الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطل من قنا.. أصبت بنيران النبالم ومنحت 3 شهادات تكريما لمهارتي في ضرب الأهداف.. نكسة 67 كانت غصة في الحلق شفينا منها في أكتوبر 73

صدى البلد

مازالت تفاصيل معركة الكرامة حاضرة بكل تفاصيلها فى ذاكرة البطل المقاتل أحمد عبدالمجيد السنوسى" ابن قرية دندرة بمحافظة قنا" الذي التحق بالقوات المسلحة فى 3/10/1964 حتى1/5/1974 يرويها وكأنه تحدث أمام عينيه، يتذكر خلالها لحظات الفخر والاعتزاز مع عبور الطائرات المصرية للشاطىء الآخر لقناة السويس، و لحظات اختلطت فيها لحظات الفرح بالدموع مع رفع العلم المصرى على الجانب الآخر للقناة، ويشعر بالفخر الشديد عندما ينادونه بـ " الرقيب" وهى الرتبة التى حصل عليها خلال فترة التحاقه بالقوات المسلحة لمهارته وقدرته الفائقة على ضرب الأهداف بمهارة.

قال البطل أحمد عبدالمجيد السنوسى" "شعرت وكأننى ولدت من جديد عندما رأيت قواتنا الجوية تعبر القناة.. فقد كان هذا المشهد أسعد لحظات حياتى"، فبعد نكسة 76 عشنا مرارة الهزيمة، لدرجة أننا كنا نخشى مواجهة الشعب الذى كان يقابلنا مقابلة سيئة مهينة و يحملنا مسئولية الهزيمة وهو على عكس مشاهد الفخر والاعتزاز التى عشناها بعد استعادة كرامتنا فى 1973.

تابع السنوسى، التحقت بسلاح المدرعات فى الجيش الثانى الميدانى وكانت وظيفتى مدفعجى دبابه" تحديد الهدف بالتليسكوب و الضرب" وحققت المركز الأول أكثر من مرة فى ضرب النار وهو ما جعلنى أحصل على رتبه رقيب، وخلال فترة تجنيدى تم إرسالى ضمن فرقة لدولة العراق الشقيقه عام 1965 كانت مهمتنا وقتها حراسة القصر الجمهورى أيام الرئيس عبدالسلام عارف-رئيس جمهورية العراق، بعدها عدت لموقعى فى الجيش الثانى وحدثت بعدها نكسة 67 التي دمرت معنوياتنا.

استطرد السنوسى، الفترة التى سبقت حرب أكتوبر لم يتوقف استفزاز الإسرائيليين لنا لإجبارنا على الاشتباك معهم دون أن يكون لدينا أوامر أو استعدادات كافية، حتى نشعر باليأس والاستسلام و يصيبنا الإحباط حتى ننسى أمر الحرب والانتقام، لكننا لم نرضخ لذلك وكنا نزداد إصرارًا على استعادة كرامتنا أولًا والثأر لشهدائنا ثم استعادة أراضينا المحتلة، وكنا على ثقة بأن هذا اليوم سوف يأتى لكن متى وكيف لا نعلم.

و أضاف السنوسي، الفترة التى سبقت يوم 6 أكتوبر كنا نشعر بأن الحرب وشيكة، لكن إجراءات التسريح لبعض الجنود وتسفير بعض الضباط لأداء العمرة كانت تشعرنا بحالة من الإرتباك والحزن أحيانًا لأننا كنا ننتظر قرار الحرب بفارغ الصبر، لكن وعد الله تحقق و فوجئنا فى اليوم الموعود يوم العزه و الكرامه بعبور طائراتنا للجانب الشرقي من القناة، و شعرنا وقتها جميعًا بأننا ولدنا من جديد وهتفنا الله أكبر وما هى إلا ساعات حتى جاء دورنا لعبور القناة بعد نصب الكبارى من قبل سلاح المهندسين، وتشرفت بالاشتباك مع العدو الاسرائيلى و ساهمت مع كثيرين فى ضرب أهداف ودبابات إسرائيلية، وفقدنا خلالها معمر الدبابه الذى أصيب و توفى بعها بفتره، لكن كان كل هدفى أن آخذ بالثأر ولا يعنى أن أموت أو أعود مرة أخرى.

وعن أبرز المشاهد التى لم ينساها السنوسى خلال المعارك، أن أى قذيفة أو رصاصة يتم توجيهها العدو تصيب و بقوة جنود اسرائيليين أو أهداف حيويه، إضافة إلى أنهم بمجرد أن يرون الجنود المصريين يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم معلنين استسلامهم بدون مقاومة، ولم يكن لديهم القدرة على المواجهة وجهًا لوجه كما كنا نفعل، لأن منهجهم الغدر والضرب من الخلف، ورغم ذلك عندما تم أسر الآلاف منهم تم معاملتهم باحترام بعكس معاملتهم للأسرى المصريين.

وأشار السنوسي، بعد الانتصار مُنحت 3 شهادات تقدير تكريمًا لى على أدائه فى الحرب، الأولى شهادة من الكتيبة 70 دبابات الفرقة الرابعة، والثانية شهادة من اللواء 125 الفرقة الرابعة مدرعات، والثالثة من الفرقة الرئيسية، مازال محتفظًا بشهادتين منهم والثالثة ضاعت منه.

قال السنوسى، بكيت كثيرًا عندما أنهيت فترة خدمتى العسكرية بعد الحرب، لأنها كانت أيام تضحية وفداء وعشرة وصحبة، وبعد خروجى أقامت والدتى عددا من ليالى المديح والتواشيح الدينيه احتفالا بخروجى من الجيش، وشعرت وقتها أننى مثل عريس يزف من جديد، كما لا أنسى دور زوجتى التى وقفت بجانبى و كانت لى نعم السند، فقد تزوجتها عام 1969 خلال فترة التحاقى بالقوات المسلحة و أنجب منها عبدالناصر ومنال، الأول سميته على اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أما نجلتى منال فنقشت اسمها على أغراضى، لكنها فارقت الحياة، وبعدها أنجبت 4 أولاد وبنت بعد خروجي من الجيش كلهم متزوجين ويعلمون فى أماكن مختلفة.

أضاف السنوسى، "نكسة 76" رغم مرارتها التى تشعرنا حتى الآن بـ غصة فى الحلق، لكنها كانت أكثر و أهم الأسباب التى أشعلت بداخلنا نار الثأر لكى ننتقم من العدو الإسرائيلي ونستعيد كرامتنا المفقودة، فقد تم أخذنا على"خوانه"و لم نكن مستعدين سواء بالأسلحة أو التدريب، و العدو استغل هذه الظروف و ضربنا بأسلحة محرمة النابالم الذى كان يقذف الدبابة فتشتعل فيها النيران فى الحال، و قضينا هذه الفترة ما بين تقدم وتقهقر حتى جاء أمر بالانسحاب، مطالبًا الشباب بالحفاظ على مصر اقتداءً بالآلاف الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها.