الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. خالد رحومة يكتب: الاسم جماعة والأصل عناصر

د. خالد رحومة
د. خالد رحومة

تتردد على مسامعي بين الحين والحين نغمة بلهاء عن التصالح مع العناصر المشردة والجماعة المحظورة وهذه الأطروحات ما هي إلا أضغاث أحلام لمردديها الذين نسوا التاريخ أو تناسوا التاريخ الذي لم يتعلموا من الدرس.

وهذه النغمة ليست جديدة العهد على المجتمع المصري، فالعاطفة وغياب الوعي لدى البعض يبدو أنه أفقدهم القدرة على الحكم بموضوعية.

ولأهل النسيان دعونا نتذكر معًا حقبة ليست بالبعيدة وقصة ليست بالقصيرة والتي سننسج سطورها معًا، دعونا نبدأ من بعد ثورة ١٩٥٢ حيث دخلت عناصر الإخوان ‏‎المتأسلمون في حرب شرسة للاستيلاء على الحكم، حاولت الدولة التصالح معهم واحتوائهم بسياسات انتهجها الزعيم جمال عبد الناصر لتحقيق السلم المجتمعي، لكن العناصر المحظورة استمرت في معاداة مصر مرتدين قناع الأخلاق تارة والتحدث باسم الدين والمبادئ المزيفة تارة أخرى و استمر الأمر بين الشد والجذب ولكن استفحل نشاطها بشكل ملحوظ ليصل لمحاولة طمس الهوية المصرية ولا أبالغ إذا قلت تدمير الدين الإسلامي من داخله بعد أن استعصى على الصهيونية تدميره من الخارج.

وعندما أدرك الرئيس الراحل أنور السادات بحنكته خطورة هذه العناصر و أن هدفها الحقيقي هو تفكيك الدولة بعد تجربته المريرة معهم حين بدأوا ممارسة السياسة بكل أساليبها الغير أخلاقية واتباع مبدأ السمع والطاعة لأمير الجماعة كأنه إله، تابعين له مغيبين عقليًا و فكريًا، قال حينها الرئيس السادات في خطابه الشهير "أنا كنت غلطان" ،أنا طلعت جميع الإخوان من السجن ورجعتهم وظائفهم واعتقدت إن الموضوع انتهي ولكن لا.. هم يمارسون "التقيه" بس احنا أهل السنة معندناش "تقيه" و كان لازم أرجعهم السجون تاني، و كشف في خطابه أن الإخوان هم من غرسوا بذرة السلطة الحاكمية الكافرة و العنف وتجنيد الشباب وتشجيعهم على التمرد و مسح عقولهم لتحقيق أهدافهم السياسية والوصول إلى السلطة من خلالهم ، وبعد أن شرع السادات في البدء بثورة التطهير معلنًا أنه سيتعامل بلا رحمة، كان قد فات الآوان فتحالفت هذه العناصر زاعمين أنه قد كشف عن وجهه الحقيقي كعدو للإسلام وعميل لإسرائيل، نقف لحظة لنعي فكرهم الماكيافلي "يتحول الحليف إلى عدو وتخلع الأقنعة عندما تنتهي المصالح ..."

‏‎وعلى الرغم من ذلك استمرت هذه العناصر في خداعها للمصريين وفي ذكريات مريرة عندما وصلوا للحكم من خلال ركوب الموجة لشباب غير واعٍ واستغلالهم في التوقيت الحرج التي كانت تمر به مصر، لم يكن صراعهم مع الدولة فقط بل مع الشعب أيضًا الذي خُدع فيهم في عقود وعَرف حقيقتهم في أقل من عام بعد إقصائهم لكل من ليس معهم وسعي "الأهل والعشيرة" للهيمنة على مقاليد وثروات مصر.

فهذه العناصر وإن نجحت في خداع المصريين من "عاصري الليمون" وما أكثرهم إلا أن مرارة الليمون و بدء إنهيار الدولة قد أيقظت المصريين "فتمردوا" فكانت الصدمة الكبيرة للعناصر عندما أطاح بهم الشعب وكسر كل القيود في ٣٠ يونيه بعد أن أدرك انهم خدعوه، و سرقوا أحلامه وحريته و كرامته، فخرج الشباب عازمين أن لا يعودوا قبل أن يسقط حكم المرشد، وكانت الحشود التي وقفت يد واحدة كالإعصار وسط كل التحالفات المعادية لمصر يهتفون بكلمه واحدة "تحيا مصر"

‏‎وحينها ظهر الرئيس السيسي وعاهدنا أن لن يكون في مدة رئاسته شيء اسمه عناصر الإخوان المتأسملين مؤكدًا .. مش أنا اللي نهتهم، المصريين هما نهوهم المصريين قالوا لا .... وبالفعل انتهى زمن هذه "العناصر" التكفيرية وعادت مصر لبريقها، و مكانتها علي يد رئيس منحه الله لنا ليعيد كرامتنا و كرامة مصر. 

‏‎واليوم نرى تشتتهم وانقسامهم على أنفسهم وتبرأهم من بعضهم وما أكثر "المنشقين"، والأمر ليس بالغريب، فدائمًا ما كان تاريخهم مليئًا ببيع أنصارهم وأكبر دليل الصدمة المشينة التي تلقتها عناصر الإخوان بعد تصريحات نائب المرشد العام والقيادي بالتنظيم الدولي " إبراهيم منير " الذي أعلن فيها أن عناصر الإخوان تتبرأ من اتباعها المسجونين علي ذمة قضايا عنف وإرهاب... وبعد تصريحاته شاهدنا وصلة "ردح" في قناة الجزيرة على ما قاله قادة الإخوان معبرين عن غضبهم واستيائهم "الجماعة تبيع أنصارها " و هذا يؤكد أن المنافقين يعانون من الانشقاق، و التفكك، و قريبًا سنرى نهايتهم ليس من أعدائهم بل من أنفسهم التي سلطت عليهم.

إنهم يعلمون جيدًا استحالة الوقوف في وجه المصريين مرة أخرى ولن يسمح الشعب لهم بذلك، فقدرتهم على إحداث التغيير شبه معدومة، وإن كانو قد ارتقوا للقمة لحين لكنهم سيبقون في ظلمات الأنفاق أبد الدهر، وسيظلون تحت الأرض كالأفاعي تستبيح النور فقط؛ لمداهمة فريستها ولكن هيهات فالصقور متربصة.

وختامًا لنتذكر سويًا قول المولى عز وجل (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) صدق الله العظيم.