الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلعة المشاهير تستغيث.. ملياردير جديد لإنقاذ سفينة ميلان

فريق اي سي ميلان
فريق اي سي ميلان

أثارت هزيمة اي سي ميلان أمام فيورتينا بثلاثة اهداف مقابل هدف على ملعب السان سيرو معقل الفريق الميلانيستا حفيظة مشجعي النادي في إيطاليا وكل انحاء العالم خصوصا انها الخسارة الرابعة هذا الموسم في ست مباريات خاضها الرسونيري في الكاليتشو الإيطالي.

ميلان الذي ارتدى قميصه مشاهير العالم بداية من مالديني وانشلوتي وفان باستن وخوليت وماسارو وروبرتو باجيو وجورج وايا وكوستاكورتا وباريزي مرورا بـ سيدورف وانزاجي وشيفتشنكو وكاكا ورونالدو وجاتوزو ثم السلطان ابراهيموفيتش اخر من لعب للميلان من المشاهير ، اصبح الان رجل الشارع لا يعرف اسماء اثنان او ثلاثة من لاعبيه. 

السنين العجاف في مشوار الرسونيري

صدق أن ميلان الذي لم يعرف هذا الكم من الخسائر في موسم واحد وسبق ان لعب مواسم طويلة دون ان يتلقي خسارة واحدة تعرض للسقوط بدل المرة أربع مرات امام اودينيزي وتورينو وفيورتينا قبل الخسارة في ديربي الغضب أمام الجار انتر ميلان بثنائية لوكاكو. 

تراجع الميلان الرهيب خلال المواسم الأخيرة والتي وصلت الى سبع سنوات عجاف لم يتمكن خلالها الفريق من مقارعة اليوفي الذي اصبح كبير إيطاليا بدون منافس ، فتح الباب أمام القيل والقال وطرح العديد من التساؤلات في وسائل الاعلام الايطالية بصفة خاصة والأوروبية بصفة عامة حتى أطلق المعلق عصام الشوالي كلمته "إلى متى الغياب ياميلان". 

غياب أمير مدينة ميلانو عن المشاركات القارية اصبح أيضا أمرا غريبا فقد اكتفى خلال السبع سنوات الاخيرة بالحصول على المركز الخامس او السادس وفي احيان اخرى تراجع للمركز الثامن والتاسع في ترتيب اندية الدوري الايطالي. 

الانهيار الكبير الذي حل على ملك قلعة اللومباردي جاء منذ أن أعلن رئيسه التاريخي سيلفي بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا السابق نيته في بيع النادي ، وبدا تدريجيا من 2012 حتى 2017 يقل في التعاقد مع نجوم كبار واغلب تعاقداته كانت مع لاعبين من الصف الثاني في ايطاليا واوروبا.

السقوط من القمة إلى الهاوية

واتفق رئيس وزراء ايطاليا السابق واحد اهم من حكم ميلانو لمدة 32 عام حصد خلالها كل البطولات المحلية والقارية واطلق عليه في تسعينات القرن الماضي " البيج ميلان " نسبة الى فوزه ببطولة دوري ابطال اوروبا خمس مرات متفوقا على ريال مدريد ، على بيع النادي لمجموعة " سينويوروب سبورتس" الصينية في صفقة قدرت بـ 550 مليون يورو وتم امتلاك النادي لمجموعة رجال الاعمال الصينين على رأسهم هان لي ويونهوج لي ، والذي قام بتسديد ديون النادي والمقدرة بـ 222 مليون يورو لتبلغ قيمة الصفقة بالكامل مايقرب من 800 مليون يورو . 

ومع بيع ميلان للملاك الصينين بدأت مرحلة الانهيار شبة الكامل وتقاعص الملاك الجدد في دعم الفريق بصفقات مميزة وتعاقب على تدريب الميلان مدربين من الصف الثاني في اوروبا امثال مونتيلا وانزاجي وسيدورف الذي اعتزال في 2012 واخيرا جاتوزو.

