الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتحي سليمان يكتب: بطل من ورق

صدى البلد

حينما يتعلق الأمر بمحيطه فهو بارع في ابتداع عشرات الأسباب لتبرير الاعتداء على حقوقهم وظلمهم بأحكامه وآرائه ومواقفه وسلوكياته وقراراته ومع ذلك لا يتوقف عن ادعاءات الديمقراطية والتشدق بالعدالة ومزايداته الفاضحة والفادحة رغم سوءات حكمه وصورة بلاده التي هوى بها إلى الهاوية بسبب تدخلاته في شئون الدول الأخرى باكيًا على أطلال أجداده أملًا في أن يُعيد امبراطوريتهم المُندثرة.

بالحديد والنار تارة.. وبالتلميح والتصريح تارات أخرى.. يرسخ الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان لحكم شعبه والاستمرار في معاداة والدول الأخرى والتدخل في شؤونها مرات ومرات بإطلاق التصريحات والادعاءات الكاذبة.

كنعامة تدس رأسها في الرمال خوفًا، يتجاهل الرئيس التركي أزمات بلاده ومعاناة شعبه وطمعًا في احياء الإرث القديم للإمبراطورية الواهية.. بادعاءات ظاهرها القيم والعدالة، وباطنها الحقد والضغينة.

لا تعلم هل ينسى الديكتاتور أم يتناسى عن عمد وقصد رعايته لمرجعيات التطرف، فضلًا عما يرتكبه نظامه من انتهاكات صارخة في حق الشعب التركي الصديق حيث يحاول ان يجعله رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة أم أنها محاولات يائسة منه لصرف النظر عن تدهور وضع نظامه، والخسائر المُتتالية التي يتكبدها سواء على المستوى الحِزبي أو على الساحة الداخلية التركية والساحة الدولية.

واهمًا أن الحقد والكذب أداة للتخلص من الواقع المفروض عليه، يحاول أردوغان إطلاق دُماه وحماية العناصر الإثارية، والتحريضية جاعلا من بلاده ملاذًا آمنًا للإرهابيين وحاضنة لأبواق المحرضين الهاربين من العدالة والقانون.

ميليشيات المستبد في سوريا وليبيا وتمويله للتنيظمات المتطرفة تؤكد زيف نضاله ودفاعه عن الحق، وتوضح كم الجرائم التي يرتكبها هذا الأردوغان لتنفيذ اجندته، ونكاية في الشعوب التي لفظت أبواقه وتنظيمات مخابراته العدائية.

إن ما يدعيه الديكتاتور تكذبه أرقام مؤسساته الرسمية فوجود ما يزيد على 75 ألف مُعتقل سياسي في تركيا بين مدنيين وعسكريين، ما هو إلا رقم ضمن سلسلة القمع والكبت والاضطهاد التي يمارسها النظام الأردوغاني حيث تبرز توسعاته في إنشاء عشرات السجون حجم تطلعاته في الهيمنة وبسط النفوذ.

كذلك فصل أساتذة الجامعات وآلاف الموظفين والتنكيل بالمعارضين واعتقال الصحفيين وفرار المواطنين ما هي إلا فصول أخرى للمعاناة التركية ومعان جديدة في قاموس الديكتاتور المناضل الذي لطالما ارتدي عباءة النضال من أجل الزعامة المفقودة والحلم الضائع.