الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقوق الطفل فى الاسلام .. الإفتاء تحدد 11 أمرا .. تعرف عليها

حقوق الطفل فى الاسلام
حقوق الطفل فى الاسلام

حقوق الطفل فى الاسلام
للطفل في الإسلام حقوق وواجبات؛ أقر بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والهدف من هذه الحقوق هو الحرص على مصلحة الطفل ودفع أى مفسدةٍ عنه، وحددت دار الإفتاء المصرية 11 حقا للطفل فى الاسلام، «صدى البلد» تستعرضها معكم.

حقوق الطفل فى الاسلام كما حددها دار الإفتاء
للطفل فى الاسلام حقوق؛ لا ينبغي للآباء أن يفرطوا فيها، وبعض هذه الحقوق من الواجبات، وبعضها من السنن والآداب:

- أول حقوق الطفل فى الاسلام هى: اختيار الزوجة اختيارًا دقيقًا؛ لأنها عنصر أساسي في تربية الولد؛ روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، وروى الترمذي عن أبي حاتم المزني قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ، وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»، وروى ابن ماجه وغيره عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: «تُخَيِّرُوا لِنُطَفِكُمْ، فَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْۚ».

- وثانى هذه الحقوق: أن يحفظه من الشيطان قبل أن يولد في أثناء المعاشرة الزوجية، فيستحب له كما ورد فى حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا»، رواه البخارى.

- وثالثهما: الحق فى التمتع بنسبه الصحيح، وليس لأحد حرمانه من ذلك لمجرد شبهة عرضت إليه، فقد ورد في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال:« جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلاَمًا أَسْوَدَ، وَإِنِّي أَنْكَرْتُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-: «هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا أَلْوَانُهَا؟» قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: «هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟» قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: «فَأَنَّى تُرَى ذَلِكَ جَاءَهَا»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عِرْقٌ نَزَعَهَا، قَالَ: «وَلَعَلَّ هَذَا عِرْقٌ نَزَعَهُ»، كما ورد أيضًا ورد في "سنن أبي داود" عن أبي هريرة- رضي الله عنه-: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -يقول - حين نزلت آية المتلاعنين- : «وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، احْتَجَبَ اللهُ مِنْهُ، وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ».

- رابعًا: بعد ولادة الطفل: سنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- لأهله أن يظهروا الفرح والسرور بقدومه، وأن يبرهنوا على ذلك بذبح شاتين عن الغلام وشاة عن البنت، وأن يسميه اسمًا حسنًا؛ فروى الترمذي وأبو داود عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «كل غلام مرتهن بعقيقته حتى يذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه ».

- خامسًا: حياة الطفل حقٌّ له لا يجوز أن يسلبها أحد منه حتى وهو في بطن أمه؛ فخفف عن الحامل والمرضع الصيام حتى لا يتضرر جنينها، ويقول الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا»، [الإسراء: 31]، وروى البخاري عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما-: أنه سئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: أي الذنب أعظم؟ فقال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك». قيل: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك»؛ بل إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- أَخَّرَ الحَدَّ على المرأة الزانية حتى تضع جنينها وترضعه، كما في المرأة الغامدية، كما أن الدية واجبة على من اعتدى على الجنين في بطن أمه.

- سادسًا: للطفل حق في الرضاع الطبيعي كما ورد في قصة المرأة الغامدية ما يدل على حق الطفل في الرضاع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال- فيما رواه أبو داود والنسائي من حديث بريدة- : «إِذًا لَا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ»، ويدل على حق الطفل في الرضاع قوله- تعالى-: «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ»، ( سورة البقرة: الآية233).
- سابعًا: من حقوق الطفل أيضًا أن يغرس والديه فيه الإيمان بالله، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، حتى يتربى على عقيدة صحيحة، ويُعد حفظ الدين، وتعليم قواعد الإيمان، والتدريب على عبادة الله وطاعته، والتخلق بالأخلاق الكريمة والسلوك الحسن، وتأسيس تعظيم الله -عز وجل-، ومحبة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- في نفوس الأطفال.

ثامنًا: من حق الطفل على والديه- وجوبًا- تأديبه وتربيته؛ لأن إهمال هذا الحق يؤدي إلى فساد الطفل وضياعه عند الكبر، ولذلك روى الترمذي عن سعيد بن العاص -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ»، وقد كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -يعلم الصغار ويؤدبهم بلطف ولين؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أخذ تمرة من تمر الصدقة وجعلها في فيه، فقال له النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: «كِخْ كِخْ» لِيَطْرَحَهَا، ثُمَّ قَال: «أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ».

تاسعًا: للطفل الحق في الحضانة، والحضانة هي: تربية الطفل في المدة التي لا يستغني فيها عن أمه، فالأم لها الحق في حضانة الطفل في هذه الفترة؛ ويدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني، وأراد أن ينتزعه مني. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي».

عاشرًا: له الحق في النفقة عليه حتى يبلغ، فألزم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- والد الطفل بالإنفاق عليه؛ ففيما روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ».

الحادى عشر: للطفل الحق في الإرث إذا انفصل عن أمه حيًّا؛ فقد روى أبو داود عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ وُرِّثَ».

وللطفل اليتيم الحق في الحفاظ على ماله، وهذا الحق منوط بكفلاء اليتامى والأولياء والأوصياء على اليتامى، فيحفظونها عليهم ويسلمونها لهم عند رشدهم؛ قال –تعالى-: «وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ»، [النساء: 6]، وروى النسائي وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اللهُمَّ إِنِّي أحرج عَلَى حق الضعيفين: الْيَتِيم، وَالْمَرْأَة».

وأوضحت« الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: « ما حقوق الطفل فى الاسلام»، أنه ينبغي إعطاء الحقوق للأبناء حتى يؤدي الأب ما افترض الله عليه، ويترك في الدنيا ولدًا صالحًا يدعو له.

وأكدت أن الحقوق السابقة من أشد حقوق الأطفال على الوالدين، وهو مما يسعد به الأطفال والوالدان في الدنيا والآخرة؛ قال – تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»، ( سورة التحريم: الآية 6).