الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤسسة الدينية تواجه الشائعات.. الأزهر: تمهد للفوضى و6 رسائل تحذر من خطورتها.. والإفتاء تصدر فيديو يؤكد حرمة التستر على الإرهابيين بدعوى الجهاد.. والأوقاف تخصص خطبة الجمعة لتوضيح عواقبها

الشائعات وخطورتها
الشائعات وخطورتها

  • المؤسسات الدينية تنتفض ضد الشائعات:
  • الأزهر: تهدم الأوطان والمجتمعات، وتزعزع الثقة المتبادَلة بين أفراد الوطن الواحد
  • الإفتاء: يجب على المجتمع بجميع أفراده وطوائفه ومؤسساته الوقوف أمام مروجي الشائعات
  • الأوقاف: هدفها زعزعة الاستقرار وتفتيت المجتمع وفقدان الثقة بين الحاكم والمحكومين


انتفضت المؤسسات الدينية في مصر بقيادة الأزهر الشريف ضد حملة الشائعات وتزييف الحقائق التي شهدتها مصر خلال الأيام القليلة الماضية من أعداء الاستقرار والأمن والأمان في الخارج والداخل، انتفاضة المؤسسات الدينية لم يأت من فراغ وإنما جاء على عجل لما لهذه الشائعات من خطورة بالغة على استقرار المجتمع لا يعلم بمداها وعواقبها إلا أصحاب الحكمة، الشائعات وتزييف الحقائق لا نتيجة لها إلا الفوضى العارمة التي تقضي على الأخضر واليابس وتعيد الأمور إلى نقطة الصفر والدخول في النفق المظلم ونتائج أخرى لا تحمد عقباها.

في مؤسسة الأزهر، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عدة رسائل للمواطنين عبر صفحته الرسمية للتحذير من خطورة الشائعات والأخبار المغلوطة على أمن واستقرار المجتمع، مؤكدا أنها تمهد للفوضى، وخلق حالة من انعدام الثقة بين الحاكم والمحكومين.

وجاءت هذه الرسائل كالتالي:

قال مركز الأزهر للفتوى إن التحدث في أمر دون التثبت من صحته مشاركة في نشر الأباطيل وترويج الشائعات، ويدخل صاحبه في النهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسم في قوله: "كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع".

الرسالة الثانية: الشائعات تعد من أعظم الأمور خطرًا فى حياة الإنسان، والتى تهدد أمنه ووطنه وسلامة أراضيه؛ ولذلك ألزم الإسلام أتباعه عدم الخوض فيها حرصا على الوطن وأبنائه من أى دخيل، قال النبى صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".

الرسالة الثالثة: أوجب الإسلام على أبنائه التثبت قبل نقل الأخبار، وأن يطلب المسلم الدليل والبرهان على أية شائعة يسمعها، وألا يكون إمعة يتبع كل ما يقال دون تثبت وتحقيق، قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".

الرسالة الرابعة: حرم الإسلام الفحش والتفحش، كما حرم إذاعة أسرار الناس وما يمس حياتهم الخاصة والعامة، وجعل عاقبة من يفعل ذلك عذابا أليما فى الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم "كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه".

الرسالة الخامسة: التحذير من الخوض فى أعراض الناس إسهام فى رواج الفتن، وإثارة الضغائن بين أفراد الوطن الواحد.

الرسالة السادسة: التحذير من المشاركة فى نشر الشائعات من القيل والقال الذى حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال "إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال".

وفي دار الإفتاء، بثت وحدة "الرسوم المتحركة" فيديو جديدًا ضمن سلسلة فيديوهات الرسوم المتحركة التي بدأت دار الإفتاء في إنتاجها من أجل مواجهة الفكر المتطرف والأفكار المتشددة بطرق مبتكرة وجذابة.

ويضم مقطع الرسوم المتحركة الجديد ردًّا على من يَدْعون إلى التستر وإيواء المتطرفين والإرهابيين الذين يخططون للأعمال الإرهابية أو الهاربين الذي نفذوا عمليات قتل للأبرياء.

ورد الفيديو على دعاوى المتشددين التي يدعون فيها لمساعدة الإرهابيين بدعوى أنه إعانة على الجهاد في سبيل الله، حيث أوضحت الدار في الفيديو الجديد أن النفس الإنسانية لها حرمة كبيرة في دين الله والمساس بها يمثل عدوانًا على الناس جميعًا.

وأشار المقطع إلى أن دين الله وأحكام الشريعة الإسلامية جاءت لإقرار ورعاية الأموال والأنفس والأعراض، مشددًا على أنه يجب على المجتمع بجميع أفراده وطوائفه ومؤسساته الوقوف أمام هؤلاء البغاة الخوارج وصد عدوانهم كل حسب سلطته واستطاعته حتى لا نقع تحت وعيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لعن الله من آوى محدثًا».

