الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مش هكسر خاطر عيل صغير.. البنا يرسم البسمة على وجوه الأطفال بأرجوحته البدائية

الحاج محمد البنا
الحاج محمد البنا

يبحث الأطفال في طريقهم للمدرسة يوميا عن السعادة، أوقات اللهو العابرة للترفيه عن أنفسهم، وفي ثالث أيام العام الدراسي الجديد استعد كل البائعين وأصحاب الحرف المتعلقة بالأطفال لاستقبالهم، ومنهم رجل عجوز يجلس بجوار أرجوحة دائرية غُرست بالأرض أمام إحدى المدارس الحكومية بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

ضحكات الأطفال على الأرجوحة تعلو، وتكسر رتابة اليوم، ولكنها لم تؤثر على الملامح العابسة لوجه الحاج محمد البنا صاحب الأرجوحة، الذي يجلس في حزن على كرسي خشبي بدون ظهر، ممسكا في يده بعض العملات المعدنية وفي اليد الأخرى يحمل ورقة مقوى يستخدمها في لف الأرجوحة.

الأرجوحة الدائرية ليست إلا هيكل معدني، رُبط فيه مقاعد بلاستيكية صغيرة الحجم بأقمشة، ويقول البنا صاحب الـ 55 عاما لـ "صدى البلد": "أنا على باب الله.. دي أول مرة أقعد فيها قدام مدرسة بمرجيحة"، فالفقر وقلة الحيلة بعد مرور العمر دفعت البنا للوقوف أمام المدرسة.

"أنا صاحب صانعة" بهذه الجملة وصف الرجل الخمسيني طبيعة عمله السابقة، فأكثر من عشرون عاما قد قضاها كعامل بناء يحمل كل ما هو ثقيل، وفي إحدى المرات سقط على الأرض من مكان مرتفع، وأجرى عملية جراحية في ظهره "أنا مركب شبكة في ضهري حركتي على قدي ومش بشتغل".

يجلس البنا أما المدرسة منذ الساعة السادسة صباحا وحتى غروب الشمس، لأن هذه المدرسة على فترتين الأولى تنتهي ظهرا والثانية تنتهي الخامسة مساءً، ولم يحدد الحاج محمد تسعيرة محددة لركوب الأطفال قائلا: "اللي يدفعوه ورزقي على الله مش هكسر بخاطر عيل صغير" .