وفشلت إدارة النادي في سد العجز التام بعد أن قامت بابرام صفقات غير مدروسة بأرقام كبيرة دون أن تحقق أي نتائج جيدة وهو ما وضعها تحت طائلة قانون اللعب المالي النظيف الذي حرم النادي من ابرام أي صفقات جديدة لتستمر مرحلة الانهيار الكامل. 

انهيار ميلان كان بمثابة الصدمة لجمهوره في إيطاليا والعالم فبعد موجة غضب عارمة في المدرجات الايطالية مطالبة الادارة الحالية بالتنحي وترك المهمة لملاك جدد قادرين على إعادة الفريق لسابق عهده بالأخص بعد أن بلغت ديون الملاك الصينين 300 مليون يورو هي قيمة القرض الذي حصل عليه الملاك من اجل دعم الفريق ولم يتمكنوا من سداده.

ومع نهاية العام الماضي جاء صندوق اليوت الأمريكي ليعلن رغبته في شراء النادي والحصول على حصة الملاك الصينين مع تعهده بدفع قيمة القرض البالغ 300 مليون يورو وهو ماحدث بالفعل وتم الاتفاق الذي انتقلت خلاله ملكية الميلان الى مجموعة بلو سكاي الامريكية التابعة لصندوق اليوت. 

الأمريكان يستحوذون على قلعة الميلانيستا

مع استحواذ الامريكان على زمام الأمور في ميلانو توسم الجميع أن تبدأ رحلة العودة سريعا فقام الملاك الجدد بتعين النجم الشهير باولو مالديني مشرفا على قطاع كرة القدم في النادي في منصب المدير الفني وهو المنصب الذي يتم تصنيفه في أوروبا على أنه مسوؤل الأمور الفنية وليست التدريبية.

أما الأزمة الجديدة فكانت في عدم رغبة الملاك الجدد في ضخ أموال كثيرة في البداية ووضعوا مالديني أمام خيار صعب وهو التصرف في حدود المعقول ما جعل المدافع الاشهر في اوروبا بالتعاقد مع مدرب متوسط المستوى هو ماركو جيامباولو المدرب السابق لنادي سمبادوريا وقام بالتعاقد مع بعض اللاعبين دون المستوى لعل ابرزهم نجم الجزائر اسماعيل بن ناصر الذي ذاع صيته في كأس الامم الافريقية الاخيرة التي اقيمت في مصر. 

البحث عن ملاك جدد لإنقاذ ميلان

ومع توقع الجميع ان تكون البداية غير جيدة في ظل الميركاتو الضعيف سقط الميلان وبقوة في بداية الدوري الايطالي هذا الموسم ولعلها المرة الاولي منذ حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي ان يخسر اي سي ميلان اربع مباريات في اول ست جولات مما دفع مالديني الي التفكير جديا في اقالة المدرب جيامباولو. 

الصحافة الإيطالية اهتمت خلال الساعات الأخيرة بما تردد داخل قلعة اللومباردي برغبة بنك اليوت في بيع ميلان وتم طرح اسم الفرنسي بيرنارد ارنولت صاحب اكبر شركات الموضة في العالم واحد اشهر اصحاب المليارات وتم تحديد سعر مليار يورو من اجل اتمام عملية البيع.

ووفقا لمجلة فوريس فقد تم ترشيح برنار أرنو رجل الاعمال الفرنسي صاحب الخمسين ماركة عالمية ، وعلى الترتيب الاول بين قائمة أغنياء أوروبا والترتيب الرابع في قائمة اثرياء العالم لعام 2018 ، لشراء النادي ، فهل يكون هو مالك ميلان الجديد وهل سيكون هو منقذ الرسونيري من خطر الغياب بلا عودة ، الشهور القادمة ستجيب على هذه التساؤلات.