الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الحرم المكي: المحافظة على أمن واستقرار المجتمع عبادة تقرب إلى الله

خطبة الجمعة من الحرم
خطبة الجمعة من الحرم المكي

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام ؛ إن المحافظة على الأمن والاستقرار في مجتمعنا عبادة نتقرّب بها إلى الله -عزّ وجلّ-، وهي مسؤولية الجميع، فلا بد من تكاتف الجهود في هذا المجال للتصدّي لمَن يحاول الإخلال بأمن البلاد والعباد والوقوفِ أمام كل دعوةٍ تُهدِّدُ الأمن، وتُزعزِعُ الاستقرار، فلا هناءَ في عيشٍ بلا أمن، ولا سعادة في مالٍ بلا استقرار.

وأوضح «غزاوي»،خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن المؤمن الصادق لا يرضى بأن تمس بلد الإسلام بسوءٍ؛ فضلًا عن أن تكون بلاد الحرمين؛ بل يقف معاديًا متصديًا لكل مَن يريد التطاول على قيمها وثوابتها أو يسعى في إشاعة الفوضى فيها أو الاستجابة لمَن يريد زعزعة الاستقرار والإخلال بأمنها.

وأضاف أن الأمنُ نعمةٌ عُظمى ومنَّةٌ كُبرى لا يدرك قيمته ولا يستشعر أهميته إلا مَن تجرع غصة الحرمان منه واصطلى بنار فقده، فوقع في الخوف والقلق والذعر والاضطراب والفوضى والتشريد والضياع، فكم من غريبٍ فقد موطنه وكم من شريدٍ غاب عن أهله وعشيرته، وكم من منكوبٍ تائهٍ لا يعرف له مأوى ولا يشعر بطمأنينة ولا استقرار، وانظروا إلى صور فقْد الأمن في العالم اليوم وما مُني به كثيرٌ من الناس من اجتياح الفتن المدلهمة والحروب الطاحنة وإحاطة الخوف والرعب والجوع والسلب والنهب في فوضى عارمة وجنايات ظالمة.

وتابع: نظرًا لأهمية الأمن؛ فإن الله تعالى وعد المؤمنين بأن يجعل لهم بدلًا من الخوف الذى يعيشون فيه، أمنًا واطمئنانًا، وراحة في البال، وهدوءًا فى الحال إذا عبدوه وحده، واستقاموا على طاعته، ولم يشركوا معه شيئًا، قال تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ، كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».

وأكد أن الأمن هو الهدف النبيل الذي تنشُدُه المجتمعات، وتتسابق إلى تحقيقه الشعوبُ، يقول تعالى مُذكرًا قوم سبأ بنعمة الأمن الحاصل لهم في سيرهم ليلًا ونهارًا في قراهم، «سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ»، ويقول -سبحانه- ممتنًا على قريش بنعمة الأمن: «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ» وقال أيضًا «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ»، وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من أصبح آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسده، عنده قُوت يومه؛ فكأنما حِيزَت له الدنيا» رواه الترمذي، وابن ماجه.