الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا بعد خسارة نتنياهو؟ جانتس يرأس حكومة الوحدة.. ليبرمان المتحكم الأول في تل أبيب.. رئيس الاحتلال يختار رئيس الحكومة الجديد.. ونتنياهو يتنحى عن مناصبه مقابل تخفيف محاكمته في تهم الفساد

ماذا بعد خسارة نتنياهو؟
ماذا بعد خسارة نتنياهو؟

  • جانتس يرأس حكومة الوحدة دون نتنياهو
  • ليبرمان المتحكم الأول فى تل أبيب وصانع الملوك
  • رئيس الاحتلال هو من سيختار خليفة نتنياهو القادم
  • نتنياهو يبرم صفقة للتنحي عن مناصبه مقابل تخفيف محاكمة فى تهم الفساد

بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق فوز واضح في الانتخابات للمرة الثانية هذا العام أصبح عليه الانتظار أياما أو أسابيع على الأرجح لمعرفة ما إذا كان سيبقى في منصبه أو ما إذا كان سيتخلى عنه.

فبعد فرز أكثر من 90% من الأصوات في انتخابات يوم الثلاثاء حسب ما رددته وسائل الإعلام الإسرائيلية تكاد الكتلة التي يتزعمها حزب ليكود اليميني بقيادة نتنياهو تتعادل مع كتلة الوسط التي يتزعمها خصمه الرئيسي رئيس الأركان السابق بيني جانتس.

ويبدو أن كتلة نتنياهو ستسيطر على 55 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعدا مقابل 56 مقعدا لحزب أزرق أبيض الذي يقوده جانتس وشركاؤه الطبيعيون، وبذلك يعجز الاثنان عن تحقيق الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة وهي 61 مقعدا.

ولم يسبق أن فاز حزب إسرائيلي منفردا بالأغلبية المطلقة ولن يتغير ذلك في عام شهد اضطرابا انتخابيا غير مسبوق إذ أجريت فيه الانتخابات مرتين في التاسع من أبريل و17 سبتمبر.

وتتوقف أمور كثيرة على النتيجة على رأسها ما إذا كانت ستمثل بداية النهاية لعهد نتنياهو المعروف عند أنصاره بالساحر أم أنه سيتمكن من تولي رئاسة الوزراء لمرة خامسة محققا إنجازا لم يسبقه إليه أحد ويعلن بذلك حصوله على تفويض شعبي يساعده في التصدي لاتهامات الفساد الموجهة له.

وأدلى ما يزيد قليلا على أربعة ملايين إسرائيلي بأصواتهم في 11 ألف لجنة انتخابية ويستغرق فرز الأصوات وقتا طويلا لأن الناخبين يدلون بها على الورق.

وبعد يوم من الانتخابات، انتهى القائمون على الحصر من فرز ما يقرب من ثلثي الأصوات وحتى الآن تفوق حزب أزرق أبيض بزعامة جانتس بفارق ضئيل على حزب ليكود بزعامة نتنياهو، إذ حصل كل منهما على ما يزيد قليلا على مليون صوت.

ومعنى ذلك حصول جانتس على نحو 32 مقعدا ونتنياهو على 31 مقعدا، غير أن النتيجة النهائية قد تختلف وبدون الأغلبية لا يوجد أمام أي منهما طريق واضح إلى مقعد السلطة.

يبدو أن وزير الدفاع السابق المستوطن أفيجدور ليبرمان المنتمي لليمين المتطرف هو الشخصية المحورية في المفاوضات.

وليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" علماني متمسك بعلمانيته، ومن الصقور فيما يتعلق بالأمن والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقد قال إن الخيار الوحيد الذي يؤيده هو تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضم حزبه وحزب ليكود وحزب أزرق أبيض ووفقا للنتائج الأولية من المنتظر أن يرفع حزب ليبرمان حصته من مقاعد البرلمان إلى مثليها تقريبا بدلا من خمسة مقاعد حاليا، ورغم ذلك فقد سبق أن خطا ليبرمان من قبل خطوات لا يمكن التنبؤ بها.

