الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب .. المعرفة الإنسانية

صدى البلد

أنهيت مقالي الأسبوع الماضي والذي كان الجزء الأول من سلسة مقالات ستكون تحت العنوان القائم بالأعلي "المعرفة الإنسانية "، أنهيته بمقولة تعمدت أن أجعلها في نهاية المقال منفردة للفت الانتباه إليها حتى أن اتخذتها عند نشر المقال علي مواقع التواصل الاجتماعي كعصارة المقال السابق وأعيد كتابتها الآن لأنها مؤسسة لحديثنا اليوم.

"إذا أردنا أن نتوجه للفضيلة فعلينا أن نتوجه إليها بالنظرية قبل أن نتوجه إليها بالممارسة".

دعنا عزيزي القارئ نهبط بهذه الكلمات من الفضاء المعرفي النظري الرحب إلى الفضاء السياسي الملبد بالأسئلة دائما.

لندرك أولا أن السياسية هي أحد مباحث علم الأخلاق وبالتالي فإن القرار السياسي الحسن هو القرار الذي ينشد الفضيلة حتى أنهم يقولون إن القانون هو المحصن للفضيلة في المجتمع وهو الذي يحمي الفضيلة من الانتهاك، لكن يثار هنا سؤالان أولا كيف تسبق النظرية الممارسة، ثانيا ما هي الفضيلة ؟ 

سأبدأ بالإجابة علي السؤال الأول بخصوص النظرية التي تسبق الممارسة فالنظرية في رأيي هي الدستور وما ينبثق عنه من قوانين فأرى أنها هي التي تؤسس لممارسة الفضيلة في المجتمع فكأننا إزاء معادلة مدخلاتها القوانين والدساتير ومخرجاتها المجتمع الفاضل.

ننطلق للسؤال الثاني حدثنا إذا عن المجتمع الفاضل كيف نعرفه.

إن المجتمع الفاضل ليس هو من يطبق الشريعة أو يحكم باسم الكتاب المقدس فتلك الفضيلة من وجهة نظر رجال الدين وكذلك معني الفضيلة قد يختلف من شخص لآخر إذا اتجهنا للإجابة من منطلق شخصي وقد عرضت لذاتية الرؤية للفضيلة في مقال سابق بعنوان "عن الفضيلة بوصفها كيانا ذاتيا" إلا أنني أدعوك للخروج من شرنقة الذات الضيقة إلى رحابة المجتمع ولننظر نظرة هيومية (نسبة إلى ديفيد هيوم ) بمعنى أن ما هو نافع للمجتمع كاملا بأفراده مجتمعين هو نافع بالضرورة ويجب أن يكون مبتغي القانون الذي نشرع في سنه، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.