كما أصدرت دار الإفتاء منذ عدة أيام فيديو موشن عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعنوان "نعمة الوطن"، قالت فيه: "إن نعمة الوطن من أكبر النعم على الإنسان بعد نعمة الإيمان فالوطن حصن الدين ووعاؤه ومكان ولادة الإنسان ونشأته وملاذه الآمن ومحل عيشه وحفظ كرامته وصيانة عرضه وسلامة جسده".

وقالت دار الإفتاء، خلال الفيديو: "الوطن يمثل للإنسان كل معنى جميل وقدر من الله سبحانه على مصر بأن جعلها بلدا آمنا طيبا فقال في كتابه الكريم "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ"، وقوات مصر كانت على مدار تاريخها قوة للأمة الإسلامية والعربية وخدمة للرسالة السماوية وبمصر الأزهر الشريف حصن الشريعة ومعقل العلم ومصنع العلماء".

وأضافت الإفتاء: "المحافظة على كيان الوطن ليست مهمة قاصرة على الحكام وإنما هى واجبة على كل فرد من أفراد الشعب تنفيذا لأوامر الدين وتحقيقا لفريضة الانتماء الوطني واستجابة لمشاعر الصدق والوفاء والولاء للأوطان فلا يتهاون الإنسان بأى عمل مهما كان بسيطا طالما أنه يصب فى خدمة الوطن وتحقيق مصلحته، كلنا يدا واحدة وطريق واحد ورؤية مشتركة فى سبيل وطننا، حفظ الله مصرنا الغالية".

وفي الأوقاف، حدد القطاع الديني بالوزارة موضوع خطبة الجمعة غدا في جميع مساجد الجمهورية بعنوان "خطورة الشائعات وتزييف الوعي"، وقررت نشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية (بالصوت والصورة) من خلال قيام عدد من أساتذة اللغات المتخصصين بتسجيلها بالمركز الإعلامي بوزارة الأوقاف أسبوعيا، وذلك إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية، ومرئية بلغة الإشارة خدمة لذوي القدرات الخاصة، مع ترجمتها إلى ثمان عشرة لغة إضافة إلى الخطبة المسموعة.

وأكدت وزارة الأوقاف أن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم قدمَ البشرية، وهو مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن من أبرز وسائل أهلِ الباطل في صراعهم مع أهل الحق: صناعة الشائعات، وترويجها بين الناس، ومما لا شك فيه أن الكلمة أمانة ومسئولية عظيمة، سواء أكانت مقروءة، أم مسموعة، أم مرئية، والشائعات ما هي إلا كلمة تنتشر بين الناس، يطلقها صاحبُ قلب مريض، أو هيئة أو منظمة من قوى الشر التي تعمل في الخفاء، وتتناقلها الألسنة وترددها دون تثبت، أو تبيّن ، فتؤثر سلبًا على العقول والنفوس  وتنشر الأفكار الهدامة والمعتقدات الفاسدة، ويصبح المجتمع ويمسي في قلق وريبة، بل ويذهب الأمن، وتضعف الثقة بين الناس، فترى أمة الجسد الواحد يشكك بعضها في بعض، ويخوَِّن بعضها بعضًا ؛ لذا قال النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"، فإذا كان التحدث بكل ما يسمعه الإنسان نوعًا من أنواع الكذب يُعاقَب عليه الإنسانُ عقوبة شديدة في الآخرة، فكيف بمَنْ يتحدث بما لم يره أو يسمعه؟ .

وقالت الأوقاف: "أعداؤنا اتخذوا من حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، ومن حرب الشائعات وتشويه الإنجازات والرموز الوطنية، ومحاولات النيل من كل ما هو وطني سبيلًا لإفشال دولنا، أو إسقاطها، أو تفتيتها؛ لتحقيق أغراضهم ومآربهم، فعلينا أن ندرك أننا أمام حرب ضروس تُحاك لنا، والشائعات وقودها، فيجب أن نتحقق وأن نتثبت حتى لا نسقط في مكائد أعدائنا، ويجب أن نثق في أنفسنا وفي قيادتنا وفي جيشنا وشرطتنا، وألا نعطي أسماعنا لأعداء الوطن، ومن يعملون على النيل منا، أو من معنوياتنا، أو يفكرون في إحباطنا وبث روح اليأس بيننا، وذلك يتطلب منا تحصين شبابنا ومجتمعنا بالوعي بالواقع، والإلمام بحجم التحديات التي تواجهنا، ومحاولة الإسهام في حلها".