الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أم علاء تناشد المسئولين بإنقاذ أطفالها من الفقر: نفسي في كشك يعيشهم.. فيديو

صدى البلد

منزل متهالك أشبه إلى حد كبير بأماكن تربية الطيور، لا يوجد به مرافق، لا مياه نظيفة، ولا صرف صحي، ولا كهرباء، حتى الأرض أسمنتية صلبة لا يعلوها ما يخفف من حدتها على أقدام الأطفال التي بلا حذاء، هذا المنزل لا يحمي من فيه من برد الشتاء ولا حر الصيف فلا يعلوه سقف صلب يحميهم، تنظر إلى الأعلى فكل ما تراه سيقان خشبية متراصة، أما الأرض فلا يوجد عليها إلا مفرش خفيف يكون وسيلتهم للتدفئة في برد الشتاء.

المنزل المتهاوي يقع بمنطقة شبرا الخيمة على بعد عدة خطوات من سلم "الفرناواني" في منطقة تدعى "عرب شبرا"، هذه المنطقة يوجد بها منازل متشابهة، ومنها منزل أم علاء، سيدة صعيدية تعتبر ضحية لزواج الأقارب.

تزوجت أم علاء "رفضت كتابة اسمها الحقيقي" قبل عدة سنوات من قريبها وجاءت من الصعيد لتسكن في المنزل التي تعيش فيه والدته، تفاجئت بشكله بعد الزواج ولكنها وافقت خشية أهلها بالصعيد، بمرور الوقت اتضح لها عدم قدرتها على إدخال المرافق الأساسية لأن المنزل تم بناؤه على أرض مملوكة للدولة.

تروي أم علاء لـ" صدى البلد" تفاصيل أزمتها، فعندما طلبت هي وزوجها التصالح مع الدولة اتضح لهما ضرورة تسديد ثمن الأرض للدولة وهو مبلغ باهظ لا يستطيع أيا منهما تحمله، وتقول لـ"صدى البلد: "مكناش نعرف أنا وهو مش بنعرف نقرا ومعرفناش موضوع الفلوس غير بعد ما العيال كبرت ومالناش بيت ف الصعيد.. أروح بيهم فين !!".

أبناؤها الصغار هم علاء في الصف الرابع الابتدائي، وإيمان في الصف الثاني الابتدائي، وعلي 3 سنوات، جسدهم نحيل جدا لا يرتدون إلا ملابس داخلية في المنزل لعدم امتلاكهم غيرها، لا يوجد حمام مجرد طبق معدني ضخم للاستحمام وغيره، معلوماتهم الدراسية محدودة فالأب والأم أميين، ولا يتلقون دروس خاصة لعدم توافر المال اللازم، يذهبون إلى المدرسة فقط في فصل مكدس بالطلاب، ولا يستطيعون استكمال الواجب المنزلي لعدم وجود من يساعدهم.

فصل الشتاء القادم يرحب به الجميع عدا هذه الأسرة البسيطة، فالسقف الخشبي يسمح بمروره مياه الأمطار وتتساقط عليهم وهم نائمون، وتقول أم علاء لـ" صدى البلد" :" لما الجو يمطر بنحط اطباق على السراير والطشت وحلل عشان مينقطش علينا".

يعمل زوجها كبائع للذرة، أم هي فقد أرهقها المرض لا تقوى على القيام بأي عمل شاق، وتناشد أم علاء المسئولين من خلال صدى البلد لإيجاد حل للتصالح، وتوفير مشروع بسيط لأسرتها: "مالناش معاش لا انا ولا جوزي وقدمت على فلوس ومجتش، والله العظيم عيشتنا يعلم بيها ربنا، اجيب منين دروس ومصاريف، ياريت يعملولنا حتى كشك نبيع ونسترزق منه".