الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي ‎يكتب: رئيس بدرجة صحفي.. عن "صاحبة الجلالة" أتحدث ؟!

صدى البلد

"صاحبة الجلالة" هكذا سميت الصحافة المصرية وهي اسم على مسمى؛ فتلك المهنة التي شهدت الكثير والكثير على مر العصور في مصر منذ الحملة الفرنسية على مصر حتى يومنا هذا تلقب بالسلطة الرابعة وبصاحبة الجلالة في إشارة واضحة إلى أهميتها ومفصليتها في المجتمعات.

إلا أن التاء الصغيرة الملتصقة بألقاب مهنة الصحافة حملت في طياتها الكثير وفيها تلميح صريح لأنثى أبدعت إلى جانب الرجل في مهنة لطالما كانت صوت من لا صوت له ومصباحا ينير درب الشعوب، وقد تزداد المهمة صعوبة حينما ترتبط بصعوبة الوصول للمعلومات و كيفية التأكد من صحة المعلومة من عدمها.

ربما لا يعرف الكثيرون أن السادات صاحب قرار العبور في حرب أكتوبر 1973، كانت له اهتمامات أخرى غير عسكرية؛ فهو مرة مؤلف وقاص وأخرى صحفي يكتب المقالات وثالثة رئيس للتحرير يتابع مسارات إصدار الجريدة ويشرف عليها حتى التوزيع.

الرئيس الصحفى كان شغوفًا بمهنته؛ فاتخذ قراره بإلغاء الرقابة على الصحف، وترأس مجلس إدارة دار التحرير، عقب ثورة يوليو، كما ترأس مجلس إدارة جريدة أخبار اليوم، وأسس جريدة الجمهورية؛ عقب ثورة 23 يوليو، وقال عن ذلك فى مقال له بجريدة الجمهورية، إنه ذهب لزيارة جمال عبدالناصر يوم 4 يوليو 1953م، في مستشفى الدكتور مظهر عاشور بعد أن أجريت لعبدالناصر عملية استئصال الزائدة الدودية، وأنهما قد تحدثا عن صحافة الثورة وأن عبدالناصر فاجأه في ذلك اليوم وكلفه بالإشراف على إصدار أول صحيفة يومية تصدرها ثورة يوليو لتدعو لها وتتبنى أفكارها وتدافع عن سياساتها.

وأضاف السادات أن عبدالناصر قال له: لابد أن تكون للثورة صحافتها، ورغم أن السادات عمل لفترة من الوقت في دار الهلال إلا أن إصدار صحيفة يومية يحتاج إلى مطابع وعمال مهرة وأسرة تحرير.

عمل في بداية حياته صحفيا قبيل ثورة 23 يوليو1952، إلا أنه رغم المهام التي ألقيت على عاتقه لم يتوقف عن الكتابة بعدها حتى أصبح رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية الناطقة بلسان الثورة في الفترة ما بين عامي 1953 حتى عام 1956 ليتركها دون أن يترك الكتابة.

وفضلا عن ذلك أجاد الصحفي أنور السادات أساليب الحكي فكانت مقالاته دوما تحكي فترات في عمر الدولة، بجانب كتاباته عن حياته في السجن قبل الثورة، وكانت تلك المقالات يدون فوقها بقلم اليوزباشي أنور السادات.

وكما عمل السادات قبل ذلك بمؤسسة "دار الهلال" أضاف له خبرة في العمل الصحفي؛ فبدأ بالفعل يتردد على "الهلال" يسأل ويستفسر ويستمع إلى نصائح الزملاء والخبراء في الإدارة والتحرير والتوزيع والطباعة والإعلان، وكان أول شيء يشغل بال السادات هو البحث عن مقر للجريدة، وفى أول أغسطس عام 1953 استأجر شقتين بالطابق الخامس في إحدى العمارات الجديدة في شارع شريف وهي العمارة رقم 36 وتم فرش وتجهيز هذا المقر المؤقت فورا، وأخذ السادات يتردد على هذا المقر بصفة دائمة واجتمع مع مجموعة تم اختيارهم للعمل معه بالجريدة، وكان على رأسهم حسين فهمى الذى تم ترشيحه ليكون أول رئيس تحرير للجريدة الجديدة.

رئيس بدرجة صحفي.. أنور السادات تولى إدارة التحرير وأسس جريدة الجمهورية.. وكتب خطاب الكنيست بنفسه.. وخصص ساعتين يوميا لسماع الأخبار من وكالة أنباء الشرق الأوسط.

حب الأدب والفن والشعر قاده لأن يمتهن مهنة الصحافة، فكان أول من أسس جريدة الجمهورية التي تعد أول صحيفة يومية تصدرها ثورة يوليو تتبنى أفكارها وتدافع عن سياساتها.

صدقا عظماء سطروا اسمهم في تاريخ صاحبة الجلالة.