أردت أن توجه رسالة تحذيرية لإيران لم تجد أمامها غير استهداف مناطق في سوريا، وقصف المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري الموالي لطهران، مما حول الأراضي السورية إلى مسرح للعمليات لكل من يريد الثأر من جرائم النظام الإيراني.