الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسلام شعراوي يكتب: مصر والشياطين

صدى البلد

"الأمانة، الشرف، التضحية"، "النصر أو الشهادة"، "قوة، عزم، نصر"، "الواجب، الشرف، الوطن"، "التضحية، الفداء، المجد"، "إيمان، عزم، فداء"، "يد تبني.. ويد تحمي وتحمل السلاح" تلك الهتافات النبيلة ليست مُجرد كلمات عابرة من مُؤلفيها لتكون شعارات خاصة للقوات المسلحة المصرية كنوع من أنواع التحفيز النفسي وبث الحماس لأسود المؤسسة العسكرية للحفاظ على أرض الكنانة، بل كل حرف منها من ذهب ويعد بمثابة قسم من أبطال وبواسل مصر أمام الله للحفاظ على بلادنا الغالية واستقرارها ومواجهة الأعادي وقوى الشر، فلن نرى تلك الروح بأي جيش في أي دولة مهما كانت إلا في جند مصر، لأنها عقيدة أسُست وأنشئت داخل كل من ينتمي للمؤسسة العسكرية المصرية.

وفي السنوات الأخيرة الماضية، تتعرض مصر بين حين لآخر لأكبر مُؤامرة عبر تاريخها، بالمحاولات المُستميتة لإثارة الفتن والمعلومات المغلوطة عن الأوضاع بمصر للرأي العام الدولي بهدف إحراجها دوليًا، وكذلك بث الشائعات بين طوائف الشعب المصري عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تحت قيادة كتائب إلكترونية خسيسة ومنافذ إعلامية مأجورة ومُمولة تبث من الخارج لزعزعة ثقة المصريين في مؤسسات الدولة بهدف بث الإحباط عن الانجازات التي تحققها الدولة وتعطيل حركة التنمية الشاملة، بالإضافة إلى إحداث جرائم إرهابية خسيسة تستهدف النيل من الدولة المصرية، وبهذه الحالة تخوض مصر حربًا شرسة ليست بالسلاح فقط بل بالمعلومات وتسمى تلك الإستراتيجية بحروب الجيل الرابع والتي تعتمد على الشائعات باعتبارها أهم أداة من أدوات الحرب النفسية وتستهدف تلك الحروب فقدان الثقة وزع روح الشك في مؤسسات الدولة ويصبح المواطن في النهاية رهينة لمن يملك ترويج تلك المعلومات الخاطئة، إلا أنني أترفع عن ذكر هؤلاء الأعادي والخونة لأن الحديث عنهم يعلي من شأنهم ويجعل لهم قيمة ولكن من وجهة نظري هؤلاء لا يستحقون حتى ذكرهم، وأفضل وسيلة للرد عليهم هو مواجهتهم، ويستحقون لقب "الشياطين" بجدارة.

ولأن القوات المسلحة المصرية من أقدم الجيوش النظامية في العالم والأعرق على الإطلاق وأقدسها التزاما، وعقيدتهم الراسخة القائمة على تقديم التضحيات بأرواح أفرادهم الطاهرة والمُقدسة دون تردد في سبيل الحافظ على أمن واستقرار الوطن، جعلت المُنتفعين والمأجورين والجبناء يستهدفون زعزعة الثقة العمياء التي تربط الشعب المصري الوطني الحر بكافة طوائفه والجيش، باعتبار أن القوات المسلحة هي الدرع الحامي للوطن لتحقيق أغراضهم الهدامة، إلا أن علاقة الجيش بالشعب المصري وطيدة وراسخة مدى الدهر ولم ولن تنجح تلك المُخططات القذرة لتحقيق أهدافها بترويج الشائعات على إستراتيجية خطط الجيش المُحكمة في مجابهة الإرهابيين والتصدي للتكفيريين من قبل منظمات دولية خسيسة تعمل لصالح مُموليها الجبناء، وإنني على يقين تام بأن طوائف الشعب المصري تثق ثقة عمياء في الجيش المصري ولن تنجح مُخططات التفرقة بين الجيش والشعب إطلاقًا لأن الجيش والشعب نسيج مصري خالص لا يجوز التفرقة فيما بينهم ودائمًا في رباط ليوم الدين.

