الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسراء النجمي تكتب: روتين المصنفات الفنية ووزارة الثقافة

صدى البلد






الفن هو القوة الناعمة ورمانة ميزان أي دولة في العالم، وهوذاك السلاح السهل الممتنع الذي تستطيع من خلاله القضاء على أي عدو بـ نغماتٍ هادئة وراقية في عزفها ولكنها قاتلة، يستطيع أن يفصل الرأس عن الجسد بكل سهولة.. ويستطيع أيضًا أن يرد الروح المبهجة لـ الجسد، كـ تعويذة نُسج سحرها من رحم الإبداع لـ تُنبت بين طيّات الخراب زروعٍ خضراء وورودٍ مُزهرة، هو كـ السحر الأسود وقت ينبغي أن يكون، وكـ نفحة ملائكية من الخيال في أوقاتٍ أكثر، هل كل ذلك لا يستحق التقدير؟.. لا يستحق الحماية؟.. لا يستحق ردم مقبرة الروتين من أجله، ذاك الروتين الذي يأكل في جدار رحم الإبداع؟..هل سننتظر حتى يلقي بما تبقى منه في مقبرته؟.



منذ أيام جددت وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم الثقة في الرقابة على المصنفات الفنية، وذلك ما نص عليه البيان الصحافي الذي صدر عنها وتم نشره في العديد من الجرائد والمواقع الإلكترونية الإخبارية، والذي جاء به قرار وزاري بـ تجديد ندب الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لـ شؤون السينما، رئيسًا لـ الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية "السمعية والبصرية"، مع استمرار إشرافه على نشاط السينما بالشركة القابضة لـ الصناعات الثقافية.



وفي الحقيقة الدور والأنشطة التي تقوم بها المصنفات تستحق ثقة وزير الثقافة، من مراقبة مدى إلتزام الفنادق والملاهي الليلية والشواطئ بالساحل الشمالي بكافة القوانين الرقابية، حيث تم تحرير 26 محضر مصنفات منذ ثلاثة أسابيع لـ عدد من الأماكن بدوائر أقسام مارينا والعالمين، وأيضًا جهودهم الواضحة في الأعمال الدرامية التي تُعرض على شاشة التليفزيون ويشاهدها جميع أفراد الأسرة معًا، حتى وإن كان هناك تحفظات على بعض المشاهد والألفاظ من قِبل بعض المُشاهدين ولكن لا ننكر أن الرقابة قللت منها بشكل كبير..

إذن جهود الرقابة على المصنفات الفنية تستحق الثقة.. ولكن هل روتينها يستحق؟.



ربما لم يؤثر روتين الرقابة والمدة التي تستغرقها لـ إستخراج تصاريح الموافقة والتنفيذ على الأعمال الدرامية والسينمائية، مثل ما يؤثر على الأعمال الغنائية.. فهناك أعمال غنائية لا تحتمل تأخير تنفيذها، تلك الأغاني التي ترتبط بمناسبات أو التي ترتبط بموعد طرح محدد لا يحتمل التعطيل.



نذكر عندما تم إصدار قرار بتحويل التعاملات الفنية من الشهر العقاري إلى الرقابة على المصنفات الفنية، بهدف الرقابة على انتقاء الكلمات والألفاظ التي يتغنى بها الفنانون، وعلى حد قول العديد من المبدعون من الشعراء في مصر أنه كان الأمر في الشهر العقاري لا يتخطى ساعة من الزمن ويكون كل شئ قد تم على مايرام وبعد تلك الساعة يكونوا صُناع الأغنية قادرون على البدء في تنفيذها وطرحها، ولكن بدأ الأمر في المصنفات بـ خمس ساعات وكان هذا لأمر جيد حتى يتم التدقيق في الكلمات ومعانيها بشكل كبير، ثم تطور الأمر لخمسة أيام، حتى وصل الروتين لـ عشرون يوم، فـ لم يجد المبدعون من الشعراء إلا وأن يعلو إعتراضهم وإحتجاجهم مؤخرًا بسبب ذلك الروتين الذي يعتبرونه كالمقبرة التي تدفن إبداعهم وتعطل "أكل عيشهم"، حتى جاء قرار وزير الثقافة منذ أربعة أيام بتجديد الثقة في روتين الرقابة على المصنفات الفنية.. فـ هل من تفسير؟!.



ما يحدث حقًا هو تعطيل لحركة الفن والإنتاج الإبداعي الحقيقي في مصر، في حين أن كل يومين تصدر أغنية ومهرجان شعبي على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن ديوان كلمات وألفاظ مُسيئة للفن المصري الحقيقي من إسفاف لـ عدوانية لـ نرجسية لـ إباحية.. أين هي الرقابة من هذه الأعمال إذن؟.



ما يقصّه علينا الواقع كل يوم هو تراجع انتشار الأغنية المصرية التي من المفترض أنها الأولى في الوطن العربي على مر التاريخ والزمن، ما يدُسه الواقع في أذاننا وأعيننا ونأبى تصديقه هو أن برواز الأغنية المصرية في الإنتشار هي المهرجانات الشعبية الآن، وسط انتشار الأغنية اللبنانية والعراقية والقليل من الأغاني المغربية، فهل روتين الرقابة له نصيب من السبب في بدء تراجع الأغنية المصرية عن مكانتها؟.





في الحقيقة الأمر الذي دفعني لـ كتابة هذا المقال هو تعالى وإزدياد غضب وشكاوى المبدعون الشباب من شعراء الأغنية المصرية "وكأن الشعراء الكبار لم يشتكوا"!!، وذلك على صفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل الإجتماعي، وكل منهم "يغني على ليلاه" يعرض ويسرد قصته ومعاناته مع روتين الرقابة، حتى أنهم ذكروا أسماء من يعملون في منظومة الروتين وكيف أنهم يتغيبون أو يبدأوا يوم العمل في ساعة مُتأخرة، وذلك بالطبع بعد دورة العشرون يوم من الموافقة على تنفيذ الكلمات، مما يتسبب في تعطيل الأعمال الإبداعية لـ الشعراء والمطربون والملحنون والموزعون وكل من هو جزء من تكوين الأغنية، ولذلك الكثير منهم يُطالب بـ عودة التعاملات مع الشهر العقاري.



نعلم أن الحمل ثقيل والمسؤوليات كثيرة على المصنفات، ولكن يجب أن يكون هناك حلول سريعة.

ما أُطالب به و يطالب به صُناع الأغنية المصرية الحقيقية والأصلية هو أن تستمعوا لحلولهم لتدوير عجلة العمل والإجراءات بـ المصنفات الفنية بشكل أسرع وأكثر حرفية.. فـ كثير منهم عرض حلول سهلة وبسيطة ومُنجزة، مايطلبه فنانو مصر هو تسهيل الإجراءت بطرق متطورة إلكترونية بعيدًا عن روتين "البوسطة" في عصر التكنولوجيا!!، بعيدًا عن التقاعس في العمل والتغيُّب وعدم تحمل مسؤولية الرقابة وحماية رمانة ميزان الدولة وسلاحها، ما يريده فنانو مصر هو الدعم هو إعلاء كلمة الفن المصري النظيف وتطبيق القوانين على الكل وليس الجزء وبشكل متطور وتنفيذ كلمة سيادة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي من دعم القوة الناعمة بشكل أكثر حرفية ودعم المبدعون من الشباب أيضًا.. فـ هل من مستمع؟.



#ندعم_الرقابة_على_المصنفات_الفنية_ولسنا_ضدها_ولكن_استمعوا_لحلول_المبدعون_للقضاء_على_الروتين