الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد فتحي يكتب: كابتني

صدى البلد


كابتني مصطلح مصري أصيل يتداوله لاعبو كرة القدم الهواة في إشارة منهم لأقدم اللاعبين بينهم خصوصا مع توارث الأجيال وهو نوع من الاحترام لفارق السن والخبرة بشرط أن يكون هذا الشخص فعلا في نظرهم مثالًا للقدوة والقيادة وليس عامل السن أو المهارة فقط..
انتشرت أخبار شبه مؤكدة عن عزم الكابتن حسام البدري المدير الفني لمنتخب مصر على منح النجم محمد صلاح شارة قيادة المنتخب وتناثرت الأقاويل حول أن ذلك الاتجاه هو نوع من الترضية لنجم المنتخب خصوصا بعد المشكلة الشهيرة الاخيرة في استفتاء احسن لاعب في العالم والتي تخلى فيها الجانب المصري عن مساندة النجم الكبير في سباق الإستفتاء سواءًا كان بالتصويت للاعب آخر غير صلاح كما فعل ممثل مصر في الصحافة الرياضية لدى لجنة الاستفتاء أو بالتقصير في متابعة مراحل التصويت كما حدث مع صوت مدرب المنتخب وكابتن الفريق وأدى الإهمال إلى إبطال صوتيهما ..
وهي الأمور التي دفعت صلاح إلى إزالة تعريفه لاعبًا للمنتخب المصري من حسابه بموقع (تويتر)، والتغريد لاحقا بجملة "مهما حاولوا يغيروا حبي ليكي ولناسك مش هيعرفوا"، وهي التغريدة التي لاقت رواجًا كبيرًا بين متابعيه ومحبيه.
المشكلة ليست فيما حصل مع النجم المصري وقت الإستفتاء فالنجم المصري تعرض لمشاكل عدة من قبل مع الاتحاد المصري السابق وسيتعرض لمشاكل اخرى مع الاتحاد الحالي وربما المستقبلي طالما بقيت "المنتاليتي" المصرية في الاتحاد كما هي، والمشكلة ليست في الترضية نفسها لكن المشكلة الاكبر في نوعية الترضية وكيفيتها وممن تصدر فبالرجوع إلى قرار البدري المنتظر ظهر السؤال جليًا .. هل يستحق محمد صلاح فعلا ان يصبح رسميًا كابتن المنتخب المصري الحالي؟ وهو ما يعد خرقا لأحد أعراف المنتخبات المصرية والتي استقرت على ان يكون كابتن المنتخب المصري بالأقدمية ..
الاخبار المنتشرة أدت إلى أن يطلق الكابتن أحمد حسن الكابتن التاريخي لمنتخب مصر تصريحاته الخاصة بخصوص هذا الامر حيث قال "شارة قيادة المنتخب تكون بالأقدمية، ولا بد أن يكون لصاحبها عدة سمات شخصية وتابع "أحمد الشناوي وأحمد حجازي ومحمد النني أحق من محمد صلاح في الحصول على شارة القيادة، وإذا كانت النية تتجه لإعطائها للاعب ليفربول، فلا بد من استأذانهم، لأنهم أقدم منه وأضاف:"لكن إذا انضم أحمد فتحي للمنتخب، فهو الأحق بشارة القيادة".
وأكمل:"لست مع قرار إعطاء صلاح شارة القيادة من أجل إرضائه بعد أزمة التصويت على جوائز أفضل لاعب في العالم".
وبسبب سوء الفهم واصطياد الناس اضطر لاحقا إلى تبرير وايضاح تصريحه السابق في مداخلة هاتفية بأحد البرامج حيث قال " أنا أحب محمد صلاح والنني وأحمد فتحي وكل اللاعبين، وعندما أتحدث أتحدث كوني قائد سابق للمنتخب الوطني، لم أكن أتمنى أن تثار مناقشة أمر شارة قيادة المنتخب في المؤتمر الصحفي لتقديم الجهاز الفني الجديد لمنتخب مصر".
وأضاف: "إرضاء محمد صلاح ممكن ان يتم في جلسة ودية، و"كوبايتين شاي"، وليس في مؤتمر صحفي لتقديم مدير فني، وإذا تم إرضاء صلاح فعليك إرضاء من هم أقدم منه في المنتخب بجلسة ودية ايضًا، لتلاشي وجود أي فجوة بين اللاعبين، لكن لست ضد وجود صلاح كقائد للمنتخب". 
وأكمل: "جيلنا الذهبي كان يحقق المكسب بسبب محبتنا واحترامنا وتقديرنا لبعضنا البعض بعيدا عن إنتمائاتنا الكروية الاهلاوية أو الزملكاوية أو الاسماعلاوية".
وأنهي حديثه متسائلًا: "هل لو أحمد فتحي موجود في المنتخب بإسمه وتاريخه وشخصيته وقيمته والبطولات التي حققها، هل سيكون صلاح قائد المنتخب؟ أعتقد صعب وهذه وجهة نظري قد تكون خطأ وقد تكون صحيحة، ولكن لن أقوم بتغيرها، وللمرة الأخيرة أنا لست ضد صلاح ولا النني ولا حجازي ولا أي لاعب داخل المنتخب".
