الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: الخارجية وبيان وأد فتنة التضليل الإعلامى

صدى البلد

الحرب هى تبادل منظم للعنف وتهاجم الجسد، والإعلام هو عملية إقناع منظمة تهاجم العقل، ومع تلمس العالم لقوة الكلمة والإعلام أصبحت الدعاية ومواجهة العقل هى البديل للحرب، الأقل تكلفة والأكثر تدميرًا، وبتصفح تاريخ الحروب نجد أنها تحولت من رياضة النبلاء التى تدور بين مجموعة من الجنود المحترفين بعيدًا عن الكتل السكنية، ولكن مع فرض التجنيد الإجبارى ودوى صافرات الإنذار قبل الغارات، وتحديد كميات الغذاء المسموح بها، بدأ الناس تستشعر بالحرب ، فالحرب العالمية الأولى التى بدأت والناس ترقص فى الشوارع انتهت بكارثة إنسانية، ومنذ ذلك الحين وأصبح الشعب محور الحروب بل أن روحه المعنوية رصيد حربى وعسكرى هام لا غنى عنه فى معادلة القوة الشاملة ، ولا دليل على أهمية الشعب و الجبهة الداخلية فى زمن الحروب أكثر وضوحًا من هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية رغم أنها أكثر الدول تنظيمًا ، ولم يهزم جيشها فى أى مواجهة عسكرية ، ولم تغزو أراضيها ، ولكنها طُعنت من الخلف كما وصفها الكاتب "فيليب تايلور" فى كتابه "قصف العقول ، و بتصفح تاريخ الحروب نجد أيضًا أن الدعاية أو التضليل الإعلامى كان الفاعل المسيطر أن لم يكن المطلق لمسارها ونتائجها ، كما أتسمت الخطة البريطانية التى تم إدارتها من مكتب " ولينجتون هاوس" و التى كانت سببًا فى دخول أمريكا الحرب العالمية رغم تعهد رئيسها بإلتزام أمريكا الحياد ، و التى أكتشف فى وقت لاحق أن الموقف الأمريكى كان نتيجة لعملية تضليل و مجموعة من الأخبار المفبركة التى لا دليل قوى لصحتها بل أن بعضها لم يكن له وجود من الأساس كما أعلنت عنه لجنة "بتسونبى" لتقصى الحقائق و التى قال ( أن تسميم النفس البشرية بالتزوير أكثر شرًا من قتل النفس) ، والتى كانت سببًا فى قانون صادر عن مجلس الشيوخ الأمريكى عام 1939م يلزم أى إعلامى أجنبى يدخل الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة إخطار الحكومة .

وبالنظر إلى الوضع الإقليمي و ما تعرض له محيطنا العربى من فتن وانقسامات كانت سببًا فى دمار العديد من الدول العربية، نجد أنها اعتمدت على الدعاية و الشائعات فى إسقاط الأنظمة ، وقبل الخوض فى هذه الشائعات و عبقريتها المرعبة التى تدفع الناس إلى التصويت ضد أكثر مصالحهم فائدة نتيجة لقمعهم إعلاميا، علينا أن نتوقف عند معنى النظام، الذى يطالب المغيبين بإسقاطه، فالنظام هو السلم الاجتماعى الذى يستوعب جميع الطوائف تحت سقف سلطة يحترم الجميع هيبتها ، وبديلها الفوضى وعدم الاستقرار، وبالعودة إلى التضليل الإعلامى وحرب الشائعات التى تعرضت لها مصر الأيام الماضية والتى تصدرتها المنصات الإعلامية القطرية التركية ، وتقمص الرئيس التركى دور الإعلامى ويتحدث على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الشأن المصرى فى حقد يكشفه جهل عن مصر وقدراتها ، لتباغته وزارة الخارجية ببيان يكشف الستار عن تجاوزات الدولة التركية فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات، ويجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركى إعتاد على التدخل فى الشأن المصرى بين الحين والآخر، بالإضافة إلى احتضان راجمات الإشاعات التى تصدى لها الشعب المصرى بوعي ووطنية تعكس جذور القومية الراسخة فى نفوس الشعب المصرى.