الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحدى التنمر بـ الباركور.. قصة أول موديل مصري مصاب بـ البهاق.. فيديو

 أول موديل مصري مصاب
أول موديل مصري مصاب بالبهاق

«الاختلاف دوما هو سر التميز» هذا ما يؤمن به شاب مصري حاول القضاء على التنمر في المجتمع المصري بطريقته الخاصة، فالأبيض والبني كانا لونين جعلا هذا الشاب كالحبيس في السجن، تلاحقه نظرات المحيطين في كل مكان، تكثر الأسئلة ولا إجابة مجدية، عشرة أعوام كاملة من التنمر والتعليقات السيئة محاها بضربه لها بعرض الحائط وأصبح «أول موديل مصري مصاب بالبهاق».

يعد محمود حسن صاحب الـ 25 عاما من أوائل العارضين المختلفين بمصر، فتصالحه الشديد وتقبله لشكله المختلف هو السبب في نجاحه، فلم يتخيل محمود يوما أن اكبر مشكلة تعرض لها أن تتحول لنعمة كبيرة.

«هو مرض بس أنا مش بسميه كده أنا بعتبره ميزة» بهذه الكلمات افتتح الشاب العشريني حديثه لـ«صدى البلد» عن استغلاله لمرضه الجلدي ليصبح ميزة، فتصالحه مع نفسه، وحبه لها بهذا الشكل كان السبب الأول فيما وصل إليه من شهرة.

لم يكتف محمود بشكله المميز فقط، حيث درس ما قد يحتاجه ليكتمل الشكل العام كعارض، فالتحق بعدة دورات تدريبية خاصة بـ«الموديلنج»، وتنسيق ألوان الملابس وتسريحة الشعر، ليتعلم كيفية اختيار ما قد يكون لائقا على لون جسده وبشرته بطريقة جذابة وغير منفرة.

كانت طفولة محمود طبيعية حتى عامه الثالث عشر، حين ظهرت بقعة بيضاء على يده ولم يعطها أي اهتمام، حتى انتشرت بأحجام مختلفة على جسده بأكمله، وعلم أنه مصاب بمرض جلدي يسمى «البهاق»، وبدأت مع معرفته بالمرض رحلة العلاج فوالداه لم يملان من زيارة الاطباء واحدا تلو الآخر دون جدوى، ولكنهم توصلوا إلى أن علاجه يتطلب الوقت والانتظام في مواعيد الدواء والكريمات والتعرض إلى الشمس بمقدار يومي.

كان كمثل أقرانه شقي ولا يفضل الالتزام، فلم يواظب على العلاج حتى يأس والداه من علاجه، ظن محمود أنه كأي مرض يؤلم الجسد حتى ينتهي، ولكنه تفاجأ بأن رحلة معاناة من نوع آخر قد بدأت، ففي كل يوم كان يستيقظ من النوم ليجيب على عشرات الأسئلة من زملائه وكل من يراه "إيه ده؟"، "انت راجع من مصيف؟"، "انت يتقشر ولا ايه؟"، "هو اللي عندك ده جرب؟"، "انت هتعديني لو قعدت جمبك؟".

الكثير من الاسئلة الذي لم يجد لها إجابة، وفي الوقت نفسه مضطر يوميا على إيجاد إجابة بها، واستمر الوضع لعدة سنوات حتى قرر أن الحل لوقف نظرات المحيطين وهذه الاسئلة أن يبدأ محمود بتغيير نظرته لنفسه حتى تتغير نظرة من حوله له، وبالفعل اتخذ هذا القرار".

يقول محمود لـ«صدى البلد»: "الحل كان إني أتغير وأخليهم يشوفوا اختلافي حاجة مميزة، ولما أنا رضيت عن نفسي نظراتهم فعل كانت إعجاب"، ويرى أن هذا الحل مجديا لكل من يتعرض للتنمر بسبب زيادة الوزن، أو النحافة، أو لأي سبب أيا كان فالبعض يكون آية في الجمال وعلى الرغم من ذلك يتعرض لتعليقات سلبية على حد وصف محمود.

خلال دراسة محمود بكلية التجارة جامعة حلوان حرص على العمل، ولكن أكثر من شركة رفضته في البداية بسبب قلة الخبرة وشكله، فتغلب على كليهما بالتدريب وتنسيق إطلالته بشكل جذاب وحصل على وظيفة في أكثر من شركة، حتى تساءل: أنا مختلف بسبب البهاق ليه مبقاش موديل؟"، فتابع العارضين خارج مصر المصابين بالبهاق وشاهد إطلالاتهم بألوان غريبة وجميلة كأنها تميزهم بطابع خاص.

دعم محمود الكثير من المؤمنين بتميزه واختلافه:" ربنا بعتلي ناس كتير تساعدني، ناس بتصورني فيديو او صور وصور جميلة متوقعتش إني هطلع فيها حلو بالشكل ده" كما قال محمود، حتى أصبح له جمهوره الخاص خاصة بعد احترافه لرياضة الباركور، وهي رياضة تحدي جاذبية الأرض، ويتمنى نشر هذه الرياضة بامتلاك مكان محترف للتدريبات.

لمع اسم محمود على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى أصبح له جمهوره الخاص وبعدما كان يتهرب من الأسئلة أصبح حاليا ينشر صوره على مواقع التواصل الإجتماعي محاطا بحب متابعيه، "أنا بحب نفسي فالناس كلها بتحبني ومش بلاقي تعليقات سلبية"، وحتى إن وجد تعليقا سلبيا فيتعامل معه محمود بالتجاهل التام، وينصح كل من يتعرض للتنمر بتقبل النفس أولا ثم تجاهل المتنمرين، وتنمية المهارة أو الموهبة المميزة التي ستحول المتنمرين إلى جمهور من المعجبين.