الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية الكشكول السري لابنة المشير الجمسي.. وكيف مهد لحرب أكتوبر

المشير الجمسي
المشير الجمسي

قبل حرب أكتوبر عام 1973 بعام وتحديدًا في يناير من عام 1972 تولى المشير عبد الغني الجمسي رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وكانت هيئة العمليات تضع الخطط لتنفيذ عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، وأوكل إليه تحديد الفترة الزمنية المناسبة لبدء الحرب على إسرائيل.

وبعد مرور 45 عامًا على الحرب التي غيرت وجه التاريخ العسكري في القرن العشرين، كان لزامًا علينا أن ننشر اقترحات الجمسي ودراساته عن خطة الحرب، حيث كتب الجمسي كل اقتراحاته ودراسته عن الخطة وتوقيتاتها في كشكول دراسي خاص بابنته الصغرى؛ فلم يطلع عليه أو يقرؤه أحد إلا الرئيس أنور السادات والسوري حافظ الأسد خلال اجتماعهما لاتخاذ قرار الحرب.

الساعة الثانية ظهرًا

واختار الجمسي في كشكوله توقيت الحرب بعناية بالغة الساعة الثانية ظهرا من يوم السادس من أكتوبر 1973 الموافق العاشر من رمضان عام 1393، وهو أنسب توقيت ممكن للحرب، نظرا لوجود 8 أعياد يهودية وموافقته لشهر رمضان، ولأن التنسيق بين الجيشين المصري والسوري كان من أصعب مهام الحرب، ويحتاج إلى قائد من طراز فريد؛ لم يكن هناك أفضل من الجمسي.

محاصرة الثغرة

الجمسي الذي ولد يوم 9 سبتمبر من عام 1921، عاش أصعب لحظات حياته عندما كان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، في فترة "ثغرة الدفرسوار"، حينما حدث خلاف شهير بين السادات ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي الذي تمت إقالته على إثرها ليتولى الجمسي رئاسة الأركان، فأعد على الفور خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها " شـامل" إلا أنها لم تنفذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار.

المفاوضات مع إسرائيل

وفي أثناء ثغرة الدفرسوار اختاره الرئيس السادات قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ووقت هذه المفاوضات كان وزير الخارجية الأمريكية هنري كسينجر حاضرًا وأخبر الجسمي، بموافقة الرئيس أنور السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض الجمسي وسارع بالاتصال بالرئيس أنور السادات الذي أكد موافقته؛ وكان صدام القرار الاستراتيجي والعسكري للجمسي الذي لم يجد لنفسه بُدا سوى تنفيذ الأوامر.

وزير للحربية

وبعد الحرب رُقي الجمسي إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975، وواصل أثناء توليه للوزارة استكمال تدريبات الجيش المصري؛ استعدادا للمعركة التي ظل طوال حياته يؤمن بها، وكان قرار السادات بألا يخرج كبار قادة حرب أكتوبر من الخدمة العسكرية طيلة حياتهم تكريما لهم.