تفوق سرعتها الصوت 6 مرات.. قصة أسرع طائرة ركاب ينتظرها العالم

هل تتخيل أن تطير بسرعة تتجاوز الـ2 كيلو متر في الثانية الواحدة، وأن تقطع مسافة 7.4 الف كيلومتر في الساعة؟ هذا ما يعكف مهندسو الطيران في بريطانيا حاليًا على تحويله إلى واقع.

ويعمل مهندسون بريطانيون حاليًا على تطوير محرك نفاث يفوق سرعة الصوت، لاستخدامه في الطيران المدني، على غرار الطائرات المقاتلة الحربية والصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، لكن هذا المحرك سيتخطى جزءا كبيرا منهم.

وأعلنت وكالة الفضاء البريطانية، في مؤتمر المملكة المتحدة للفضاء 2019، أنها ستعمل من كثب مع وكالة الفضاء الاسترالية في اتفاقية يطلق عليها «جسر الفضاء العالمي الأول»، فيما أكد جراهام تيرنوك، رئيس وكالة الفضاء البريطانية، أن العمل بالفعل متقدم للغاية على هذا المشروع.

ويستهدف المشروع الخروج بالمحرك الجديد الذي يُطلق عليه اسم «SABRE» إلى النور بحلول عام 2030، ويؤكد الخبراء أن الطائرة التي يدفعها هذا المحرك ستكون قادرة على تجاوز سرعة الصوت بـ5 أو 6 مرات.

وسيختصر المحرك الجديد وقت رحلة السفر بنسبة 80%، وسيقلص الوقت في السفر بين لندن وسيدني إلى 4 ساعات فقط، بينما ستكون قادر على الذهاب من لندن إلى نيويورك في ساعة واحدة.

وفي أبريل الماضي، أعلنت شركة «Reaction Engines» المشرفة على المشروع، أنها أجرت اختبارات ناجحة لجهاز التبريد المسبق، أو محاكاة الظروف عند سرعة 3.3 ماخ، أي أكثر من ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، وجهاز التبريد هذا ضروري لأن الهواء الساخن نتيجة السرعة الخارقة قد يؤدي إلى تلف المحرك واحتراقه في الهواء.

مدير البرامج في شركة رياكشن إنجينز "شون دريكول" قال في تصريحات له، إن المحرك الجديد بمثابة «محرك هجين» من محرك صواريخ ومحرك الطائرة؛ لذلك فهو يسمح للصاروخ بالتنفس في الهواء والاعتماد على الأكسجين الموجود به.

وعلى مدار تاريخ الطائرات تشهد شركات الطيران تنافسا في زيادة سرعة الطائرات، فإنه وفقا لمؤشرات السرعة القصوى للطائرات، فإنها تختلف من طائرة لأخرى وفقا لنوع الطراز، ووفقا لمستوى ارتفاع الطائرة، فطائرة بوينج 747 والمشهورة بـ "طائرة جامبو" تتمتع بسرعة 925 كيلومتر في الساعة على ارتفاع 35000 قدم.

الجدير بالذكر أنه على الرغم من اعتقاد الكثيرين أن طائرة الكونكورد هي الأسرع في العالم حتى اليوم، فإن السرعة الأعلى التي جرى تسجيلها تعود إلى طائرة نفاثة الدفع تدعى "إس آر 71 بلاك بيرد" التي حلقت بسرعة 3529 كيلومترا في الساعة على ارتفاع 80 ألف قدم، مما يعني أن طاقمها استخدم أقنعة الأكسجين والسترات الواقية والمضغوطة.