فالقوات المسلحة المصرية لها تاريخ حافل بالبطولات عبر التاريخ دفاعًا عن الأرض، ولم ولن يكون الجيش المصري في يوم ما أبدًا جيش عدوان بل كان دائمًا قوة من أجل خلق السلام، حيث بدأت أولى حروب الجيش المصري في عام 3400 ق.م. على يد الملك مينا من أجل توحيد مصر، وفي الوقت الراهن يخوض أبطال وبواسل الجيش المصري معركة حاسمة ضد الإرهاب، وبالنتائج القياسية التي حققتها العملية الشاملة والتي لا زالت تحققها فالمعركة بلغت مراحلها الأخيرة وما هو يؤكد عزيمة وإصرار أبطالنا البواسل في دحر الإرهابيين وضبط الخارجين عن القانون حتى يتم إطلاق عملية التنمية الشاملة في سيناء، وما بين مجابهة الإرهابيين وتحقيق الاستقرار هناك شهداء أبطال وأبرار قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم وروت دماؤهم الذكية تراب بلادنا للحفاظ عليها، والتاريخ لن ينسى هؤلاء الأبطال، فبشجاعتهم حفروا أسماءهم في سجلات البطولات بحروف من نور.

وعلى صعيد التنمية، تقوم الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بالمساهمة في عملية التنمية الشاملة للدولة، والانتهاء من عدد كبير من المشروعات القومية وكذلك الخدمات العامة، والعديد من المشروعات الأخرى في مجال الإسكان الاجتماعي والمباني ذات المنفعة العامة، وإنشاء شبكات الطرق الحرة والكباري والمطارات في مختلف محافظات مصر، فضلا عن المشاركة في مشروعات التنمية الحضارية والاجتماعية الصحية بإنشاء وتطوير المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية، بتنفيذ من شركات مقاولات مدنية تمتزج فيها السواعد المصرية من جنود وضباط ومهندسين مدنيين وعمال ومقاولين.

وأذكركم جميعًا بأن استخدام أسلوب حرب الشائعات ليس حديثا كما يعتقد البعض، بل إنه وسيلة قديمة للغاية ومنذ عقود، فاستخدمه التتار قبل خوضهم أي حرب، فيقومون بتجنيد بعض الأشخاص كي يذهبوا للدول المراد مُهاجمتها ويرددون بعض المعلومات هناك عن مدى قوتهم المفرطة في الحروب وذلك من أجل بث روح الخوف والفرقة بين طوائف تلك الشعوب، وينتصرون عليهم بالفعل من قبل حتى أن يواجهوهم، واستخدم هذا الأسلوب أيضًا في العصر الحديث بين الألمان والروس إبان الحرب العالمية الأولى، ولا ننسى جميعًا مقولة جوزيف جوبلز، والمُلقب بوزير الشائعات، حين أكد: "اكذب اكذب اكذب فالناس لن تميز بين الكذب والحقائق".

ومن وجهة نظري، أساليب مواجهة الشائعات تتخلص في 4 محاور أولها أن يتم إصدار بيانات رسمية أولا بأول من الجهات المعنية حول المعلومات المغلوطة والشائعات التي تروجها الجماعات الخسيسة، وكذلك يتم تنظيم العديد من الندوات التثقيفية بكافة محافظات الجمهورية لتوعية المواطنين من خطورة الانسياق وراء الشائعات، وكذلك تواجد تشريع حاسم البنود يوضح عقوبات ترويج الشائعات، بالإضافة إلى إلقاء القبض على مروجي الشائعات وتقديمهم للمحاكمة.