وسيجري الرئيس الإسرائيلي مشاورات مع كل زعماء الأحزاب لبحث من يفضلونه رئيسا للوزراء ثم يختار من يعتقد أن لديه أفضل فرصة لتكوين ائتلاف.

وسيكون أمام المكلف بتشكيل الحكومة، الذي قد لا يكون بالضرورة زعيم أكبر الأحزاب، مهلة تصل إلى 42 يوما لتشكيلها وإذا فشل مثلما فشل نتنياهو بعد الانتخابات السابقة في أبريل، فمن الممكن أن يطلب الرئيس من سياسي آخر المحاولة.

قد يستغرق الأمر أسابيع فقد استمرت مفاوضات تشكيل الائتلافات في السابق حتى اللحظات الأخيرة، وأيا كان من سيشكل الحكومة المقبلة سيتعين عليه أن يوائم مطالب أحزاب عديدة، ومع ذلك فقد يتم الأمر بشكل أسرع إذا اختار نتنياهو وجانتس التعاون وتشكيل حكومة وحدة سواء بمساعدة ليبرمان أو بدونه.

ودعا نتنياهو اليوم، الخميس، خصمه بالفعل لتشكيل حكومة وحدة وسيكون من الصعب تشكيل حكومة وحدة بقيادة نتنياهو، فقد استبعد جانتس المشاركة في حكومة مع نتنياهو إذا ما أدين نتنياهو بتهم الفساد، وقال ليبرمان إنه لن يشارك في ائتلاف يضم الأحزاب الدينية المتطرفة وهم الشركاء الرئيسيون لنتنياهو.

وربما يعمد حزب نتنياهو إلى عزله لتجنب أي اهتزاز في استقرار الحزب ويمهد السبيل لتشكيل ائتلاف بين ساسة آخرين في ليكود وحزب جانتس بما يدفع نتنياهو إلى خارج المشهد السياسي.

سبق أن قال نتنياهو إنه يتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين عقب الانتخابات الإسرائيلية، لكن ترامب ربما يفضل التريث لمعرفة ملامح الحكومة الجديدة قبل الكشف عن الخطة، ومن المؤكد أن نتنياهو سيواجه صعوبات في حمل حلفائه في اليمين المتطرف على التوقيع علي أي خطة سلام تتضمن تنازلات للفلسطينيين.

وقد أعلن نتنياهو نيته ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لبناء دولتهم فيها، إلا أنه في غياب أغلبية واضحة من أنصاره اليمينيين فمن المستبعد فيما يبدو أن يقدم على هذه الخطوة، ومن المرجح أن تكون حكومة بقيادة جانتس أكثر استعدادا للتفاوض مع الفلسطينيين.

من المحتمل أن يكون للمتاعب السياسية التي يعاني منها نتنياهو تأثير كبير على محنته القانونية، فقد أعلن المدعي العام الإسرائيلي نيته توجيه الاتهام لنتنياهو في ثلاثة تحقيقات في الفساد ومن المتوقع أن يوجه له الاتهام رسميا بنهاية 2019.

إلا أنه من المقرر عقد جلسة تمهيدية في أكتوبر يمكن لنتنياهو خلالها الدفاع عن نفسه في مواجهة الاتهامات وهو ينفي ارتكاب أي مخالفات.

وأشار أنصار نتنياهو من اليمين والأحزاب الدينية إلى تأييدهم لفكرة منحه حصانة برلمانية. لكن من المرجح أن يثير ذلك انتقادات شعبية وأصبح الآن مستبعدا فيما يبدو.

وإذا حدث وأصبح نتنياهو رئيسا للوزراء فلن يلزمه القانون بالتنحي. وليس من المتوقع أن يضغط عليه حلفاؤه اليمينيون والدينيون للاستقالة حتى إذا وجهت إليه اتهامات رسمية، لكنه قد يواجه ضغوطا أكبر على المستويين السياسي والشعبي للاستقالة إذا ما اضطر للدخول في حكومة وحدة وطنية مع جانتس، وأشار بعض المحللين إلى احتمال إبرام صفقة يتنحى فيها نتنياهو عن المناصب العامة تماما مقابل تخفيف الاتهامات الموجهة إليه.