الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكامير الفحم ومصانع الطوب قنبلة موقوتة في الغربية.. تهدد أرواح وحياة المواطنين.. وارتفاع نسبة تلوث الكربون.. ولجان جهاز شئون البيئة تحرر غرامات للمخالفين.. صور

مكامير الفحم
مكامير الفحم

  • مكامير الفحم ومصانع الطوب قنبلة موقوتة في الغربية
  • لجان من شئون البيئة بوسط الدلتا تحرر غرامات ومخالفات لأصحاب المصانع
  • والأهالي يطالبون بتقنين أوضاعها ونقلها خارج الكتلة السكنية

سيطرت حالة من الهلع والخوف الشديدين على وجوه عشرات الآلاف من أهالي ومواطني قري مراكز طنطا والمحلة وسمنود وزفتى وكفر الزيات بمحافظة الغربية بسبب شيوع المئات من مصانع الطوب والمواد الأسمنتية ومكامير الفحم "الفخارية " بنطاق حيز المناطق السكنية وسط غياب الرقابة من جانب الجهات التنفيذية وجهاز شئون البيئة بوسط الدلتا، وهو ما دفع الأهالي المضارين إلى التقدم بشكاوى رسمية إلى غرفة العمليات والطوارئ بديوان المحافظة ومجالس المدن ولكنها جاءت دون جدوى.

ورصد "صدى البلد" تصاعد الأدخنة السامة والسحابة السوداء الناتجة عن حرق مئات الأطنان من كميات الأخشاب والطوب الحراري لاستخراج كميات كبيرة من الفحم والمواد الأسمنتية المستخدمة فى أعمال البناء لكسب مئات الآلاف والملايين من الجنيهات دون اتباع الآليات والوسائل البيئة وتأمين أرواح وحياة المواطنين، مما قد يعرض حياتهم للخطر الموت والإصابة بالأمراض المزمنة والقاتلة لوقوعها وسط المساكن والمنازل بالقرى الريفية الواقعة بين فرعي النيل دمياط ورشيد.

وانتقل "صدى البلد" إلى قرية دهتورة بمركز زفتى، ورصد وجود وانتشار كبير لمصانع الطوب ومكامير الفحم بجميع الطرق الفرعية الواصلة بين مركزي "المحلة – سمنود والمحلة – وزفتى" وسط استمرار تصاعد الأدخنة السامة والسحابة السوداء بالقرب من قرى ميت بدر حلاوة وميت حبيب وسنباط وكفر سنباط وميت النور وغيرها، وهو ما يعرض حياة المئات من الأسر والعائلات للخطر الموت.

"والله احنا بنسعى دايما نقف كلنا إيد واحدة للإبلاغ عن أصحاب مكامير الفحم ومصانع الطوب للجهات المعنية واستيلائهم على أسطوانات الغاز المدعم وغيره من مصادر الطاقة، منها الكيروسين والمازوت المدعم، وهو ما يعد قوتا للشعب وسرقة علنية دون رقابة"، بتلك الكلمات التقط خيط الحديث مع "صدى البلد" الحاج عليوة محمد، أحد أهالي قرية دهتورة، وقال: "الأهالي تقدموا بشكاوى رسمية إلى جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا ووزارة الصحة ومجلس الوزراء للمطالبة بمحاسبة أصحاب المصانع ومكامير الفحم واتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيالهم".

فى السياق ذاته، أكدت علياء محمد، ربة منزل، من قرية الدلجمون بكفر الزيات، أن مصانع الطوب ومكامير الفحم انتشرت بشكل مخيف بطول كورنيش النيل دون وجود أى موافقات على تراخيص من الجهات المعنية، مشيرا إلى أنه من الواجب على الحكومة المصرية محاسبة المخالفين من أصحاب مكامير الفحم ومصانع الطوب خلال مرحلة المقبلة لتأمين أرواح وحياة المواطنين.

وقالت ربة المنزل إن عشرات الأطفال من أبناء القرية يعانون من الإصابة بأمراض الصدر والربو بسبب شيوع الأدخنة الضارة بيئيا ونقلها السحاب والرياح إلى منازل القرية والكتلة السكنية التي يقطن بها أكثر من 20 ألف مواطن، مما تسبب فى إصابة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم السنية بين 10 و18 سنة، كما يجري علاجهم على نفقة أسرهم وعائلاتهم.

كما يواصل جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا دوره فى إجراء حملات تفتيشية على مكامير الفحم ومصانع الطوب وتحرير غرامات مالية ومحاضر رسمية ضد مالكيها وإلزامهم بالبدء فى إجراءات التراخيص وتقنين أوضاعهم البيئية حفاظا على أرواح وحياة المواطنين.

وأفادت مصادر داخل جهاز شئون البيئة بصدور تعليمات ولوائح منظمة بوزارة البيئة بإلزام أصحاب مكامير الفحم ومصانع الطوب بوضع جدول زمني لتقنين أوضاعهم وصرف تعويضات للمضارين والتنسيق الكامل مع مباحث التموين ومديريتي الصحة والتموين باتخاذ جميع الإجراءات مع المخالفين للقانون.

فى المقابل، أصدر اللواء هشام السعيد، محافظ الغربية، توجيهاته العاجلة إلى حامد هبيلة، السكرتير العام للمحافظة ورئيس غرفة العمليات والطوارئ، بالتنسيق مع رؤساء مجالس المدن والأحياء والاستجابة إلى شكاوى المواطنين والبدء فى إيقاف أنشطة مصانع الطوب ومكامير الفحم غير المرخصة والكائنة داخل نطاق الحيز العمراني حفاظا على أرواح وحياة المواطنين.

وشدد محافظ الغربية على ضرورة تذليل أى عقبات محتملة قد تواجه المواطنين ورؤساء الوحدات المحلية القروية بموجب اتباع اللوائح والقوانين المنفذة للتخلص الآمن من تلك المخالفات وتوقيع غرامات رادعة على المخالفين خلال الفترة المقبلة.