الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد رحيله.. لماذا أحب المصريون جاك شيراك

الرئيس الفرنسي الأسبق
الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك

توفي الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، صباح اليوم، عن عمر 86 عاما، والذي كان قد تولى رئاسة فرنسا لمدة ولايتين رئاسيتين من عام 1995 وحتى عام 2007، حقق خلالها العديد من النجاحات على الساحة السياسية الفرنسية، وعلى صعيد العلاقات الفرنسية الخارجية مع دول العالم.

"شيراك" الذي تولى رئاسة فرنسا لمدة 12 عاما، وصفت بأنها فترة استثنائية في حكم فرنسا، لما شهدته من إصلاحات متعددة، حتى سعى طوال مسيرته السياسية إلى إعلاء صوت فرنسا من خلال نجاحات دولية عديدة، لاسيما من خلال رفضه المشاركة في الحرب على العراق.

ولا يمكن لأحد أن يتصور أن الرئيس الفرنسي الذي بدأ ولايته الأولى عام 1995 باستئناف التجارب النووية في جنوب المحيط الهادي مثيرا استياء كبيرا في الأوساط الدولية، هو نفسه الشخص الذي تحول في نهاية رئاسته الى محام يدافع عن الكرة الأرضية من الخطر وإلى أحد دعاة التضامن مع الدول الفقيرة، خاصة دول القارة الإفريقية التي دافع عنها جميع الفعاليات الدولية التي شارك فيها.

و بذكائه ودبلوماسيته استطاع شيراك أن تجمعه علاقات طيبة مع دول الشرق الأوسط وفي مقدمتها الدول العربية، حتى كانت علاقات صداقة وثيقة مع الرؤساء والملوك العرب، وفي مقدمتهم الرئيس حسني مبارك، و اللذان أطلقا من القاهرة "السياسة العربية المتوسطية لفرنسا" عام 1996، خلال خطاب ألقاه الرئيس الفرنسي بالقاهرة.

الموقف الأهم والأبرز والذي جعل جاك شيراك يتمتع بمكانة كبيرة في نفوس العرب، هو رفضه الانصياع لأمريكا في حربها على العراق عام 2003، خلافات لسلفه فرنسوا ميتران الذي ساهم بفرقة عسكرية في حرب الخليج، وهو الموقف الذي يحفظه التاريخ لـ شيراك وجعل له مكانة كبيرة عند العرب.

شيراك الذي حظي بتأييد شعبي واسع بعد أن أعرب عن معارضته الشديدة للغزو الأمريكي للعراق، قال وقتها: «بالنسبة لنا تعد الحرب دائما دليلا على الفشل وأسوأ الحلول، ولذا يجب بذل الجهود لتجنبها»، الأمر الذي عكر صفو العلاقات بين باريس وواشنطن.

ومع مصر كان الرئيس الفرنسي الاسبق "شيراك" تجمعه علاقات صداقة مع كثيرون بدءا من القيادة السياسية مرورا بالمواطن البسيط، وليس أدل على ذلك من شهادة أحد أبناء الأقصر المواطن "عبده أحمد طه" والذي توفي منذ قرابة عام، وكان يعمل مرمم آثار بمنطقة الكرنك، والذي كانت تجمعه علاقة صداقة مع الرئيس الفرنسي "جاك شيراك".

"شيراك" الذي كان يتردد كثيرا على مصر لزيارة آثارها، قبل وصوله لحكم فرنسا، وخاصة حينما كان يشغل منصب عمدة باريس، جمعته صداقة بـ عم «عبده»، والتي لم تنقطع تلك الصداقة بينهما، حتى بعد وصول "شيراك" لحكم فرنسا، وكانت بينهما خطابات متبادلة، حتى أن عم «عبده» قال في أحد تصريحاته قبل وفاته، أن جاك شيراك حينما كان عمدة باريس كان يكتب خطاباته له على الآلة الكاتبة، ويمهرها بتوقيعه وتوقيع زوجته.

ومع مرور الوقت وفي عام 1985 وتقلد شيراك رئاسة وزراء فرنسا، كان يكتب الخطاب بخط يديه ويوقع عليه، وحين تقلد رئاسة فرنسا أرسل الرئيس الفرنسي جاك شيراك، خطابا لـ عم «عبده»، يخبره أنه أصبح رئيسا لفرنسا، وقال فيه: «يا عزيزى لقد صرتُ الآن رئيسًا لجمهورية فرنسا»، وهو الخطاب الذي احتفظ به عم «عبده» طوال حياته يوثق به صداقته مع الرئيس الفرنسي.