على الجانب الآخر تحدث الكابتن أحمد حسام ميدو المدير الفني للمقاصة قائلا "إنه يؤيد حصول محمد صلاح على شارة قائد منتخب مصر بشكل كبير، إلا في حالة استدعاء أحمد فتحي إلى المنتخب، ففي حالة تواجد فتحي في المنتخب فلا يصح أن تسحب الشارة منه حتى وإن ذهبت لصلاح، وإنما يجب أن يظل فتحي قائدًا للمنتخب فهو يمتلك تاريخ كبير".
وبسؤاله عن كون عبد الله السعيد أقدم من صلاح هو الآخر في المنتخب قال: "السعيد من أفضل صانعي اللعب في تاريخ مصر، لكن أعتقد أن منح شارة القيادة لمحمد صلاح في وجوده أمر منطقى ولا مشكلة به"
وجهتي نظر مختلفتين وإن كان وجه التشابه بينهما هو أن خبرة وتاريخ أحمد فتحي تعطه الأحقية أن يكون قائد المنتخب طالما كان حاضرا في الملعب، وهو إقرار منهما بالحق والعرف بإحترام الأقدمية وليس طعنا في محمد صلاح فهما يعلمان جيدا قدره وقيمته الفعلية.
بالنظر إلى الأمر من الجانب الجماهيري نرى إنقساما بين الجماهير حول شرعية حصول محمد صلاح على شارة المنتخب فبعض الأصوات ترى أحقية صلاح بشارة القيادة فهو فخر العرب وأمل مصر حامل أحلامها وأحد أهم أسباب وصولها للمونديال العالمي بعد غياب طويل وأفضل محترف مصري وربما عربي حتى الآن وما يدعم وجهة النظر تلك أنها ليست الحالة الاولى التي تم تحديد قائد المنتخب او الفريق بعيدا عن الأقدمية ولكن حسب رؤية الجهاز الفني.
والأمثلة كثيرة ولعل أشهر تلك الأمثلة نيمار كابتن وقائد المنتخب البرازيلي رغم وجود العديد من اللاعبين من هم أقدم منه في المنتخب وأكبر منه سنا ولعل أشهرهم دانيال ألفيش كذلك حصول هاري كين نجم المنتخب الإنجليزي على شارة القيادة رغم وجود جوردان هيندرسون لاعب ليفربول وكذلك مدافع تشيلسي غاري كاهيل الذين سبقا كين إلى المنتخب الانجليزي بسنوات.
على الجانب الاخر ترى بعض الاصوات إلى ان الأقدمية تبقى هي الفيصل الأساسي في إختيار قائد المنتخب حتى وان تم الاعتماد على كفائة اللاعب في القيادة فان الاقدمية يتم وضعها في الاعتبار كشرط حاسم لاختيار القائد بحيث نصل ف النهاية إلى قائد يحمل الصفات والخبرة للقيادة.
يبقى القول ان اختيار قائد الفريق يجب ان يكون تحت معايير واضحة شرطها الأول والاساسي أن يتحلى المرشح بقدر من صفات القيادة والمسئولية وهي جينات تنشأ داخل اللاعب وتنمو معه خلال مراحل عمره المختلفة وألا نتخذ القرار بناءًا على نجومية اللاعب او سنوات عمره فقط ولعلنا نتذكر أن أعظم قادة الفرق لم يكونا يوما بنجومية "الشو" الحالي ولكن بقوة الشخصية والقدرة على تحمل المسئولية والعطاء ولعل أبرز الأمثلة مالديني قائد الميلان بويول قائد برشلونة وباترك فييرا قائد الارسنال روي كين قائد مانشستر جيرارد قائد الليفر زانتي قائد الانتر دييغو سيميوني قائد الارجنتين دونجا قائد البرازيل وغيرهم من الكبار اصحاب القيادة في خط الدفاع والوسط.. وإذا دعت الحاجة إلى كسر الأعراف الكروية المصرية المتوارثه فيجب أن يكون ذلك بناءًا على رؤية ودراسة واضحة تنتج قائدًا للمنتخب بمواصفت الكبار في ظل الندرة الواضحة للاعب القائد سواءًا كان ذلك في المنتخب الأول او في أندية الصفوة الأهلي والزمالك والاسماعيلي خصوصا بعد إعتزال الجيل الذهبي للمنتخب والذي كان يحوي العديد من القادة الكبار بدءًا من الحضري أحمد حسن وائل جمعة حسني عبدربه حسام غالي وغيرهم..
أتمنى ألا تؤثر تلك النوعية من القرارات على العلاقات بين اللاعبين "وهو ما حذر منه أحمد حسن كابتن المنتخب السابق" وألا تؤثر تلك القرارات على العلاقة بين اللاعبين والجهاز الفني للمنتخب وإن كنت أتمنى أن يراجع البدري ذلك القرار قبل الاقدام عليه وألا يكون هذا القرار إن تم أحد الخطايا العشر التي سيسجلها النقاد على البدري خلال فترة ولايته على المنتخب القومي المصري.
على البدري أن يعود إلى التعريف الاول لكلمة "كابتني" ..